ليتوانيا بوابة لتعليم الشباب في البلدان المتضررة من الحرب
في الاجتماع الأخير لمجموعة العمل التابعة للمفوضية الأوروبية حول الهجرة القانونية ، تم تقديم برنامج طلاب الشرق الأوسط في ليتوانيا كنموذج يحتذى به لجميع دول الاتحاد الأوروبي التي تعمل على إنشاء مسارات تعليمية للأفراد المحتاجين إلى الحماية الدولية. كدولة صغيرة في الاتحاد الأوروبي ، تقوم ليتوانيا بإجراء تغييرات ملحوظة ، حيث توفر فرصًا جديدة للشباب المتميزين من أفغانستان والعراق وسوريا-الدول التي مزقتها الحروب. في فصل الدراسي الخريف عام 2020، يدرس 56 من هؤلاء الطلاب في جامعة LCC الدولية، الواقعة في مدينة كلايبيدا الليتوانية الساحلية. كمؤسسة للتعليم العالي على الطراز الأمريكي حيث الدراسة باللغة الإنجليزية فقط للطلاب الذين يأتون من أكثر من 50 دولة، تعد جامعة LCC الدولية أيضًا الجامعة الوحيدة في ليتوانيا التي تقدم برنامجًا تعليميًا خاصًا للشباب في الشرق الأوسط.
يقول نديم غانم، الذي يعيش مع أسرته في مخيم خانكي في العراق منذ خمس سنوات “أنا ممتن للغاية لجامعة LCC الدولية لإتاحة الفرصة لي لمواصلة دراستي. تمنحني جامعة LCC الدولية أكثر من مجرد معرفة. تفتح هذه الدراسات فرصًا لي للتفاعل مع أشخاص من بلدان مختلفة و لديهم تجارب مختلفة، مما يساعدني على أن أبقى شخصًا إيجابيًا وواسع الأفق. أعتقد أن درجة الماجستير في الإدارة الدولية ستساعدني في العثور على المفتاح لفتح الباب لحياة أفضل لمجتمعي بأكمله”. يقوم نديم حاليًا بتوفير الطعام لمجتمعه، ويقوم بتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية بشكل تطوعي. لقد أكمل درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي ويأمل أن يتغير البلد يومًا ما وان يكون قادرًا على العودة إلى مسقط رأسه وإعادة بناء موطنه ومجتمعه ويعيش بلا خوف.
يستهدف برنامج طلاب الشرق الأوسط أبرز الشباب من أفغانستان والعراق وسوريا. الهدف من البرنامج هو ضمان ألا يصبح الشباب في دول الشرق الأوسط جيلًا ضائعًا ، بل يحصلون بدلاً من ذلك على فرصة للتعليم والعودة للمساعدة في إعادة بناء بلدانهم ليسود فيهم مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان في المستقبل.
تقول حنان درويش شمو “لديّ شهادة البكالوريوس في الطب. أعمل حاليًا في احد مستشفيات مدينة الموصل، ولكن مع الفرصة التي أتيحت لي من جامعة LCC الدولية ، سأحصل على درجة الماجستير التي أعتقد أنها ستكون نقطة انطلاق في حياتي لبدء مشاريع في أكثر من مجرد مجال الطب. إن السفر إلى أوروبا ، والتعرف على أشخاص من ثقافات مختلفة، واكتساب المعرفة الدولية سيساعدني أيضًا على فتح أبواب جديدة أمامي وإعطائي الفرصة لإفادة بلدي. حنان هي الوحيدة في عائلتها التي بقيت في العراق وتحاول أن تكون امرأة مستقلة ومعتمدة على نفسها.
الهدف من برنامج طلاب الشرق الأوسط ، الذي طورته جامعة LCC الدولية بالتعاون مع وزارة الخارجية الليتوانية ، هو تطوير مواطني البلدان المتضررة من الحرب إليصبحوا قادة معاصرين. كما يهدف البرنامج إلى تعزيز المجتمعات المحلية في البلدان المتضررة من الحرب من خلال توفير التعليم والمعرفة والخبرة الدولية التي تساعد على توسيع تفكير الشباب وتساهم في التغيير في بلدان الشرق الأوسط المتأثرة بالحرب. من المعتقد أنه من خلال التعليم على النمط الغربي، سيتمكن الشباب من بدء وتنفيذ تغيير إيجابي في بلدانهم.
حاليًا، يدرس 13 طالبًا من أفغانستان و 39 من العراق و 4 من سوريا في مختلف برامج البكالوريوس والدراسات العليا في جامعة LCC الدولية. يعتقد جميع هؤلاء الطلاب أن هذه الفرصة الجديدة لتطوير المهارات الحياتية والمهارات المهنية هنا في جامعة LCC الدولية ستساعدهم على أن يكونوا اشخاصا مفيدين لمستقبل بلدانهم.
يحظى المشروع بدعم الوزارة الخارجية الليتوانية التي تساهم في تنفيذ اجندة التنمية المستدامة للامم المتحدة حتى عام 2030.
