ترجمة/ حامد احمد/موقع صوت العراق
كشف تقرير لصحيفة بريطانية عن وجود 300 الف ايزيدي في مخيمات النزوح ويعانون من أوضاع قاسية، مشددين على عدم وجود برامج لإعادة تأهيلهم، لافتاً إلى عدم إمكانية ملاحقة مرتكبي الجرائم ضدهم من اعضاء تنظيم داعش عن جرائم الابادة الجماعية لعدم انضمام العراق إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وذكر تقرير لصحيفة (آيرش أكزامنر) البريطانية ترجمته (المدى)، أن “300 الف إيزيدي ما زالوا يعيشون ظروفا قاسية من حر شديد وبرد قارس في مخيمات النازحين”. وأضاف التقرير، أن “الذين رجعوا لمنازلهم يواجهون مصاعب قلة خدمات وانقاض تملأ أحياءهم السكنية”. وأشار، إلى ان “عدة ايزيديين تحدثوا خلال هذا العام لاعضاء في البرلمان الايرلندي حول انعدام أي تقدم بخصوص أوضاعهم رغم مرور سبع سنوات على الإبادة الجماعية التي حلت بهم على يد تنظيم داعش، وكذلك الظروف الصعبة التي يعانيها أبناء الطائفة الايزيدية”.
وذكر التقرير، أن “نسرين راشو، احدى الناجيات الايزيديات من أسر داعش، تحدثت عبر الانترنيت مع لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الايرلندي”.
وتابع، أن “الايزيدية الشابة وصفت كيف ان الناجيات من داعش قد حرمن من فرصة مواصلة التعليم، وأن كثيرا من النساء قد تم اسرهن وهن باعمار مراهقة وقسم منهن دون التاسعة من العمر”.
وبين التقرير، أن “سنجار، ما تزال تغطيها الأنقاض الناجمة عن المعارك التي دارت هناك ضد داعش في العام 2015”.
وشدّد، على أن “معظم الدعم الذي تم توفيره للمدينة المحطمة لم يتعد سوى نطاق ضيق من المشاريع المحدودة”.
وأورد التقرير، ان “كثيرا من الناجين وجدوا انفسهم بدون دعم وعلاج نفسي للصدمات التي واجهوها مع عدم وضع منهاج لهم لتأمين تعليمهم التربوي الذي انقطع بسبب اسرهم من قبل داعش، مع عدم وجود فرص اقتصادية لاعادة بناء حياتهم من جديد”.
ونقل التقرير، عن “الايزيدية راشو لاعضاء القول في البرلمان الايرلندي: نحن بحاجة لمزيد من التعليم وان يهتموا بذلك بشكل جدي وذلك لنتمكن من ان نكون جزءا من عملية اتخاذ القرار، خصوصا ما يتعلق بالمواضيع والقضايا التي تتعلق بنا بشكل مباشر”.
وأفاد، بأن “ناتيا نافروز، محامية لدى منظمة يازدا المعنية برعاية حقوق الايزيديين، تقول ان دروسا باللغة الإنكليزية والعربية والتدريب على الحاسوب، هي من المواضيع الضرورية والمطلوبة للناجين من الايزيديين وذلك لتثقيفهم وتأهيلهم لكي يتمكنوا من تحقيق متطلباتهم ودعم حقوقهم”.
ويسترسل التقرير، أن “كثيرا من الايزيديين يعتقدون بان أعضاء داعش سوف لن يحاسبوا على الجرائم التي ارتكبوها”.
وتحدث عن “قلة من النساء الايزيديات ممن كانت لهن فرصة ان تقف بوجه مسلح من داعش داخل محكمة للقصاص منه بجريمة الاغتصاب والاستعباد الجنسي وقتل كثير من افراد عوائلهم”.
وأكد التقرير، أن “اكثر القضايا التي يحاكم بها افراد داعش في المحاكم العراقية هي متعلقة بالإرهاب، وليس منها ما يتعلق بتهم خاصة متعلقة بابادة جماعية خاصة بالايزيديين”. وذكر التقرير، أن “منظمة يازدا من لجنة العلاقات الخارجية الايرلندية طلبت دعم ايرلندا داخل مجلس الامن من اجل تأسيس محكمة دولية خاصة بجرائم تنظيم داعش”.
ونبه، إلى أن “العراق هو ليس طرفا بالمحكمة الجنائية الدولية في هولندا، المحكمة المعنية بتهم الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والابادة الجماعية، ولهذا السبب فان قضايا جرائم داعش التي تتناولها المحاكم العراقية لا يمكن ربطها بمحكمة الجنايات الدولية”.
ولفت التقرير، إلى أن “كيب هيل، محامي حقوق انسان مختص في التحقيق بجرائم داعش في العراق، يقول إن الايزيديين لديهم اقوى قضايا الإبادة الجماعية مما لم يشهده من قبل، لكنه أعرب عن تفاؤله بخصوص تأسيس محكمة دولية تتناول هذا الموضوع”.
وأوضح، أن “المجتمع الدولي وقنواته الدبلوماسية فشلا في إقناع دول مثل العراق بالانضمام لمحكمة الجنايات الدولية ليكونوا أعضاء فيها”.
يرى التقرير، أن “لجوء المحاكم العراقية لاتهام مسلحي داعش بارتكاب اعمال إرهابية بدلا عن ارتكابهم جرائم إبادة جماعية فانه من المستبعد ان تجري هناك محاكمات لدواعش مسؤولين عن ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الايزيديين”.
وافاد، بأن “اول محاكمة لداعشي ارتكب جريمة إبادة جماعية بحق ايزيديين في العراق كانت قد شهدتها محكمة جنائية بفرانكفورت في المانيا الشهر الماضي بتهم موجهة اليه بارتكاب جرائم إبادة جماعية”. ومضى التقرير، إلى أن “محاكمة الداعشي جاءت لكونه عضوا بمنظمة إرهابية وجرائم ضد الإنسانية وجريمة قتل واتجار بالبشر حكمت عليه بالسجن عن الجرائم التي ارتكبها بضمنها قتل طفلة ايزيدية صغيرة بتقييدها وحرمانها من الطعام والماء لحد الموت مع استعباد والدتها”.
عن صحيفة آيرش اكزامنر
Categories: العراق