بعد مرور عقد من الزمن على الإبادة الجماعية بحق أبناء الأقلية الأيزيدية في سنجار العراق لم يتمكن الأيزيديون من الاستقرار من الناحية النفسية والجسدية ومن الناحية الأمنية والدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية بسبب تراكم حجم الإبادة والتفكير العميق بمستقبلهم، الكثير منهم يتساءل أين نحن من خارطة العراق بل أين نحن من خارطة العالم
هل نحن سنكون ضحايا لسياسات أخرى كما سابقها ام سنكون محميين دولياً أم أننا سنهاجر بشكل نهائي إلى خارج العراق وحتى خارج خارطة الشرق الأوسط تساؤلات كثيرة في رأس وعلى لسان كل فرد ينتمي إلى هذه الفئة التي تعرضت إلى أبشع أنواع الاستغلال والانتهاكات التي عرفتها البشرية حيث يقول الكثيرين أننا على يقين بأنهم لا يكتفون بأربعة وسبعون إبادة جماعية في ضل تزايد خطابات الكراهية والتهديدات الخطيرة ضدهم هذا موشر على أننا مقبلين على ابادات جماعية أخرى في حال لم نتمتع بحماية دولية في مناطقنا في العراق وعلى وجه الخصوص سنجار، الأيزيديين أصبحوا سلعة تباع و تشتري بين الحكومة المركزية و حكومة إقليم كوردستان كل حسب مصالحه الشخصية على حساب هولاء الذين لا حول ولا قوة لهم، الحكومة العراقية ترغب بعودة النازحين الأيزيديين من مخيمات إقليم كوردستان الذين بقوا فيها عقد من الزمن ولا زالوا مجهولي المصير والعكس صحيح أن حكومة الإقليم لا ترغب بعودتهم لأن هذا ليس لصالحهم كونهم يستفادون من أصواتهم في الإنتخابات والحصول على ممثلين ايزيدية يتبعهم في الحكومة العراقية وإضافة إلى ذلك يحصلون على الكثير من الامتيازات منها الأمنية والمادية بسبب تواجد هذه المخيمات على أراضيه إضافة إلى علاقات كبيرة مع المجتمع الدولي، لكن في ضل هذه الفوضى السياسية أين هو موقع الأيزيديين ماذا استفادوا من كل هذه المعمعة نقول وبكل صراحة لاشي بل العكس خسروا الكثير والكثير من الموارد البشرية والمادية والارض والتغيير الديمغرافي والعيش التعيس في المخيمات وهناك خسارات أخرى لا تقدر بثمن وهي التغير الاجتماعي منها اللهجة وتغير المناهج الدراسية والثقافة الدينية والكثير من الأمور التي أثرت على ثقافتهم بشكل عام، رغم وجود مجموعات كبيرة من المعارضين للسياسات الحكومية في العراق والاقليم ويعملون جاهدين لإيصال الرسالة الواقعية والحقيقة التي تبين بها حجم المعاناة التي يمر بها الشعب الأيزيدي إلى الحكومات الأوروبية والأمم المتحدة وغيرها من الجهات المعنية وهناك عمل جماعي وجاد للمطالبة بحماية دولية لأبناء الأقليات بشكل عام وعلى وجه الخصوص الأقلية الأيزيدية لأنهم من أكثر الفئات تضرراً في العراق ودليل على ذلك الإبادة الجماعية بحقهم قبل عشرة سنوات و خطابات الكراهية ضدهم بين فترة وأخرى و أخرها كانت في شهر أغسطس الماضي في إقليم كوردستان التي أدت إلى هروب شبه جماعي من المخيمات نحو مدينتهم سنجار.