مخيم الهول، والإرهاب المستجد
بقلم / خالد تعلو القائدي
في الآونة الأخيرة، تزايدت التقارير التي تسلط الضوء على مخيم الهول، خاصة قسم الأجانب، والمعلومات الواردة ضمن تلك التقارير خطيرة جدًا.
حيث أن المخيم ينقسم إلى قسمين وهما، قسم خاص لعوائل الدواعش من التبعية العراقية والسورية، والقسم الآخر، خاص للعوائل الأجانب، أي من دول مختلفة في العالم.
بتاريخ ١ / ٦ / ٢٠٢٠ نشر موقع “نورث بريس” تقريرًا صحفيًا للكاتب هشام عرفات، وفيه معلومات خطيرة، والتي تخص قسم الأجانب في مخيم الهول السورية، حيث يتواجد في هذا القسم، عوائل تنظيم داعش الإرهابي ومن جنسيات مختلفة، وهم من النساء والأطفال، الذين دخلوا إلى المخيم بعد معارك باغوز، وحسب كلام وتصريحات بعض النسوة اللواتي تحدثنَ لوسائل الإعلام آنذاك، أن الخليفة ابو بكر البغدادي، قد طلب منهنَ مغادرة أرض المعركة واللجوء إلى المخيمات.
وفي المقابل، المئات من مقاتلي تنظيم داعش غادروا أرض المعركة آنذاك متوجهين إلى القوات السورية الديمقراطية في عشرات الطوابير رافعين رايات الاستسلام، وقد اودعوا في السجون وترحيل القسم منهم إلى العراق من التبعية العراقية،وهناك مخطط في إعادة عوائل تنظيم داعش إلى العراق ضمن مخيم قيد الانشاء في منطقة الواقعة ما بين ناحية ربيعة وناحية زمار.
في العديد من الدول الأجنبية رفضت استقبال نساء الدواعش مع أطفالهن، اللواتي تحملنَ جنسيات تلك الدول، أضف إلى ذلك، وحسب التقارير الواردة من قسم الأجانب في مخيم الهول، أن هناك نشاط تنظيمي كبير من قبل النساء اللواتي تتواجدنَ هناك، والبعض منهنَ يرفضنَ حتى مغادرة المخيم من أجل إحياء التنظيم هناك مجددًا، بل انهنَ اقدمنَ على انشاء وتأسيس محاكم شرعية داخل المخيم، ويقدمنَ على انزال العقوبات على اللواتي يرفضنَ الانصياح لاوامرهنَ داخل المخيم، وهناك مدارس شرعية داخل المخيم لتدريس وتعليم الأطفال منهجية الدولة الإسلامية أو ما يسمى بداعش، وفي الوقت نفسه، تم تشكيل فرق من شرطة الدولة ( الحسبة ) داخل المخيم، وهناك العديد من عمليات القتل بحق بعض المتواجدين هناك الذين يرفضن التعاليم الدينية الخاصة بدولة الخلافة الإسلامية وعلى منهاج ابو بكر البغدادي، وأغلب حالات القتل يتم عن طريق خنق الضحايا أو الضرب المبرح إلى أن يفقدوا أرواحهم.
بل حالات خطف شملت القوات المكلفة في حماية المخيم.
من جانب آخر أظهرت تلك التقارير الواردة من قسم الأجانب في مخيم الهول، أن هناك مكاتب تحويل المبالغ المالية إلى نساء الدواعش ومن دول مختلفة وأغلب تلك الأموال تاتي من دولة تركيا، والقسم من نساء الدواعش يستلمنَ مبالغ طائلة خلال الشهر الواحد قد تصل إلى الآلاف الدولارات وهنَ يعشنَ في رفاهية داخل المخيم، والعجيب في الأمر أن بعض من موظفي الإغاثة متورطين في تهريب المال إلى داخل المخيم، من خلال عملهم في توزيع المواد الغذائية وبقية مستلزمات العيش اليومية، بل التقرير الاخير والذي نشر في موقع نورث بريس، يؤكد على أن نساء الدواعش يقمنَ بصنع العبوات الناسفة من المدافىء التي يستلمهنَ من منظمات الإغاثة داخل المخيم.
ووفق هذه التقارير نلاحظ أن هناك تنظيم ممنهج داخل قسم الاجانب في إعادة إحياء بؤرة الإرهاب وتصديره إلى خارج المخيم، وزرع الأفكار المتطرفة في عقول الأطفال المتواجدين هناك، وهم بمثابة قنابل موقوتة، لربما بعد خروجهم من المخيم سوف يشكلون فرق انتحارية خطيرة تهدد البشرية مرة أخرى.
وحتى اعطي مصداقية لما نشرت في تلك التقارير، طرحت الأمر على الناجية الايزيدية ملك سعد دخيل وهي تبلغ من العمر إحدى عشرة سنة الآن والتي تحررت في شهر شباط من هذا العام من مخيم هول، والتي أكدت موضوع تلقي الأطفال دروس دينية في خيم خاصة، من قبل معلمات الشرعية هناك، وأغلب تلك الدروس كانت تركز على تعلم القرآن والأحاديث والصلاة وتكفير الايزيديين والشيعة والمسيحيين، وفي الوقت نفسه تعليمهم منهاج دولة الخلافة الإسلامية التي أعلنها البغدادي.
وجدير بالذكر أن هناك لربما المئات من النساء والأطفال الايزيديين ما يزالون متواجدين داخل مخيم الهول وبقية المخيمات في سوريا، ويتم اخفاءهم عن الآخرين حتى لا يتمكن القوات الأمنية هناك من العثور عليهم وإخراجهم وإعادتهم إلى ذويهم، والأمر الآخر وحسب حديث الايزيديات التي استطعنَ الخروج من المخيم، انهنَ يتعرضنَ إلى التهديد بالقتل في حال الإفصاح عن أنفسهنَ وانهنَ ايزيديات، وعملية إنقاذهنَ وتحريرهن من المخيم تحتاج إلى جهد كبير من جمع المعلومات وبشكل سري للغاية، وفي علم نساء الدواعش بامرهنَ فإن مصيرهنَ القتل لا محال قبل خروجهنَ من المخيم.
ومن أجل تفكيك ما يتم تنظيمه داخل المخيم من الإرهاب والتطرف، بات لزامَا على الدول إخراج العوائل اللواتي تتبع جنسيات تلك الدول من المخيم وتقديمهم إلى المحاكم وزجهم في سجون خاصة، وإعادة تأهيل بالنسبة للأطفال بعيدا عن أولئك النسوة اللواتي زرعنَ في عقولهم الإرهاب والتطرف الديني، حيث من الصعب جدا الإبقاء على هذا الكم الهائل من عوائل تنظيم داعش الإرهابي داخل المخيم، وهذا ما يعطيهم الوقت والمكان في إعادة هيكلية التنظيم من قبل نساء الدواعش، كونهنَ أخطر بكثير من مقاتلي تنظيم داعش وحسب شهادات العديد من الناجيات والناجين الايزيديين وحتى غير الايزيديين.