(گيسكێ بيرێ)برد العجوز في الموروث الشعبي الايزيدي )
حيدر عربو اليوسفاني
ما علاقة (گيسكێ پيرێ) بالطقس و التغيرات المناخية ؟
كيف حدث ت هذه القصة ؟
لماذا سميت هذه الفترة بهذه التسمية ؟
نظراً لارتباط الموروث الشعبي بالهوية الايزيدية فاننا ارتئينا تذكيركم بهذا الموضوع للتعريف بالموروث الفلكي الشعبي الذي نشأ و انتشر في وقت سابق وقد بدأ يندثر في عصر علوم الفضاء و التكنولوجيا .
مقدمة لابد منها :
لشهر شباط هو اواخر ايام فصل الشتاء حكايات و امثال مازال البعض يرددها الذاكرة الشعبية الشنگالية و نستنتج الكثير من الحكايات حول الشتاء ولها مدولات وحكم كما ان مثل هذه الحكايات ذات نكهة نفتقدها اليوم حيت تسود البساطة و التجمع لعوائل المجتمع الايزيدي .
ربما يكون شهر شباط من اكثر شهور الشتاء اثراءاً في الامثال الفلكلورية الايزيدية و الناس يحاولون تجنب برد القارص خصوصاً في شهر الاخير حيث يوحى اعتدال الجو بأن الشتاء قد ذهب و دون العودة .
گيسكێ پيرێ (گيسك قارينك ) هو احدى المواسم الشعبية وهذا الموسم يعتبر ختام فصل الشتاء وان هذه الايام تتميز بشدة البرد و يطلق عليها موجة باردة مع نهاية فصل الشتاء ومطلع فصل الربيع و عدد ايامها (7-10] ايام 4 منها اواخر شباط و 3 منها اوائل اذار ، وحذر من انه عادة ما يسبق هذه الفترة بارتفاع في درجة الحرارة يكون خادعاً فيظن البعض ان البرد قد انصرف الإ انه يعاود هجمته مجدداً مصحوباً برياح الشمالية او الشمالية شرقية محملة بالغبار و الاتربة والى هذا الطقس يؤثر خاصة على الاطفال و الكبار السن و نهايته تسود الرياح الجنوبية و الجنوبية الشرقية الدافئة ثم تعقبها اخر نسمات الربيع .
وان سبب تسمية هذه الفترة من الحساب الفلكي الايزيدي ب (گيسكێ پيرێ) ماقيل من انه كانت هناك سيدة عجوزة احست بالدفء و شاهدت ان الطير دراج (تەيرێ ويت ويتانى ) قد بنيت عشه لموسم التكاثر فاعتقدت العجوزة بان الشتاء قد انتهى والبرد قد دهب و لم يعود و كانت لديها ثلاث جديات (جدي- گيسك)
فقالت : في نفسها لقد ذهب شباط ووصفتها بكلمات ردئية كما قيل فيه ( سباتوكه ب تر وفز چوو ) يقابلها بالعربي ( فات شباط و الخباط و ما اخذ مني لا جدي و لارباط و ضربنا على ظهره بالمخباط ) .
فقامت العجوزة بجز (قص) شعرات جدياتها الثلاثة لاستخدامه في الغزل و الحياكة ومن ثم لعبت العجوزة مع جدياتها قائلين كلمات ردئية على شهر شباط كما يتبين في الامثال الاتية :
(سباتوكێ زرت وزرت زڤستان چوو و بوهرى وسەر گورچكوكێ مه بەز گرت ).
(تر ل سباتێ ، ئادار ب سەردا هاتێ گيسكێ خۆ هاڤيته لاتێ ).
(ئةز گيسكم گيسكه لوكم ، بهار هات دخوشكوكم )
(ترن ترن سباتوكێ دەركەتى ئاداروكێ، من خوارى گانگلوكێ ).
وتدعى القصة المتوارثة ان شهر شباط غضب من كلماتها واحس بالاهانة وذهب لاخيه شهر اذار و استنجد به من العجوزة فقال ( خوشكا منه ئادارئ بده من سێ رۆژت غەدارێ دا ئەز گيسكێ پيرێ بينمه خوارێ ).
انه يستعير ثلاثة ايام من شهر اذار الذي يليه ليشقي غليله من الجدي الذي قاوم البرد و الجوع في شهر شباط ..يقابلها بالعربي (يا اخوي اذار ثلاثتك مع اربعي نخلي العجوزة بالسيل تقرعي ).
و تفسير هذه العبارة ان شباط طلب من اذار 3 ايام يجمعها مع 4 ايام منه تهطل خلالها الامطار بغزارة و يزداد البرد مما يؤدي الى تسيل الاودية و تجرفها جديات العجوزة و كل مرة تصرخ احدى جدياتها و تسقط من اودية و تموت حتى تفاجأت بان جميع جدياتها قد ماتت من البرد القارس و تدعى القصة ان الامطار هطلت بغزارة خلال هذه الايام و سالت الاودية و جرف لسيل جديات العجوزة و بدأت العجوزة تصرخ و تقول ( يا سيل درجهن على مهلهن معاشير ليرمن بهمهن ) و المقصود ان العجوزة بدأت بالصراخ حزناً على جدياتها التي جرفها السيل و كانت في موسم الثكاثر .
كما ذهبت العجوزة الى عش الطير ( ويت ويتاني ) فكانت ميتاً على عشه فقالت له ( تەيرێ ويت ويتانى ته هيچ ل دةمێ سالئ نەزانى ته مالا خۆ خراب كر و يا منژى لسەر دانى ) .
و لايام (1- 2-3] من شهر اذار يسمون بايام (گيسك قارينك ) كل يوم فيه يموت احدى جديات العجوزة .