دكتورة طاهرة عبدالرزاق طبيبة أخصائية بالصحة النفسية من المكون البهائي ، في حديثها ل ايزيدي نيوز قالت ، ان ما حصل للايزيديين عامة وللنساء بشكل خاص منذ عام ٢٠١٤ من قبل التنظيم الارهابي، والذي لاتزال تأثيراته قائمة الى يومنا هذا، يعتبر احدى الجرائم التاريخية و “ابادة مستمرة” حسب احدى تقارير هيئة الأمم المتحدة في عام ٢٠١٦. والاكثر من هذا فان ما حصل يمثل درسا صعبا على الانسانية، بين لنا بشكل صارخ ما يمكن أن يحدثه الكره والتعصب والتطرف. كذلك هو يشير للأسف، الى ان الفكر المتشدد والمتطرف والذي يؤدي الى النزاع والعنف لايزال يمثل احدى القوة الموجودة والمؤثرة في المنطقة والعالم عموما. وبالتالي ادراك اهمية التعايش الديني وخلق السلم المجتمعي لضمان استقرار اي بلد، بل كونه اساسيا في ضمان الأمن والاستقرار العالمي في عالم مترابط لاتقف فيه الحدود حاجزا امام التنقل والاقتصاد والمعلومات.
أشارت على دورة المرأة
ان للمرأة دور لا غنى عنه في صنع السلام عامة، فهي تمثل قدرات اكثر من نصف المجتمع. واذا كان لنا ان نتخيل عالمنا كالطير تمثل قدرات الرجال أحد جناحيه وقدرات النساء جناحه الآخر، فلا يمكن اذا تهميش قدرات النساء ودورهم، او التقليل من فرصهم في المساهمة في البناء. اضافة لذلك فالمرأة هي المعلمة الأولى، بالتالي فان دور كل ام في تنشئة اطفال يؤمنون بان كل البشر سواسية بغض النظر عن اديانهم او قومياتهم او وضعهم الاقتصادي، هو دور اساسي يمنع على المدى البعيد من تكرار حالات العنف القائم على التشدد الديني او العرقي او غيرها. كذلك فان المرأة هي مصدر العاطفة والرعاية فهي الأم والأخت والأبنة، لذا فان وضع المرأة في مراكز صنع القرار يساعد كذبك على الحد من العنف ويدفع باتجاه بناء السلام.
و تضيف ، ان الاهتمام بتعليم النساء ومنحهن فرص العمل واتخاذ القرار يمكن ان يكون له تأثيرات بالغة باتجاه منع حالات مستقبلية مشابهة لما شهدناه ونشهده مع الايزيديين منذ عام ٢٠١٤، وقد تكون السيدة نادية مراد مثالا لما يمكن ان تقوم به المرأة من مناصرة للشؤون الانسانية، سواء بايصالها صوت المرأة الايزيدية المختطفة او من خلال عمل مبادرتها المستمر في دعم وبناء قدرات المتضررين وبناء مجتمع اكثر استقرارا وتقدما.
واشارت ، ان العمل على توفير مخيمات نزوح ودعم اجتماعي واقتصادي لاحتواء أزمة الايزيديين منذ البداية والعمل على توفير مصادر أمن وغذاء وتعليم ودعم اجتماعي والذي قامت به المؤسسات الحكومية وغير الحكومية يعتبر اساسيا في احتواء الازمة واستمرار حياة هذه الفئة الكبيرة والهامة من المجتمع الكوردستاني، الا ان ما يعاني منه الايزيديون في مخيمات النزوح لايزال يمثل أزمة على المستوى الانساني والصحي والنفسي. تشير العديد من البحوث الاجتماعية والنفسية الى أزمات انسانية في مخيمات النزوح، بما تشمله من خدمات على المستوى الاقتصادي والتعليمي والصحي وتأثير كل ذلك على الوضع النفسي، اضافة الى العامل الاهم الا وهو عدم عودة اعداد كبيرة من المختطفات والمصير المجهول للكثير من الاباء والاخوة.
دور المنظمات في مجال الدعم النفسي
تذكر طاهر، بالرغم من الدور المشهود الذي قدمته مختلف المؤسسات الصحية الحكومية وغير الحكومية للدعم النفسي للناجيات حتى الان، الا ان الوضع النفسي الراهن يتطلب المزيد. تشير دراسات لتقييم الوضع النفسي للايزيديين عامة والناجيات بشكل خاص الى معاناتهم الحالية من امراض تفسية محددة بما في ذلك كرب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق. اما الاطفال الناجين فان الخدمات النفسية المقدمة لهم لاسيما من منظمات المجتمع المدني تكاد تكون معدومة او على اقل تقدير فهي غير كافية بتاتا لحاجتهم الماسة، اخذين بنظر الاعتبار ان هؤلاء الاطفال يمثلون جيلا كاملا وحيث نمر بالذكرى السابعة للإبادة فان العديد ممن عانوا بشكل مباشر من العنف الجسدي والجنسي هم بالغين الان واولئك الذين شهدوا جرائم العنف على امهاتهم وعوائلهم هم شباب. نحن بحاجة لتقييم علمي سريري مفصل للوضع النفسي لكافة الناجين ممن كانوا اطفالا ومراهقين اثناء الاختطاف لضمان مستقبل مستقر لهم وللايزيديين ولكوردستان والعالم كذلك.
يسرى علي اعلامية شبكية توصف شرارة الإبادة الجماعية التي حلت بالايزيديين.
إن ما حدث من هجوم شرس في استهداف طرف دون اخر ما كان إلا عبارة عن فكر خبيث ارادو به تفكيك تلك اللحمة المجتمعية التي كانت مبنيه عليه مجتمع كامل متمتعاً بقدر لا بأس به من الثقه حتى انصهرت الثقافات فيما بينها وجسدت المجتمع الموصلي ،
وما حدث للايزيديات انما لنفس الهدف التقسيم ومحاولة إضعاف المجتمع وخلع شعور الانتماء الى الارض من قِبل الايزيدين كي لا يشعر كل شخص ايزيدي بالانتماء للوطن وبالتالي هذا سوف يقود الى انهيار المجتمع بالكامل اذا لم تكن فيها الحكومة تمتلك من الوعي ما تستطيع به احتواء الأمر .