لم تبقى له سواء بعض الصور لعائلته ولا تمر عليه يومآ دون الحزن الشديد والبكاء على أطفاله الصغار وزوجته الذين خطفهم داعش وتمر سبع سنوات على اختطافهم دون وجود أثر لهم،
في قلبه حزن عميق وعيونه مليئة بالدموع يتحدث عن اشتياقه لعائلته ومعاناة فراقهم والعيش سبع سنوات بغيابهم .
ابو ماجد البالغ من العمر( ٧٠ ) سنة من محافظة نينوى قضاء سنجار مجمع خانصور غربي ناحية الشمال ، قبل هجوم تنظيم الدولة الإسلامية داعش على سنجار كان يعيش مع عائلته المتكونة من سبعة أفراد حياة بسيطة وكريمة، لكن في صباح باكرٍ ظهر وحوش برية في الشوارع بتسمية عناصر الدولة الإسلامية في العراق و الشام، وخطفوا زوجته وبناته الثلاثة واولاده.
ابو ماجد يقول كنت اعمل طباخاً في المنطقة واكسب لقمة العيش ومصروفات عائلتي من مهنتي ، وكنت سعيدآ جدآ بتعبي وعرق جبيني اساعد اولادي وبناتي ليكملوا دراستهم، ابني ماجد كان طالبا في المرحلة المتوسطة وابنتي الكبيرة كانت في السادس الاعدادي والبقية كانوا في المرحلة الابتدائية. كنت اعيش معهم بسعادة وكانت حياتنا بسيطة وهادئة وعند عودتي من العمل كانت هنالك ساحة قريبة من بيتنا كنت العب مع أطفالي كرة القدم لأشاركهم فرحتهم وفجأة تحولت سعادتي إلى حزن عميق ،
في يوم ٢آب ٢٠١٤ يوم عيد أربعينية الصيف،اخذت زوجتي وأطفالي الى بيت خالهم بقينا انا وماجد في البيت لوحدنا ، في صباح يوم ٣ آب استيقظنا من النوم كانت الصرخات تعلو السماء والشوارع مزدحمة والكل هاربآ نحو الجبل ، والبعض لجأوا إقليم كوردستان العراق بحثا عن الأمان، كغيرنا انا وابني ماجد هربنا نحو الجبل لننقذ أرواحنا، لسوء حظهم حاصرهم داعش في الجبل، بينما كنت افكر بمصيرنا انا وماجد، اتصلت بي ابنتي الكبيرة وقالت لي بابا داعش خطفونا ولا نعلم الى اين اخذونا و هنا بدأ الحزن يمزق قلبي،
هجوم داعش الارهابي على سنجار في الثالث من آب ٢٠١٤ كان هدفهم الأساسي محو الايزيديين من الوجود ومسحهم من سهل نينوى، أدى ذلك إلى تشريد نحو ٣٥٠ الف ايزيدي من مناطق سكناهم، يعيش أغلبهم في مخيمات إقليم كوردستان
وكان ضحايا الإبادة الجماعية،
قتل نحو 1500 ايزيدي في الأيام الأولى من الابادة الجماعية واختطاف 6417 من كلا الجنسين وخلّف 80 مقبرة جماعية وهدم 68 مزاراً ومعبداً دينياً للايزيديين فضلاً عن تدمير البنية التحية لمدينة سنجار بنسبة 80 %.
وتوزع النازحون على 15 مخيم في اقليم كوردستان بالاضافة الى مخيمات في تركيا وسوريا وايضا بمخيم سردشتي في جبل سنجار
أبو ماجد ” بعدما عشتُ أصعب لحظات من حياتي في الجبل مع ماجد ولم نكن نعلم شيء عن عائلتنا وهم بيد أشرس تنظيم إرهابي في تاريخ البشرية، بعد فتح الطريق نزلنا من الجبل وذهبت إلى بيتي لم أرى سوى صورهم فأخذنا معنا الصور وذهبنا إلى كوردستان مجمع شاريا، رغم المعاناة والأوجاع والحزن الشديد استمر ماجد على اكمال دراسته رغم الصعوبات التي واجهه وفقدانه والدته وعائلته إلا أنه حارب الظروف .
في عام ٢٠١٦ تم إنقاذ إحدى بناتي البالغة من العمر ١٢سنوات من ايادي داعش بعد معاناة سنتين في سجون داعش، وهي الآن تعيش معي واقوم بالاعتناء بها.
اليوم تصادف الذكرى السابعة للأبادة الجماعية الوحشية التي حلت بالايزيديين في الثالث من آب ٢٠١٤ ، لايزال مصير باقي أفراد عائلتي مجهول ولا نعلم عنهم شيء، اليوم مرة أخرى تفتح جروحنا والحزن تحاصرنا ، كل عام في نفس اليوم أمهات الشهداء الحزن ضيفهم
ناشدنا منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والامم المتحدة لإنقاذ المخطوفين والمخطوفات من سجون داعش الإرهابي و للاسف لم تكن هناك اذان صاغية.