هكذا كان بالإمكان الحصول على وزارة
شهاب أحمد
رغم معرفة الإيزيدي قبل تصويت البرلمان خلو الكابينة الحكومية من المكون الإيزيدي كان يمني النفس بتحقيق معجزة!
أكمل مجلس النواب العراقي اليوم السبت التصويت على الوزراء الستة المتبقين في حكومة الكاظمي والتي كانت مقسمة بين أطراف سياسية معروفة منها التحالف الكوردستاني وتيار الحكمة والمسيحيين ووالخ يستحيل التنازل عن إحداها دون مقابل. لذا كان بإمكان المكون الإيزيدي الحصول على وزارة قبل تقديم المكلف بتشكيل الحكومة أسماء كابينته وليس المطالبة في ساعة تقديم كابينته للتصويت!
خرج الإيزيديون كما كان متوقعاً اليوم دون أن تمنح لهم وزارة او حتى الإشارة إلى مظلوميتهم وحقوقهم الدستورية أسوة بالمكون المسيحي والتركماني رغم لقاء جمع ممثل الكوتا الإيزيدية في البرلمان مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي حضره ممثل الشبك والصابئة المندائيين أيضاً .
ماذا لو !!
لو تحرك الإيزيديون قبل ذلك بإجراء مناقشات فيما بينهم للخروج بموقف موحد ومطالب متفق عليها من جل الأطراف الفاعلة في الساحة الإيزيدية !
لمجرد الإتفاق كانت الأبواب ستفتح لهم بلقاء المسؤولين في الرئاسات الثلاث ، رؤساء الكتل النيابية ، المكلف بتشكيل الحكومة ، المراجع الدينية في النجف ومسؤولي البعثات الأجنبية بغية تسليم المطالب المشروعة للمكون الإيزيدي التي تم الإتفاق عليها مسبقاً .
من باستطاعته جمع هولاء؟!
كانت ولازالت مشكلة الإيزيديين بعد 2003 وولادة عراق جديد بسقوط نظام حزب البعث وحتى يومنا هذا تكمن في غياب الموقف الموحد والثابت بسبب عدم وجود قيادة فعلية تحسن كيفية التعامل مع الوضع الجديد والحصول على غنائم ( مناصب ) تكون من حصة المكون الإيزيدي في العرف الدستوري الجديد في عراق ما بعد صدام حسين .
رحيل الأمير تحسين سعيد علي رغم الملاحظات الكثيرة التي سجلت عليه في تلك الفترة وغيابه عن الساحة بحجة المرض في وقت كان الإيزيديين بأمس الحاجة إليه زاد الطين بلة كما يقال نتيجة عدم وجود توافق إيزيدي على خليفة لهُ مما دفع بالعائلة الأميرية بفرض وكيله حازم تحسين عليهم ليكون أميراً على الديانة الإيزيدية في العراق و العالم.
النسبة الأكبر من الإيزيديين رفضت مبايعة الأمير الجديد بمقابل ترحيب خجول من البعض الآخر ، لم تقف الأمور عند هذا الحد رغم مرور أكثر من عام على اختياره أميراً مازال يرواح مكانه ولم يفعل شيء يذكر لا لأهله وللمجلس الروحاني الذي يترأسه !
لماذا الجميع يتحملون مسؤولية هذا الإخفاق؟
بعد تقديم عادل عبد المهدي استقالته نتيجة الضغوط الشعبية والمظاهرات التي خرجت للأمر ذاته دخل العراق مفترق جديد ليتم تكليف محمد توفيق علاوي الذي فشل بإقناع الكتل السياسية لتصويت على كابينته ليتم تكليف عدنان الزرفي الذي اعتذر لاحقًا نتيجة ضغوط سياسية مارست عليه بغية تكليف مصطفى الكاظمي بتوافق جميع الكتل السياسية.
المفارقة الغريبة أن الإيزيديون لم يكلفوا أنفسهم للقاء أي من هذه الشخصيات بغية المطالبة بحقوقهم بعد تسليم المطالب ، ربما حاولوا منفردين اللقاء بهم لكن تلك المحاولات لم تجدي نفعًا لأن في الإتحاد قوة واذا ما أستمر الإيزيديون على هذا النهج بعدم تقديم أي منهم تنازلات للآخر أو تقديم مبادرات من شأنها لملمة الأطراف وتقريب وجهات النظر فيما بينهم فإننا سنخسر أكثر وعندها لن تفيدنا عض أصابع الندم .
أيها القارئ الكريم كيف تنظر لما آلت إليه حال الإيزيديين ؟ وهل من اقتراحات تسهم ولو بإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الاوان؟