سنجار المتنازع على أراضيها لفرض السلطة والمهمش أهلها في مخيمات النازحين.
حسين سعيد
تقع قضاء شنگال(سنجار ) في محافظة نينوى على بعد حوالي 80 كم غربي مركز المحافظة ، وكان يعيش فيها عدد من الديانات والقوميات والمذاهب تمثلت بالديانة الأيزيدية كأغلبية والديانة الإسلامية والمسيحية بعدد اقل ،كانت تعيش هذه المكونات في شنگال بروحاً من المحبة والسلام ربما لم يكن لها مثيل في أرجاء البلاد كلها، فقد كانت هذه المكونات مثالاً للمحبة والسلام في العراق وخاصة أهالي المناطق الريفية ،وكانت صورة التلاحم والتآخي بين مكونات هذه القضاء هي السمة الأبرز منذ مئات السنين ولكن بعد ليلة 3اب 2014 تخلى القوات الأمنية والعسكرية في القضاء عن الأهالي التي كانت متواجدة لحمياتهم من خطر الإرهاب من حمايتهم وأخبارهم بخطورة الوضع ، بعدما أقدم التنظيم الإرهابي داعش على غزو شنگال بعد مقاومة عنيفة مع المقاتلين الأيزيديين وتكبد خسائر كبيرة للتنظيم الإرهابي ولكن بسبب عدم تلقي الدعم ونفاذ الذخيرة استطاعت داعش الإرهابي السيطرة على القضاء ما عدا الجبل الذي بقى الملاذ الآمن لهم بفعل المقاومة والتصدي لداعش ،وكان الأيزيديون هم الضحية الأكبر حيث وقعت أكثر من 6000 شخص شهيد ومفقود ومختطف وتم سبي الآلاف من النساء والأطفال وبيعهن في أسواق الرق والنخاسة من قبل التنظيم الإرهابي داعش وارتكبت ابشع الجرائم والإبادة الجماعية بحقهم بسبب اختلافهم الفكري والديني . فيما نزح الأغلبية من الفارين إلى جبل شنكال الملاذ الآمن ومن ثم إلى الهياكل ومخيمات النازحين في إقليم كوردستان . وما أثار الجدل تعاون الأغلبية من مكون العرب من اهل المنطقة مع داعش الإرهابي من الذين تعايشوا مع الأيزيديين واكلوا من خيراتهم واصبحوا شركاء في أبشع الجرائم من قتل ونهب وحرق
وسبي وغيرها من الجرائم التي يدنى لها جبين الإنسانية. واليوم على الرغم من مرور أربع سنوات على تحريرها إلا أن أكثر من 80% لايزال مشردين و نازحين في المخيمات وسط المعاناة وافتقارهم إلى الخدمات الحياة الضرورية في ظل برودة الشتاء وحر الصيف القائظ مع تقل دور المنظمات والجهد الحكومي في تقديم الخدمات ، إلى جانب الأمراض النفسية والحالات النفسية للنازحين نتيجة لما مروا به من ظروف مأساوية.
ويذكر حسب الإحصائيات الرسمية أن حوالي أكثر من 2800 شخص ايزيدي ما زالوا مجهولي المصير في المناطق التي احتلتها داعش مع الغياب الشبه المعدوم لدور الحكومات والمجتمع الدولي في تحديد مصير هولاء الضحايا وتحريرهم من قبضة داعش الإرهابي. فيما تحرر حوالي أكثر من 3000 من مختلف الأعمار والأجناس مِن مَن وقعوا في قبضة داعش ويحتاجون إلى رعاية وبرامج للدعم المعنوي وإعادة تأهيلهم، ويذكر أيضا أن هناك من 81 مقبرة جماعية تم اكتشافها لحد الآن إضافة إلى أكثر من 68 من المزارات والمراقد الدينية الأيزيدية المتفجرة من قبل داعش الإرهابي إبان غزوتهم لسنجار .
واليوم وعلى الرغم من تحريرها إلا ان اكثر من80% من أهلها لم ترجع بعد وملفها الامني والإداري لم تحسم بعد لجهة معينة وليس هناك نية للنازحين في العودة إليها بهذا الوضع ويرجع ذلك إلى مخاوف وأسباب عدة :-
1- الخوف من الصراعات السياسية والأمنية والعسكرية بين الأحزاب والأطراف المحلية وحتى الإقليمية على مناطق الأيزيديين الذين يتنافسون فيما بينهم ويتنازعون على أراضيها للحصول على المكاسب والمصالح على حساب الكرامة الأيزيدية والدم الايزيدي والإبادة الأيزيدية.
2-وجود ادارتان لجهتان مختلفان احدهما موالي للاقليم والاخر للمركز في القضاء والتي يعتبر حالة فريدة في العراق نتيجة تباطؤ الحكومة في القيام بمسؤولياتها وفرض القانون مع غياب دور الادارتين في القضاء في القيام بواجباتهم وتقديم الخدمات لأهلها.
3-البنية التحتية المهدومة والتي تصل نسبة الدمار فيها إلى 80% حسب الجهات الرسمية مع بقاء المخلفات الحربية لداعش في المجمعات الجنوبية للقضاء وعدم تنظيف هذه الدور والمجمعات بشكل كامل
4- عدم محاسبة ومحاكمة المقصرين من المسؤولين والقادة الذين تخلوا عن حماية سنجار واهلها من دون أخبارهم بخطورة الوضع والمتعاونين مع داعش الإرهابي من القرى العربية الذين شاركوا في ارتكاب الإبادة والجرائم ضد الإنسانية بحق الأيزيديين وغيرها من المكونات وتقديمهم إلى العدالة حسب ما يدعي الدستور .
5-الخوف من القصف التركي في ظل الصمت الحكومي والدولي مع وجود قوى واجندات موالية لجهات مختلفة .
6-عدم جدية الحكومة العراقية والمجتمع الدولي في البحث والتحري عن مصير أكثر من 2800 شخص ايزيدي مجهولي المصير إلى الآن في المناطق التي سيطرت عليها داعش الإرهابي .
7-سوء وانعدام الكادر الصحي والأجهزة الصحية في المستشفيات وانعدام الكادر التدريسي في القضاء .
8- عدم انشاء قوة عسكرية وإدارة حكومية رسمية من الأيزيديين واهلها وتسليم حماية وشؤون إدارة القضاء إليهم بعدما فقدوا الثقة بالسلطات المتنفذة في القضاء منذ 2003 ومن دون تطوير القضاء وتقديم الخدمات بالشكل المطلوب والتخلي عنهم إبان غزوة داعش لتركهم لقمة سهلة لداعش
9- عدم تعويض الضحايا وأبنائهم بسبب الأضرار التي لحقت بهم من سيطرة داعش الإرهابي على مناطقهم .
10- يجب فرض سلطة الحكومة المركزية على كامل سنجار ليتسنى لأهلها الرجوع الى ديارهم دون تخوف لتكون أولى الحلول .