قائد شنكالي
الجسد الأيزيدي الجريح تعرض عبر تاريخه الطويل المليء بالإبادات (الفرمانات) إلى ٧٤ غصة ولا يزال ينبض بالبياض، حيث إنه وحسب البعض من المؤشرات التاريخية فإن أول إبادة جماعية أرتكبت ضد الأيزيديين تمت في العام ٧٣ قبل الميلاد، عندما قام الجيش الإيراني السلوقي بقيادة الملك يزدجرد الأول بمجزرة آلاف من الأيزيديين في جبال شنكال محافظة نينوى – العراق. ويعتقد البعض أن هذه المجزرة قد تكون أول إبادة جماعية تعرض لها الأيزيديون، لأن الأيزيديين عانوا من التمييز والاضطهاد على مر العصور، وكانوا يعيشون في مناطق متفرقة في العراق وسوريا وتركيا وإيران ودول القوقاز. وقد تعرض الأيزيديون عبر تاريخهم لمجازر ومذابح عديدة على مر العصور، ولكن أكبر المجازر التي تعرض لها الشعب الأيزيدي كانت في ٣ آب ٢٠١٤ في قضاء سنجار على يد تنظيم د١عش الإرهابي، أصحاب الرايات السوداء بأمر من خليفتهم أبو بكر البغدادي.
حيث أن تنظيم د١عش الإرهابي أصحاب العقول المتحجرة وفي عصر التنوير والتكنولوجيا وأمام مرأى ومسمع العالم
أرتكب أبشع الجرائم المروعة بحق الأيزيدية إبتداءً من:
- الإعدامات الجماعية: قام تنظيم داعش بإعدام مئات الرجال والشباب الأيزيديين في جبل سنجار، حيث قام بإطلاق النار عليهم وخنقهم وحرقهم وقتلهم بأساليب مختلفة.
- الاستعباد الجنسي: حيث قام تنظيم د١عش الإرهابي بخطف النساء والفتيات الأيزيديات و استعبادهن جنسياً، وقد تم بيع بعضهن في الأسواق العامة كرقيق وتم استخدام آلاف النساء والفتيات الأيزيديات كرقيق واستخدمن كأدوات للإرهاب الجنسي وفي مسابقات رمضانية كذلك.
- التهجير القسري: قام تنظيم د١عش بتهجير الآلاف من الأيزيديين من مناطق سكناهم في سنجار إلى مخيمات إقليم كردستان ومخيم نوروز في سوريا، واضطّر أكثر من ١٢٥ الف أيزيدي بعد مرور سنوات من الإبادة الجماعية إلى الهجرة إلى دول أوربا بحثًا عن ملاذ آمن.
- التعذيب والإعدام الفردي والجماعي: قام تنظيم د١عش بتعذيب وقتل العديد من الأيزيديين بطرق مختلفة ورميًا بالرصاص الحي، بما في ذلك الذبح والتعذيب الجسدي والنفسي، وقد تم العثور على العديد من الجثث الملقاة في الشوارع وداخل المقابر الجماعية والتي تجاوز عدد المقابر الجماعية في سنجار إلى ٨٦ مقبرة.
يمثل هذا الهجوم على الأيزيديين جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وقد أدانته واعترفت بها من قبل العديد من الدول الأجنبية والمنظمات الدولية والشخصيات العالمية، ويجري حاليًا محاكمة العديد من أفراد تنظيم د١عش في العراق وسوريا وأوربا بتهم الجرائم التي أرتكبوها ضد الأيزيديين وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية في العراق.
وبعد مرور تسعة سنوات من الإبادة التي وقعت بحق الأيزيدية قلة المطاليب وكثرة المعاناة ولا يزال مجتمع كامل يعيش تحت رحم الخيم والمعاناة وسط إهمال من قبل حكومتي الإقليم والمركز وعدم جديتهم في إعادة النازحين إلى ديارهم بعدما ذاقوا مرارة السنين والنزوح والتهجير القسري، إلا إنه وحسب الاحصائيات الرسمية فإن الدول والأقاليم التي اعترفت بأن ما تعرض له الأيزيديين في الثالث من أغسطس ٢٠١٤ على يد تنظيم الدولة الإسلامية د١عش إبادة جماعية، وهم:
“الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة وفرنسا وأسكتلندا وبلجيكا وهولندا وأرمينيا وبرتغال وإقليم كردستان ولوكسمبورج والمانيا، وأخيرًا العراق، اعترفت ضمن قانون الناجيات”.
ولا يزال الفرد الأيزيدي يبحث عن ظل يحويه من حر الصيف وبرودة الشتاء
وفوهة البنادق التي تصوب نحوه في كل تارة.