انتشرت في الآونة الأخيرة في مجتمعنا ظاهرة الاساءة ومحاولة التقليل من الآخرين بشكل لافت من خلال اتباع طرق ووسائل عديدة خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الظاهرة ان صح التعبير لها مردودات سلبية كثيرة أفقدت من تركيز الفرد الكثير داخل المجتمع الذي ينتمي إليه وحتى خارجه.
بدل ان يصب الفرد داخل المجتمع تركيزه على المطالب الأساسية التي يعاني منها أفراد المجتمع توجهوا نحو البحث عن تهم جاهزة ومفبركة في أغلب الأحيان محاولة منهم لتسقيط بعضهم البعض، هذه الاتهامات إن دلت على شيء فهي تدل على مدى جهل الأفراد داخل المجتمع لما يعانيه البلد ككل والمنطقة التي يعيش بها الفرد بشكل خاص من مشاكل لا تعد ولا تحصى، تحاول الجهات المتنفذة بجميع الأشكال والوسائل الممكنة تأجيج الشارع والاستفادة من هذه التوجهات التي تخدم مصالحها بشكل مباشر.
قد يجد الأفراد المقصودين أنفسهم داخل المجتمع بأنهم على حق في توجههم هذا، هم على حق من وجهة نظرهم بسبب فشل السياسي والمسؤول داخل المنطقة في توفير أبسط الخدمات لهم، منذ أكثر من عقدين وهم يناشدون المسؤولين ولكن دون فائدة تذكر، كل مسؤول يلقي باللوم على من سبقه في المنصب، منذ سقوط نظام البعث في نيسان 2003 حتى يومنا هذا لم نجد مسؤول واحد تصدى للمسؤولية وأعترف بأنه يتحمل مسؤولية هذا الفشل!
عندما نأتي إلى الواقع فأنهم على خطأ وواجبهم لا يكمن في تسقيط الآخرين بل في وضع الخطط والبرامج من أجل التفريق بين الصالح والمصلح والفاسد والمفسد، واجب الشاب/ ة والذي يبنى عليهم الآمال ليس الدفاع عن هذا أو ذاك لمصالح شخصية أو تسقيط هذا الشخص أو ذاك لأغراض ومصالح شخصية، هذا التوجه للأسف الشديد دفع بالاغلبية للابتعاد عن هذه الأجواء المشحونة رغم انه يحمل بداخله دافع لتقديم خدمة للمجتمع من خلال وظيفته أو عمله أو المنصب الذي يطمح الوصول إليه.