لماذا لا يعود النازحون الى مناطق جنوب جبل سنجار ؟؟
بقلم عيسى سعدو
في المقدمة ، سنذكر بعضا من المناطق التي كان يسكنها الايزيديون بنسبة مئة بالمئة، بكثافة سكانية لا تقل عن 100 ألف نسمة وهي ناحية تلعزير (القحطانية) ومجمع كرزرك (العدنانية) ومجمع سيبا شيخ خدر (الجزيرة) ومجمع رمبوسي ومجمعي تلبنات وتلقصب ، بالاضافة الى قرى صغيرة اخرى مثل حيالة وجدالة وسكينية وكابارا وقزلكند وخربات قوالا ورزكا وزرافك وقسرك وزوماني وهمدان وكانيا عيدو والى اخره من عشرات القرى الصغيرة .
كل المناطق المناطق والقرى المذكورة كان يسكنها الايزيديون قبل هجمات داعش على قضاء سنجار وتوابعها من مناطق الايزيديين في 03-08-2014 .
بعد سيطرة داعش على هذه المناطق ارتكب “ابادة جماعية” بحق الايزيديين ، حيث قتل الرجال واغتصب النساء والاطفال وباعهم في اسواق النخاسة في الموصل والفلوجة والرمادي والبعاج وتلعفر والحويجة ، والرقة ودير الزور وحلب في سوريا ، ولازال 2887 ايزيديا من النساء والاطفال والرجال مصيرهم مجهولا منذ خطفهم من قبل داعش ، بحسب اخر احصائية من قبل مكتب انقاذ المختطفين الايزيديين .
كل ايزيدي من نجا من هذه الجرائم هرب الى جبل سنجار ومن ثم الى اقليم كوردستان واصبح نازحا في المخيمات الى حد يومنا هذا ولم يستطع هؤلاء الايزيديين النازحين من العودة الى مناطقهم المذكورة اعلاه رغم تحريرها منذ اكثر من سنتين ورغم الاعلان الرسمي عن انتهاء داعش في العراق من قبل رئيس الوزراء العراقي السابق السيد حيدر العبادي.
سنأتي الى ذكر اسباب عدم تمكن النازحين الايزيديين من العودة الى مناطقهم في جنوب جبل سنجار، فلا يخفى على احد ان داعش ابان سيطرته على هذه المناطق قام بسلبها ونهب كل شيء فيها وحتى الابواب والشبابيك قام بنزعها ، وقد بقي داعش مسيطرا على هذه المناطق اكثر من اربع سنوات .
قام خلال تلك المدة من سيطرته على تلك المناطق بتدمير كل شيء ف بعد السلب والنهب قام بجرف بعض المناطق بالشفلات وعلى سبيل المثال مجمع كرزرك القديم ، كذلك قام بإحراق قرى اخرى بأكملها ، ك قرية كابارا حيث احرق الدواعش كل منازلها ، وفي ناحية تلعزير (القحطانية) ومجمع سيبا شيخ (الجزيرة ) قام الدواعش بتفجير عدد كبير من المنازل بالاضافة الى تفخيخ المتبقي منها كما قام بتفخيخ الشوارع الرئيسية فيها ، وقد اتبع داعش هذه الاساليب الاجرامية في كل المناطق المتبقية ، من سلب ونهب وتفخيخ وتفجير وحرق وجرف والخ .
واستمرارا للتدمير الممنهج ولقتل الحياة بشكل كامل في مناطق الايزيديين ، فقد قام الدواعش بتفجير الابار الارتوازية المتواجدة في هذه المناطق التي كانت تعتمد في الزراعة وهي كانت مصدر رزق للكثير من العوائل الايزيدية ، كما قام الدواعش بتفخيخ المساحات الزراعية والبساتين في المنطقة والتي كان يحصد منها سنويا اطنانا من القمح والشعير .
ليس هذا التدمير الكامل والشامل هو المعرقل الوحيد لعدم عودة الايزيديين من النزوح الى مناطقهم ، بل ان الصراعات السياسية والعسكرية بين الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان وعدم الشعور بالأمان الحقيقي من قبل الايزيديين وعدم وجود الثقة بالحكومتين المذكورتين وعدم وجود اي جهد في توفير الخدمات الاساسية للعيش وفي تعويض الايزيديين ومساعدتهم في التمكن من البناء والاعمار هي اسباب اخرى تحرم الايزيديين من ارضهم رغم وجود رغبة شديدة من قبلهم ومحاولات ومطالبات كثيرة ولكن دون وجود اذان صاغية من قبل اي جهة .
واما بالنسبة للمجتمع الدولي ف ليس له اي دور يذكر في مساعدة الايزيديين او في الضغط على الحكومة العراقية والحكومة في اقليم كوردستان لإبعاد صراعهم عن مناطق الايزيديين ومساعدتهم في الرجوع الى ارضهم ، رغم ان رئيس اكبر دولة في العالم على علم بذلك وقد تناقلت القنوات الفضائية والصحف والجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي فيديو الناشطة الايزيدية نادية مراد وهي تحدث الرئيس ترمب عن الصراع بين حكومة وبغداد وحكومة اربيل والذي يتسبب بعدم وجود استقرار في سنجار وتوابعها من المناطق والقرى وطلبت منه الاتصال بهم، ولكن يبدو ان ترمب لا يهمه الايزيديين ولا معاناتهم ، فلم يتغير شيئا رغم مرور اشهر على ذلك اللقاء .