“مجتمعنا ذكوري بامتياز فلا يحق لنا ان نتحدث عن يوم المراة العالمي”
بقلم : اكرم رشو جيان
بتاريخ :2020/3/8
يصادف يوم الثامن من شهر مارس في كل سنة عيد المراة العالمي او العيد الدولي للمراة و يتم الاحتفال بهذا اليوم احتراماً و تقديراً و تعزيزاً لانجازاتها الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم. الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة. في بعض الأماكن يتم التغاضي عن السمة السياسية التي تصحب يوم المرأة فيكون الإحتفال أشبه بخليط بيوم الأم، ويوم الحب. ولكن في أماكن أخرى غالباً ما يصحب الاحتفال سمة سياسية قوية وشعارات إنسانية معينة من قبل الأمم المتحدة، للتوعية الاجتماعية بمناضلة المرأة عالمياً. بعض الأشخاص يحتفلون بهذا اليوم بلباس أشرطة وردية.
ان للمراة دور مهم في المجتمع بينما تكون هي مدرسة للاجيال و صورها الشاعر بذلك في بيت شعري (الام مدرسة اذا اعددتها اعددتُ شعباً طيب الإعراقِ) و هنا قد صور الشاعر المراة بصورة الأم و هي اجمل صور المراة فبها تتفدم الامم و بافكارها تتطور المجتمعات و تكون اكثر ثقافة و تغرس السلوك الجميل في افراد المجتمع و منه السلوك الاخلاقي و التربوي و احترام الاخر و الكثير من سلوكيات الفرد، فالمراة هي الأم و الاخت و الزوجة و المعلمة و الطبيبة…. الخ.
اتبتث نفسها بانها كيان اساسي للمجتمع و استطاعت بان تتحدى كل الصعوبات و المشاكل النفسية التي تواجهها من قبل ضعاف النفوس الذين حولوا المجتمع إلى مجتمع ذكوري الى حد قد نرى بإن تلك المراة التي ضحت من اجله يسلب منها ابسط حقوق الحياة و تمنعها من ممارسة حريتها الشخصية مساواة بالرجل.
حيث يمكننا القول بان مجتمعنا الشنگالي مجتمع دكوري إلى حد كبير مند العصور القديمة حيث اننا جميعنا نعلم ذلك من خلال احاديث المسنين لنا و اعترافاتهم بذلك الافعال القدرة التي كانوا يمارسونها تجاه المراة أنذاك و مع ان كمية القدارة و التخلف لا يمكن وصفها إلا انهم يفتخرون بتلك الافعال فمنهم من يتحدث لك بانها كان بضرب زوجته لأنها عبرت عن رائها حول قرار عائلي و منهم من كان يعدبها نفسياً من خلال تحسسها بانها ذات قيمة اقل بكثير من الرجل، لا يمكنك ان تتخيل ما مدى الإحباط التي كانت تشعر بها تلك الكائنات التي تملك حنان يفوق حجم الكون و مع ذلك كانت تتحمل تلك الممارسات الغير انسانية تجاهها من اجل ابنائها و كانت تتضحي بكل ما تملكها حتى ابسط حقوقها المشروعة، و مهما تحدثنا عن بشاعة الافعال تجاهها من قبل الرجل لا يمكننا ان نصفها باسطر او كلمات.
مع ذلك لم يقف الرجل عند تلك الممارسات المفعمة بالتعصب و الأنانية التي كان يمارسه ضد زوجته بل وصل إلى حد ان يفضل الولد على البنت حيث عندما كانت الزوجة تنجب فتاة كان يرفض الاحتفال بقدومها و عندما كانت تنجب ولداً يتم الاحتفال به و يعتبر بانه سيدخل البهجة و السرور في ذلك البيت و كان يعتبر و الى الآن بأنها تجلب العار معها، اي تفكير هذا ان يفضل الانسان انساناً على الاخر و اي تخلف عقلي و منطقي هذا بإن تعتبر المراة نقطة سوداء في المجتمع.
مع كل تلك الميل إلى عدم المساواة بين الجنسين و سلب الحقوق و فرض الرجل نفسه بكل قوة على انه الكائن الوحيد الذي يملك الحق باتخاذ القرارات و التوحد بالتعبير عن الراي، نجد آن لا يحق لنا كمجتمع دكوري بامتياز آن نحتفل بيوم مقدس كهذا الا و هو يوم المراة العالمي، حيث يحق لنا الاحتفال به حينما نصل الى مستوى الرقي من التفكير بعقلانية و عندما نمنح المراة كامل حقوقها المشروعة و تحقيق المساواة بين المراة و الرجل.