ماذا يريد الإيزيديون في ذكرى إبادتهم السادسة؟
سامان داود
ونحن نطوي العام السادس لذكرى الإبادة الإيزيدية التي أقامها تنظيم داعش الارهابي في قضاء سنجار، علينا أن نتذكر أنها لم تكن الإبادة الأولى من نوعها في تاريخ هذا المكون العراقي الأصيل، بل إنها تحمل الرقم 74، وفي هذا الصدد يقول الباحث في شؤون التنوع العراقي الدكتور سعد سلوم ضمن مقال له في العام 2015 جاء بعنوان “الايزيديون في خريطة الإبادة الجماعية في العصر الحديث”، إن “سبي النساء الإيزيديات واغتصابهن من مقاتلي داعش شكّل نوعا خاصا من الهجوم، استخدم كوسيلة للتطهير العرقي لتحقيق أهداف تتعدى مجرد الاعتداء على النساء واستخدامهن كسلعة في سوق نخاسة في القرن الحادي والعشرين… لقد كان استخدام النساء في الحرب بهدف الترويع والاذلال الجماعي لأقلية دينية والحط من كرامتها، وأيضا بهدف التأثير على التكوين العرقي لهذه الأقلية، وبهذا ينتمي هذا الفعل إلى سلسلة (الفرمانات) التي حاولت استئصال الإيزيدين وتغيير عقيدتهم والتأثير على تكوينهم العرقي والديني المتميز”.
كل ما جرى ويجري منذ ست سنوات دون حلول حقيقية من قبل المجتمع المحلي والدولي، ووسط صراع مستمر منذ 2003 بين بغداد وأربيل على حقوق هذا المجتمع الصغير والكبير بتاريخه.
بعد كل هذه الأحداث لا نرى اي تغيير يذكر في حال الايزيديين بالعراق، فلا زال هناك أكثر من 2500 مختطفة ايزيدية مجهولة المصدر دون اي تحرك حقيقي، سواء كان محليا أو دوليا تجاههن، ترى ما العمل إذن؟
1- إيلاء الحكومة العراقية ملف الايزيديين اهتماما، فالإهمال المتعمد في الفترة الأخيرة بضغط سياسي محلي ودولي، سيجعل مدينة سنجار التي تعتبر أكبر مدينة ايزيدية مثالا للفوضى وانعدام القانون.
2- التفاعل مع رغبة المهاجرين منهم في العودة الى مناطقهم بحماية محلية من الحكومة العراقية، إذ تراجعت مطالب الهجرة والحماية الدولية التي كانت تعد أحد أبرز مطالبهم منذ بدء الإبادة، بسبب فقدان الأمل من الحصول على اللجوء، والإحباط من الاستمرار في العيش ببلدان اللجوء.
3- تعزيز الخطوة الرمزية التي قامت بها الحكومة العراقية تجاه هذا المكون من خلال زيارة وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية ايفان فائق جابرو والوفد المرافق لها لمدينة سنجار من أجل الوقوف على أسباب عدم عودة النازحين إليها، وإذا كان هذا الأمر قد أسعد أتباع الديانة، فانه رفع مستوى الأمل في حكومة عراقية تهتم بوضع مدينتهم المنكوبة والمجتمع الإيزيدي.
4- تقوية الدعم المعنوي والمادي لهم من قبل الحكومة العراقية، من خلال الاعتراف بـ”الإبادة الجماعية” والاعتراف باستقلاليتهم الدينية والاثنية، لكي لا يتم الاستيلاء على حقوقهم من قبل الإخوة الكبار مستقبلا، فهم ما يزالون يشعرون بالتهميش.
5- إنهاء ملف ازدواجية الإدارة في قضاء سنجار الواقع الى غرب محافظة نينوى، وأن يدار من قبل شخصية جديدة تحظى بثقة السكان المحليين بالدرجة الأساس، وأن تكون قادرة على جلب الدعم المحلي والدولي لها أيضا، وتتمكن من إعادة الخدمات العامة اليها وخصوصا النظام الصحي والتعليمي.
6- إقرار قانون الناجيات الايزيديات في البرلمان العراقي، لإرساء العدالة في ملف المختطفات الايزيديات الذين يحملن الهوية العراقية.
7- غلق ملف المقابر الجماعية الايزيدية المنتشرة في كل أنحاء قضاء سنجار من قبل الحكومة العراقية، ليكون دافعا معنويا من اجل إعادة الثقة بينها وبين المجتمع الايزيدي، كونها اليوم أمام مسؤولية كبيرة من خلال فرض قوة القانون في القضاء الذي انقسم الى كانتونات صغيرة تحكمها الفصائل العسكرية المتعددة والمرتبطة خارجيا، وحمايته من تدخلات دول الجوار المستمرة.
الايزيديون ينتظرون إنهاء الملفات العالقة في سنجار أعلاه، بالإضافة إلى ضرورة العمل على صناعة توافق محلي داخلي حول القضاء الحدودي مع سوريا بين بغداد وأربيل.
ختاما، من المهم منح فرصة أكبر للايزيديين لحل مشاكلهم من خلال توفير كافة السبل لذلك وعدم جعلهم نقطة خلاف بين المركز والإقليم، بل ربما نقطة التوافق في مسيرة صعبة ومعقدة من الخلافات.