الناجية : امينة قاسم خلف من قرية تل قصب الواقعة في الطرف الجنوبي من جبل سنجار .
منطقة السكن الحالي : اقليم كوردستان العراق , مخيم مام رشان
كنت واحدة من المختطفات و الان انا ناجية واحدى ضحايا الحرب في العراق وبعد مرور خمسة سنوات من الإبادة
ها انا اروي لكم قصة خطفي إلى لحظة تحريري من زنزانة الموت و الهروب نحو احضان الحياة حيث تم القبض علينا
انا و عائلتي و آنذاك كان عمري خمسة عشر عاماً (15) . انا من قرية تل قصب القديمة حيث في اليوم الثالث من اب عام 2014 في الصباح الباكر تم احتلال مناطقنا في سنجار من قبل تنظيم ارهابي يسمى الدولة الاسلامية في العراق و الشام ( داعش ) و تم القبض علينا في مناطق متفرقة . بعد دخول المنظمة التي تسمى الدولة الاسلامية في العراق و الشام فحينها تمكنوا من القبض علينا و محاصرتنا في القرى و النواحي التابعة لقضاء سنجار حاولنا الهروب نحو جبل سنجار لكن تم قطع الطرق المؤدية الى الجبل و في تلك الايام كانت عائلتي تتكون من ثمان افراد و تم اختطافنا جميعاً و حينها كانت امي حاملة بولد في بطنها و ولد الطفل في تلعفر في السجون الداعشية و جدتي ايضا كانت مختطفة و لكنها تحررت و ماتت بعد التحرير .
فترة البقاء في السجون الداعشية بالنسبة لاخواني الثلاثة كانت شهر واحد, و واحد منهم كان اصغر مني و الاخر كان اكبر مني عمرا” و الآخر كان بنفس المستوى بفارق سنة . تم القبض علينا في تمام الساعة السابعة صباحا بتاريخ 3/8/2014 لكن ثلاثة من اخواني كانوا في مكان اخرى و هم ايضا اصبحوا اسرة في اليوم الاول و حالما القوا القبض علينا اخذونا الى منطقة بعاج و حلزونا في مدرسة كبيرة حقيقة لا اتذكر تفاصيلها بشكل جيد و المختطفة جيلان برجس كانت معنا حيث كانوا يأمروننا بأخذ الحمام لكي يقدموننا الى الامراء كهدايا و لكن جيلان فضلت الانتحار و انتحرت في الحمام و قامت بقطع شريان يدها و انا رايتها عندما كانت تودع الحياة في الحمام و رايت كيف كان جسدها ملون بالدم و اصابت بنزيف في الشريان ماتت اثر ذلك حتى لا يقترب منها احد عناصر الداعش و نقلونا جميعنا هناك اي اقصد انا و ابي و امي و جدتي و اخي الذي كان اكبر مني و القوا القبض علينا على الشارع العام في دوميز شنكال كما قلت مسبقا اخذوا بنا الى البعاج انا و امي و اختي و جدتي و اخي و اختي ايضا و عند وصولنا الى البعاج تم عزل الرجال عن النساء. و اخذوا الفتيات و النساء إلى مدينة الموصل و بقينا في الموصل تقريبا 10 ايام نحن الفتيات و النساء دون رجال و تم نقلنا الى البعاج مرة اخرى اي عادوا بنا الى نفس المكان.
و لم يكن لدي اي معلومة عن ابي و اخواني . بعد فترة قصيرة وعدني شخص بان ياخذنا انا و اختي الى حيث قرية كوجو بعد ان قالوا ان والدتي و والدي يعيشان هناك في مكان مخفي و اخذنا الى حيث مكانهما و كنت التقي بهما بشكل سري دون ان يعرف بذلك شخص و بقينا في قرية كوجو ما يقارب ثلاثة اشهر و اختي ايضا كانت معي حيث كنا نلتقي بوالدي و والدتي و لكن بخوف مرعب جدا من عناصر تنظيم داعش الارهابي التي كانت تسمى بالدولة الاسلامية في العراق و الشام . و كانت هناك عوائل كثيرة محتجزة في القرية من قبل التنظيم و الامر الاكثر مرعبا في ذلك الوقت و بعد مرور ثلاثة اشهر كان كشف اسرار المحتجزين ، في حين انهم كانوا يقابلون بعضهم البعض و هذا الامر زاد من حصتهم في التعذيب و حسب ما اتذكرهن نحن كنا ثلاثين انثى ما بين فتيات و نساء بالاضافة الى المئات من الرجال و الاطفال الذين تم حجزهم دون ان نراهم و بعد ان علموا بذلك جاءوا عناصر التنظيم اصحاب الشعر الطويل و الايادي المتسخة باختيار الفتيات و النساء الجميلات و انتقلنا الى دولة سوريا بضغوطاتهم و بسيارات (الباص ) لغرض ان نكون خادمات و بالاضافة الى عمليات الاغتصاب و التعدي علينا بكل الطرق و تم نقلنا إلى مدينة رقى السورية و من هذه المدينة تم وضعنا بالتحديد في مزرعة محاطة بالغابات و اشجار كثيفة و عناصر داعش كانوا مرقمين اي دون اسماء و كانوا ينادون البعض بالارقام مثلا 16 -17-18 و الخ…….بعض الفتيات كانوا تغتصبن في مدينة الموصل في العراق اما البعض الاخر فيتم اغتصابهن في السوريا و بالتحديد مدينة الرقى . و عندما كنا في المزرعة حاولنا الهروب من المنزل و كانت معي اختي فقررنا الهروب في الساعة التاسعة و خلال تلك المحاولة لغرض النجاة صادفنا نهر قريب من الحدود التركية السورية . و كانوا يقولون ان تركيا تبتعد عن الرقى مسافة ربع ساعة و لهذا الامر قررنا الهروب و لانهم كانوا يعذبوننا و بعد محاولة نجاة و مع اسف شديد تم القبض علينا عند بزوغ الفجر و اعادوا بنا الى نفس المزرعة و خلال نفس اليوم تم توزيعنا على مناطق متفرقة , انا و اختي مع اربع فتيات اخرى و اخذونا الى مدينة الحمص و حقيقة لا اتذكر اسماء النساء اللواتي كان
وا معي و بقينا انا و اختي و اخذوا الاخرين الى اماكن اخرى لا ادري الى اين بالضبط و من ثم الى مقر لهم و كانوا في المقر امراتان مغتصبتان و من هناك بدا الموت يتسلل مفاصل امينة حيث تم اغتصابي في المقر و اني طفلة اصرخ و احاول الفرار من هذه اللحظات التي تطبع اصعب الاشياء على ذاكرة البشرية و اغتصبوني قبل ان يغتصبوا اختي في المقر و بعد اغتصابي اخذوا اختي الى منزل اخر و هي كانت جارة لي و عناصر التنظيم كانوا يطلقون العيارات النارية و الرصاصات في الكثير من الاوقات و في احد الايام سالت من فتاة و هي ايضا كانت واحدة من المختطفات و المغتصبات و قلت لها اين اختي اي سالت عن اختي و اجابتني و قالت انها في المنزل المجاور لك و هي محتجزة و لكنها لم تغتصب بعد و فجاة سمعت صوت رصاصة و كانت تلك الرصاصة هي التي قد استخدمتها اختي لانتحار نفسها بدلا من ان تواجه الاغتصاب و بعد ذلك اخبروني بانها انتحرت عندما حاول شخص من التنظيم اغتصابها . و انا بقيت وحيدة في المقر و محتجزة لدى شخص من الادلب اسمه الحقيقي كان مصطفى و لكنه كان مدعو ابو محمد الادلبي . اما النساء اللواتي كانوا معي تم نقلهن الى اماكن اخرى مجهولة و هذا الشخص الذي كان يدعى ابو محمد الادلبي كان نفس الشخص الذي حاول اغتصاب اختي و هو الذي قال لي كل شيء كما وضح ان اختي قد انتحرت عند محاولته اغتصابها او التحرش بها و هي كانت بين يداه و انتحرت كما قام ابو محمد الادلبي باغتصابي ايضا و حاولت كثيرا ان ارفض ذلك كي لا اخسر عذريتي و حاولت كثيرا و لكني كنت ضعيفة جدا الى درجة قيدني ثم قام باغتصابي و بقيت شهر كامل في المقر و كنت ابكي وحيدة و بعد ذلك اخذني الى منزله اي الى عائلته و انا قلت له بانني لا استطيع العيش هكذا لاني كنت وحيدة معه في المقر و كان يغتصبني بشكل مستمر خلال فترة طويلة و من ثم سالته ان ياخذني الى مكان تتواجد فيه بعض السبايا او الى عائلته قرر بعد ذلك ان ياخذني الى حيث مكان الذي تعيش فيه عائلته و انا كنت اواجه عمليات الاغتصاب من قبل عناصر تنظيم الداعش ما يقارب شهر كامل و من قبل مختلف الاشخاص و هذا ما حدث معي قبل ان ياخذني الى منزله او مكان عائلته . ان ما حدث معي انقبل حياتي رأسا على العقب و دمر احلام طفولتي و لم يبقى شيء ان لم يفعلوا بي و انا بقيت لديه لمدة سنة كاملة في منزله و كنت افتقر الاكل و الشرب حيث كان حصتي من الاكل مرة واحدة فقط خلال اربعة و عشرون ساعة و في اغلب الاحيان لم اكن احصل حتى على وجبة واحدة في اليوم بالاضافة الى التعذيب المستمر و ممارسة الجنس القصري و الاغتصاب و الاضطهاد و لم اكن الفتاة الوحيدة التي كانت تواجه هذه المصاعب في هذا العصر المتقدم بل كانت هناك الالاف من الفتيات و النساء اللواتي تغتصبن مثلي .
انا كنت محتجزة في غرفة واحدة في منزل ابو محمد الادلبي في الرقى فعندما كنت وحيدة كنت اشعر براحة اكثر من ان اكون بين عائلته و كان يغتصبني و يعذبني و عائلته ايضا كانت تتعامل معي بطريقة لا انسانية و مختصرا كانوا يتعاملون معي و كانني لست بشر بينهم . فحصة واحدة من الاكل و الشرب خلال اليوم الكامل غير كافي لكي اقاوم الحياة و بالاضافة الى ممارسة ابشع الجرائم ضدي و عندما كانوا يغادرون المنزل كانوا يقفلون الابواب حيث لم يكن باستطاعتني جلب كاس من الماء او رغيف من الخبز من المطبخ ما لم يعودوا الى المنزل و بقيت سنة في هذا الوضع المأساوي و عائلته كانت تجبرني على قراءة القرآن و ترك الدين الايزيدي و اعتناق الدين الاسلامي اي كانوا يجبروني ان اشهد باسم محمد . و كنت ارفض ذلك و بالطبع كنت اواجه الضرب مقابل ذلك , كنت في قرية كانت تسمى طبقى فبعد سنة كاملة في منزل ابو محمد الادلبي اصبت بمرض نفسي احيانا كنت اسقط على الارض و انا اسند جسدي المتعب الى جدران البيت . ذات يوم غادروا المنزل حينها كنت انا الوحيدة في المنزل ففكرت بالهروب مرة اخرى عبر الشباك لان جميع الابواب كانت مغلقة فركضت خلال يومين بشكل مستمر و كان الوقت ليلا عندما هربت و في الليلة الاولى اختفيت بين غابات في سوريا و لكن لا اعرف اسم المكان بل اعرف انني كنت خارج بلدة طبقى و انا كنت اركض حافية الاقدام و دون اكل و شرب و عندما حلت المساء ركضت مجددا و في اليوم الثاني ايضا ركضت دون ان اعرف باي اتجاه اذهب فقط كنت اهرب و اهرب فقط كنت احاول التخلص من العذاب الذي كنت اواجهه من قبل الارهاب و في صباح يوم الثاني شاهدوني بعض من عناصر داعش فمسكوني و اخذوني الى المحكمة الدولية الاسلامية ثم سالوني لماذا تهرب ؟ فشرحت لهم كل ما انا اعاني منه من قبل عائلة ابو محمد الادلبي الذي كان اسمه الحقيقي مصطفى و قلت لهم هذا هو دينكم ؟ ايضا ً ان الله ايضا لا يقبل ذلك . فبعد قليل اعطوني رقم هاتف و اخبروني و قالوا اذا عذبك هذا الشخص او عائلته فقط اتصلي بهذا الرقم و انا لم اكن املك معي اي هاتف …
… هاتف نقال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و بعد ذلك اخذوني الى نفس المنزل مع نفس الاشخاص فبعد مرور شهر جاءوا بعض الاشخاص الى المنزل و قالوا بان ابو محمد الادلبي قد مات بقصف جوي و بعض الاشخاص جاءوا و اخذوني و كما اضافت زوجة ابو محمد الادلبي بان بعد وفات ابو محمد لا ينبغي لك البقاء هنا و كما قالت على انهم باعوني و بعد لحظات جاء داعش جزراوي اي سعودي الجنسية و اخذني و بقيت عنده يوم كامل و هذا الشخص لم يذكر اسمه و لا ادري اسمه . و جاء داعش عراقي و اخذني من الداعش السعودي و جلبني الى مدينة الموصل مرة اخرى و في احدى الايام باعني الداعش العراقي ثم رجعني ايضا بعد مرور ايام قليلة و انا كنت مع الداعشي العراقي الذي كان اسمه الحقيقي زياد و لكنه كان يدعو ابو طارق حيث تزوج مني غصبا عني و صدر عقد الزواج من المحكمة الشرعية و بقيت لديه لحين تحرري بتاريخ 11/ 7/ 2017 و كان يقوم باغتصابي الآف المرات و بقيت مع الداعش العراقي طوال سنتين و كل فترة كنت في منطقة مختلفة من مدينة الموصل مرة اخذني الى عائلة من اهالي الموصل المتعاونين مع الداعش و استمرت شهر معهم و بعد ذلك الى منزل اخر لا يتواجد فيه اي احد و بقيت في هذا المنزل لفترة طويلة جدا اي انا و هو فقط . في احد الايام تعرض المنزل الى قصف جوي و تهدم المنزل و بعد ذلك اخذني الى مقر عسكري تابع للداعش و مرة اخرى تعرضنا الى قصف جوي لكن دون تاثير و كانت معي في المقر فتاة اخرى و هي ايضا كانت مغتصبة و اسمها كان هيام و هي ايضا من قريتي و في النهاية اخذونا الى موصل القديمة و خلال سنتين كانوا ياخذونا من مكان الى مكان اخرى و في احد المنازل تعرضنا الى قصف جوي و كانوا معنا 12 شخص اي تابعين لعناصر تنظيم الداعش و تم القصف علينا و هذا القصف ادى الى قتل جميعهم كما استشهدت صديقتي ايضا و قالوا لي لم يبقى احد من تلك المجموعة سواك و اهالي موصل جاءوا و خرجوني من تحت الركام و يدي كانت مكسورة و ساقي ايضا كان محترق و يدي الاخرى ايضا كانت مجروحة بالكامل و جرح اخر في منطقة بطني و هكذا كنت انزف تحت الدمار الذي خلفه قصف الطيران ثم اخذوني الى المستشفى و بقيت في العناية لمدة شهر كامل في مستشفى موصل و تعرضنا الى قصف اخر في نفس المكان فاخذوني الى منزل في موصل القديمة بالاضافة الى انني كنت مختطفة لمدة ثلاث سنوات و بضعة اشهر و بعد تحرير مدينة الموصل بالكامل اخذوني القوات العراقية و مازالوا خمسة افراد من عائلتي في الاسر اي مفقودين و منهم والدي و والدتي و اختي التي انتحرت و اخ اخر و اخي الذي ولد اثناء الابادة في تلعفر و لا اعلم اي شيء منهم و مازلت لا ادري اي خبر عن عائلتي سواء ان كانوا على قيد الحياة ام فارقوها ! و عندما اخذوني الى موصل القديمة تم وضعي في مقر و كنا اربعة فتيات واحدة منهن كانت سورية مغتصبة و هي كانت من الديانة المسيحية و كانت الناجية سامية ايضاً معي التي هي شقيقة الناجية حلا سفيل عمو و فتاة اخرى كانت تدعو شهد و انا . و كنا في ذلك الموقف او الوضع ما يقارب شهر مع عدم توفر الاكل و الشرب بالاضافة الى التعذيب الجسدي و الروحي المستمر و جمعوا فتيات المغتصبات و كنا في حالة الحرب و كنا في الحصار ما يقارب خمسة اشهر . و انا تحررت مع صديقتي سامية ، اني و سامية كنا مع اهالي موصل و يوماً ما قالت سامية ساذهب لجلب الماء فحين خرجت من الغرفة اصابت بطلقة قناص في يدها فانا و هي كنا مجروحتان و بقينا تقريباً عشرة ايام بجروحنا المفتوحة دون معالجة و بعدها وصل الينا الجيش العراقي في عملية تحرير مدينة الموصل و كان هناك الالاف من القتلى و الجرحى و الرؤوس المقطوعة و الاجساد المرمية و المحترقة في شوارع المدينة و كانت كارثة ثم اخذنا الجيش العراقي و قاموا بمعالجة يد سامية و اخذوني الى الطبيب و بقينا يوم واحد مع الجيش العراقي و ثم قاموا بنشر صورنا و بعد ذلك جاءوا اهلنا و اخذونا الى كوردستان و بالتحديد الى المخيمات و تحررت بتاريخ 11 / 7/2017 و هذه كانت قصتي و كل ما حدث معي خلال سنوات في الاسر . فانا من حقي كانسانة و واحدة من الآف الفتيات الايزيديات ان اطالب من جميع الجهات المعنية للتدخل لإيجاد حل لاوضاع الايزيديين و اطالب المجتمع الدولي لايجاد الحلول المناسبة وحماية هذه الاقلية السامية التي لا قوة مساندة لها و التي هي مستهدفة من قبل بعض المنظمات و الجهات الارهابية و كما اطالب بفتح ملف جريمة الابادة الجماعية و توفير الحماية اللازمة و احالة المجرمين الى المحاكم الدولية لينالوا جزائهم العادل و هنا في نهاية قصتي اقول ان الابادة مازالت مستمرة الى يومنا هذا .