(أ هكذا تجازينا يا وحيد!)
عندما قرأت رواية ( كوخ العم توم ) التي تدور حول العبودية في امريكا بكيت كثيرا وأنا اطوي صفحاتها ولا اعلم اذا ما كانت قصة حقيقية ام خيالية ولكن ان يأتي احمد وحيد وغيره ويزيفون حقيقة #الابادة_الايزيدية ويسخرون من الناجيات الايزيديات بالسذاجة والضحك فهذا امر مرفوض تماما وينبغي إفاقة شعبية وحكومية لرفض هذا التجاوز المخجل جدا بحق شريحة مغلوبة على امرها منذ سنين وتعرضت في تاريخها الى 74 حملة إبادة جماعية داخل وطنها .
الى الذين يدعون بان ولاية البطيخ / الساخرة ركنها الأساس هو الفكاهة، أقول لهم لماذا لم يدخل الكاتب والمخرج جزء بسيط من روح الفكاهة تلك في الحلقة الرابعة حيث يبرىء فيها سكان المحافظات التي احتلها داعش، وعندما عرضت الحلقة الخامسة وجدنا ان هناك استهزاء واضح بالمختطفات من خلال الكوميديا السوداء بحيث جعل من قصص معاناتهن مسألة عادية خالية من جرائم ضد الإنسانية .
عشرات الناجيات الايزيديات سردن قصصهن الحقيقة أمام الإعلام وأبكت الحجر ، فالناجية نادية مراد حين قصت ما مرت به من معانات في الأسر في مجلس الأمن سنة ٢٠١٥ بكى رؤساء الكثير من الدول ورؤساء البعثات الدبلوماسية وتقشعرت أبدان المستمعين حول العالم ،
كان من المفترض من كاتب ومخرج ( بنج عام ) التفكير كثيرا عن حساسية هذا الموضوع الذي اتخذه للاسف معظم الإعلاميين والقنوات الفضائية كمادة عادية يفتح بابها متى ما ارادوا تاركين آلاف النساء والأطفال الذين هم بحاجة ماسة الى اعادة التاهيل النفسي نتيجة التعذيب التي تعرضوا له وتسليط الضوء على الابادة الايزيدية وخطف الاطفال والنساء وقتلهم وذبحهم بطرق وحشية وعن ما خلف عنها من تشريد قسري ووحشي نحو 400 الف ايزيدي لا زالوا يقبعون في خيم مهترئة
نشرت الكاتبة الأمريكية هيرين ستو تلك الرواية سنة 1852 ونقلت فيها معاناة السود وبيعهم في أسواق الرق لمدة قرنين من الزمن، 168 عاما والناس تطلع على ذلك المجهود الفني التي برزته انامل تلك السيدة التي خدشت بأظافرها تلك الجرائم في روح ووجدان البشرية الى يومنا هذا .
وعندما ناتي الى اجراء مقارنة عن ما كتبه كتاب ومؤرخين العرب وخاصة العراقيين عن الايزيديين بالتحديد تكون بمتابعة صدمة كبيرة لا تقل وجعها عن الوجع الذي الحقته بنا عصابات داعش التكفيرية.
انتم مطالبون بالاعتذار لكل الناجيات والايزيديين وحذف هذه الحلقة الغير موفقة تماما .