عيد المرأة …عيد الحياة

هيفاء الحسيني

أن يخصّص العالم يوماً للاحتفاء بالمرأة , فهو بيانٌ حقيقيّ لإعلاء قيمتها الإنسانيّة في المجتمع ودورها الخلاّق في بناء الأسرة الصغيرة التي تُعدُّ اللبنة الأساس في بناء الدولة بأعمق معانيها , فالمرأة ليست عاطفة حسب , وإنما عقلٌ راجح وقيمة معرفيّة وسعي دؤوب لإرساء قيم السلام والمحبّة والعمل والعطاء , فالمرأة كرّمها الله سبحانه وتعالى بأن وضع الجنّة تحت قدميها , وكرّمها الرسول الكريم ( ص) حيث قال( استوصوا بالنساء خيراً ) ..
إن المرأة في حياتنا المعاصرة أثبتت كفاءتها في كل المجالات , واستطاعت أن تقدّم أبهى صورة وأّرسخ حضور , سواء في العمل السياسيّ أو العلمي أو في البيت , وهذه الكفاءة وثّقتها إحصائيات الرصد المتخصصة , لتكون فعلاً شريكاً حقيقيّاً للرجل في البناء والعطاء والتكامل الإنساني الراسخ ,لذلك يجب أن تأخذ دورها الواضح في صناعة القرار الوطني سواء في السياسة أو الجوانب الأخرى التي تمسّ حياة الفرد في المجتمع , فهي الأقدر في تفهّم حاجات الناس , وهي الأدرى بمتطلّبات أبناء الشعب بكل فئاته , ووجودها في طليعة قيادة البلد معناه رجاحة الفعل الوطني وقوّة اتخاذ القرار ورجاحته .
لستُ هنا بصدد الدفاع عن المرأة والمطالبة بحقوقها , فهو أمر يجب أن يحسم في ظل المتغيّرات الجوهريّة في فكر العالم وتطوّره المتسارع وما يحدث فيه من نزاعات وتنافس يستدعي استنفار كل القدرات البشريّة وعدم الركون إلى المفاهيم البالية في النظرة التقليدية للمرأة , فهي الصامدة الصبورة المقاومة اليوم في غزّة , وهي القيمة العلميّة التي قدّمت للعالم نماذج تفخر فيها الإنسانية , وهي التربويّة الناجحة , والمقاتلة الصامدة التي تحمّلت ما تحمّلته من أعباء جعلت منها أسطورة حقيقية نتجت عنها قصص وشواهد لا تكفي مجلدات ضخمة للحديث عنها …
في يوم المرأة , ونحن نحتفل بالحياة بأعمق معانيها , أتمنى أن تظلّ نساؤنا وهجاً منيراً يهتدي به العالم , وأن يجعل الله تعالى كل نساء الأرض بخير وعزّ وكرامة وشموخ , وأن ينعم الوطن ببركاتها , وهي تغرس حقول الجمال والأمل والمحبة والعطاء ..
وأقول أخيراً ..كل عام والمرأة هي الحياة وجوداً ومعنى وقيمة عالية ..

Exit mobile version