كرة القدم تعتبر أكثر لعبة شعبية يمارسها أو يتابعها الناس على مستوى العالم، فمنذ أيام أنتهت المباراة النهائية من بطولة كأس العالم، التي أقيمت في قطر بين المنتخبين الفرنسي والأرجنتيني، رغم أن الفريق الفرنسي كان حاملًا للقب ولديهم لاعبين من الممكن أن يدافعوا عن لقبهم، لكن الفريق الأرجنتيني منذ الحديث عن هذه البطولة وكأن البطولة ضائعة منهم ومن يفوز بها يسرقها منهم وهم أصحابها، ورغم خسارتهم في المباراة الأولى مع المنتخب السعودي وقلة روحهم الرياضية في المباريات الأخيرة إلا أنهم حسموها باستحقاق.
احتفال ميسي في نهاية المباراة مع الحارس ايميليانو مارتينيز يحمل قيم ومبادئ كبيرة لدوره البارز في تتويج المنتخب بالبطولة، ليس فقط في حسم ركلات الترجيح وإنما في تدخله للكرة الأخيرة للاعب الفرنسي كولو مواني الذي كاد أن ينهي المباراة لصالح الفرنسيين وإحباط حلم ميسي ورفاقه.
ميسي من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم حتى مع وجود المقارنات العقيمة التي يتحدث عنها الجمهور الرياضي بين اللاعبين والحديث عن أرقام محددة وترك مساهمتهم مع الفريق بشكل جماعي غير منطقية. حتى ذهب بعض المحللين الرياضيين إلى القول بأن المونديال يمكن أن يسمى “مونديال ميسي” وأن فوز النجم الأرجنتيني بكأس العالم يعطي قيمة أكبر أهمية لهذه البطولة، عدم فوزه بكأس العالم لم يكن لينقص من نجوميته أبداً ولا من المنطق أن تحدد مسيرة أحد أعظم اللاعبين، التي دامت قرابة خمسة عشرة سنة من التألق، من خلال دقائق من المباراة أو حتى من مباراة كاملة.
متعة كرة القدم أو حتى أية رياضة أخرى تكمن في قوة المنافسة بين المشاركين، قرار الفيفا بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم القادمة يقلل من قوة المنافسة في البطولة ومشاركة بعض الفرق قد تكون غير مستحقة للتواجد في هكذا بطولة، وحتى حديث الفيفا الأخير عن مدى إمكانية إقامة كأس العالم كل ثلاث سنوات ليس بالضرورة أن يكون مقترحاً يجعل البطولة أفضل أو أكثر متعة.