نستذكر اليوم الذكرى السنوية لانتصار قواتنا المسلحة بكافة مسمياتها على تنظيم داعش الإرهابي هذه القوات التي دافعت عن العراقيين ضد هذا التنظيم الارهابي ونخص بالذكر ابطال جبل سنجار المقاومة الايزيدية التي كانت اولى من تصدى لهذا التنظيم الوحشي في سنجار حيث قاتلوهم بشراسة وبسالة ومازالت الى يومنا هذا تدافع بالرغم من عدم مكافئتهم او دعمهم حيث الكثير منهم لا فرصة عمل او انصاف لهم.
ان استذكار هذا التاريخ لابناء شعبنا الايزيدي فيه مرارة ومعاناة كبيرة لاننا الاكثر معاناة من هذا التنظيم الوحشي وفي داخل كل فرد ايزيدي او عائلة ايزيدية ذاكرة كبيرة من القصص المؤلمة والمعاناة التي مازالت مستمرة وتعيش معنا بكل تفاصيلها فملف المختطفين الايزيديين الذين يقارب عددهم الى ٣٠٠٠ شخص ايزيدي مجهولي المصير لا جدية في العمل عليه وكذلك مازال الاف من الناجيات والناجيين وذوي الشهداء لم يأخذوا حقوقهم ولايوجد تعويض منصف لهم والالاف من النازحين لم يعودا الى مناطقهم الاصلية ولا يوجد اي جهد لاعادتهم الى ارضهم سنجار والتي بدورها تفتقر الى جدية في اعادة إعمارها وارجاع ابسط الخدمات لها على خلاف مناطق حررت بعدها بكثير بل تُركت لتشهد صراعات كثيرة من كل الجهات باحثين فيها على طمع الارض وموقعها المهم وليس البحث عن الناس وتاريخهم بالرغم من عملنا منذ سنة على غالبية هذه الملفات واستحصال موافقةعديدة في بعض القضايا الا اننا نرى بأن المعرقلات في تنفيذها كثيرة ولأسباب عديدة.
ان انتصار الايزيدية على داعش يجب ان يكون انتصاراً على الغاية التي من اجلها ضربنا واستهدفنا هذا التنظيم ومزقنا وهي حفاظنا على هويتنا الايزيدية المستقلة التي باتت مهددة اكثر من اي وقت مضى بفعل الممارسات السياسية والنزوح والهجرة وانعكاسات داعش النفسية والاجتماعية والدينية وكذلك الارض التي بدءنا نفقدها تباعاً ، سنجار الارض الايزيدية تاريخياً باتت اليوم رغم بعض الصعوبات التي نعانيها هناك الا انها اصبحت خالية من الايزيدية وقد تغدوا ارضنا غير ايزيدية مستقبلاً بفعل عدم العودة اليها والتغييرات الديموغرافية والنزاعات التي تحدث على ارضها.
اما عراقياً فاليوم شعبنا وبلدنا يعيش بمخاض ديمقراطي صعب يتجلى في المظاهرات التي تعم مناطق عديدة من العراق ومنها بغداد من المطالبين بالحقوق المشروعة حيث تعد نموذج لبناء وعي ديمقراطي صحيح على ان لا تهدد بناء الدولة ومؤسساتها فالعراق بلد لا ينحصر بحزب وشخص وجهة انما هو وطن ملك الجميع وتداول السلطات فيه يجب ان يكون سلمياً وفي سياقه الدستوري الصحيح هكذا في كل الدول الديمقراطية فأي تغيير بالنظم السياسية بأسلوب غير ديمقراطي سينتج عنه مناخ سياسي غير ديمقراطي ايضاً وتاريخ العراق حافل بهكذا نماذج لانظمة حكم والتي خلفت تداعيات كبيرة على بلدنا.
ختاماً الرحمة والخلود لشهداء العراق وشهداء الايزيدية في ذكرى انتصارنا على داعش متمنين عودة بناتنا وأمهاتنا المختطفات وان يعم الأمن والامان ويرسم لهذا الوطن مساراً حراً ديمقراطياً تكون المواطنة اساسه والديمقراطية والحريّة طريقه .
مكتب النائب صائب خدر
ممثل الكوتا الايزيدية
١٠/ ١٢ / ٢٠١٩