باريس/ خاص
بحضور دبلوماسي فرنسي وعراقي رفيع افتتح في العاصمة الفرنسية باريس ملتقى فرنسا الدولي للعلاقات العراقية الفرنسية. واطلق الملتقى مبادرة لإقامة معرض كتاب ثقافي وملتقى دولي ضخم سيعقد قبيل نهاية العام الجاري في باريس.
ومن اللافت في الملتقى حجم الحضور الدبلوماسي من الجانبين العراقي والفرنسي، ممثلا بمشاركة الممثلة الشخصية للرئيس الفرنسي ماكرون السيدة (باريزا خياري) والدبلوماسي العراقي السفير هشام العلوي الذي اثنى على توقيت الملتقى وغرضه، كما شارك القائم بالاعمال العراقي في باريس في الملتقى في اليوم الاول لمباشرة عمله في العاصمة الفرنسية وكذلك بالنسبة للقنصل الفرنسي في الموصل السيد (جان كريستوف) الذي وفر له الملتقى لقاء نخب عراقية قبيل انتقاله الى العراق لتسنم مهام عمله الدبلوماسي.
افتتح جلسات الملتقى السيد علاء البهادلي رئيس المؤسسة الاوروبية لتعارف الاديان مرحبا بالحضور الكريم وموجهاً انتباه الخبراء والحاضرين الى ان هذا الملتقى يعد احدى علامات الشراكة والتعاون بين الحكومة الفرنسية التي اتاحت الفرصة لهذا الملتقى ان ينطلق من العاصمة باريس، ومن جهة ثانية قدمت فيه السفارة العراقية دورا مميزا لنجاح المتلقى ووفرت دعما لوجستيا يبين حرصها على تطوير العلاقات بين الجانبين، ثم بدأت فعاليات الملتقى الذي اداره السيد (دانيال كيرلاخ) من مؤسسة زينيت للابحاث في برلين. وكانت الكلمة الافتتاحية للقائم بالاعمال العراقي الاستاذ نزار مرجان الذي تحدث عن تطور العلاقات العراقية الفرنسية في السنوات الاخيرة وصولا الى زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون وكشف عن تقدم العراق كعضو مراقب في الفرانكفونية.
وشدد عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية الدكتور خالد عبد الاله على اهمية تطوير العلاقة في الجوانب الاقتصادية والسياسية، بوصفهما وجهان لعملة واحدة. في حين اشار الدكتور سعد سلوم المنسق العام لمؤسسة مسارات الى السيناريوهات المختلفة لمستقبل العلاقات العراقية الفرنسية سواء كانت تراهن على العلاقة او ترى انها مجرد صدى للسياسة الاميركية او تجد فيها عامل تدخل جديد . مؤكدا على اهمية تطوير العلاقات لخلق عامل توازن للعراق في وجه القوى الاقليمية التي قد تكون لها اطماع في البلاد.
من جهته شرح الجانب الفرنسي وجهة نظره عن ملف اعادة الاعمار وتأهيل التراث الديني والحضاري في المناطق التي دمرها ارهاب داعش. واوضح عدد من الخبراء الفرنسيين طبيعة عملهم والمساهمات التي قدموها للعراق ورؤيتهم حول كيفية تطوير حجم ونوع المساعدات في مجالات عديدة تخص التراث والثقافة والعمران، وقد كان هذا مهما للجانب العراقي على علديد من اصعد إذ أبدت السيدة اسراء فؤاد شاكر رئيسة قسم التنوع في وزارة الثقافة حرص الوزارة على تطوير هذا التعاون، لا سيما وان قسم التنوع في وزارة الثقافة قسم جديد وناشىء وهو بحاجة لجميع سبل الدعم والتعاون من اجل تعزيز التراث الثقافي العراقي. وقدم العديد من المسؤولين والدبلوماسيين الفرنسيين والعديد من الباحثين والاكاديميين المتخصصين بالشأن العراقي من الجانب الفرنسي مداخلات معمقة حول سبل تطوير التعاون والعلاقات الثنائية في الجوانب الاقتصادية التي تخص دبلوماسية رجال الاعمال او الاعلام والتبادل الثقافي (الدبلوماسية الاعلامية) واخيرا التعاون بين مراكز البحوث والتفكير والجامعات والتي يعد الملتقى ابرز مثال لها حيث لم يعد مثيل له منذ عقود.
على صعيد متصل شدد القنصل الفرنسي في الموصل على اهمية الملتقى الذي يعد من وجهة نظره فرصة فريدة للقاء نخب عراقية وفرنسية في سبيل تطوير العلاقات بين الجانبين بما يخدم مصالح شعبي البلدين ويسهم في تدعيم استقرار العراق على كافة الاصعدة. واختتم المداخلات محمد الدجيلي مدير دار الرافدين في بيروت بالتشجيع على اقامة معرض للكتاب العربي في باريس مبينا انه سيكون حدثا لافتا تفتقر له العاصمة الفرنسية منذ خمسة عشر عاما، ولقي الاقتراح حماسة من الجانبين الفرنسي والعراقي.
ومن الجدير بالذكر ان ملتقى فرنسا الدولي يعد جزء من فعاليات الاسبوع الثقافي في باريس والذي اطلقته الموسسة الاوربية لتعارف الاديان بالتعاون مع موسسة مسارات في بغداد ومعهد مونيتي في باريس. وقد سبق للموسسة الاوربية لتعارف الاديان اطلاق اسبوع ثقافي مماثل في مدريد شهد مخرجات مماثلة على صعيد تطوير علاقات العراق في المحيط الاوربي والدولي.