((قصة عنتر و علاقتها بالحساب الفلكي الايزيدي ))
حيدر عربو اليوسفاني
ماهي قصة عنتر ؟
ماهي علاقة هذه القصة بالحساب الشتاء لدى الديانة الايزيدية ؟
كيف حدثت هذه القصة ؟
ومتى يصادف هذه الايام من فصل الشتاء ؟
مقدمة لابد منها :
لايام الشتاء البارد حكايات قديمة مازالت بعض خيوطها معلقة في اذهان كبار السن الذين يحالون الى تفسير الطبيعة طبعاً الى ثقافتهم الاجتماعية .
واحياناً يطلقون العنان لخيالهم الخصب في سرد تأويل الاشياء بروحية فيها نوع من الغرابة المغمسة بالطرافة .ولبعض الحكايات موروث تاريخي يمتد لالاف السنين ، وكان لليالي الشتاء الباردة خصوصية عند اغلب العوائل الايزيدية حيث تلزم دورها وتقضي الوقت بقرب منقلة الفحم وجلسات السمر وحكايات الاجداد لاحفادهم .
ونسمع المثير من المصطلحات الشتائية على لسان الكبار قد لايفهمها جيل اليوم! و(قصة عنتر انموذجياً) لا تعني شيئاً لجيل اليوم ولكنها بحد ذاتها تشكل عمقاً شعبياً و تاريخياً و فلكياً يمتد لالاف السنين .
يصادف ايام عنتر في اواخر اربعينية الشتاء اي بعد ظهر يوم 31 كانون الثاني و و الاول من شهر شباط ، قبل عيد الاربعينية الشتاء بيوم ونصف يوم (رؤز و دانةك ) ، ولايام عنتر من ايام الباردة جداً في فصل الشتاء ويزداد الجو برودة و ينصح الاجداد بان لا تخرجون من بيوتكم خلال هذه الايام و يمكث معظم هذه الايام في البيت حتى قيل فيه ( عنتةره و جةبةره هةچيئ ز مالا خؤ دةركةڤت ئةو كةره ) ، كما لهده الايام اشر على الحيوانات حتى قيل فيه (عةنتةره دكوزيت گاو كةره ) .
لا اطول عليكم فنأتي الى قصة عنتر التي كنت بسدد عنها منذ وقت طويل و بعد ان استطعت الحصول عليها ارتأيت ان انشر لحضراتكم اتمنى ان يستفيدوا منها .
كان يا مكان وفي قديم الزمان ..كان هناك رجلاً اسمه عنتر يعمل مهنة التجارة فتوقفت عن مهنته بعد اشهر من تساقط الامطار والثلوج فيوماً خرج عنتر الى البراري و اعتقد عنتر بأن الشتاء قد انتهى والبرد قد ذهب ولم يعود ، فقرر ان يذهب الى عمله كالعادة فنصح والده بان لا يذهب ، الشتاء بعد لم ينتهى ، فرد على والده : ظلت الشتاء يوماً و نصف (رؤز ودانةك ) فرد والده : (رؤز ودانةك سال و زةمانةك ) اي يوم و نصف بمثابة سنة و نصف في الحساب الشتاء ،.
وفي يوم مشمش في مثل هذا الوقت من السنة شد عنتر الرحال و الخروج مع جماله محملين بالاثاث التجارية وهو في الطريق هبت عاصفة ثلجية قوية وبعد ساعات من التساقط المستمر للثلوج فما كان من عنتر الا وان يشق بطن احد جماله (دلول بالكوردي ) والجلوس فيها عسى ولعل ان تنقذه من الموت المحتوم الا ما تشرق الشمس و يصل بسلامة الى البيت ، وقضى تلك الليلة تحت رحمة الثلوج وهو يراقب السماء و يفكر في نفس الوقت بهذه المحنة التي وقع فيها كيف تسرع للخروج ؟.
وفي الصباح بعد ان توقفت سقوط الثلوج قليلاً حاول عنتر الخروج من بطن الجمل لينقذ نفسه من هذا المزق الذي وقع فيه ، فعاد الى البيت وبعد ان وصل عنتر الى داره كانا في استقباله امه و زوجتا ، واحدة منهن هي بنت عمه واخرى هي غريبة عنه اي ليس من نسله ، فتقدمت زوجته الغريبة وهي تواسيه وتذرف دموع التماسيح امامه وتقول له بانه الليل كله لم تنم له عين ولم يغفو له جفن خوفاً عليه ، وبعد ان انتهت الزوجة الغريبة ، تقدمت بنت عمه وفعلت ما فعلته الغريبة و ثم جاء الدور الام و الاب .
فوقف عنتر يسمع و يفكر في امره ومن ثم قال: لدي شرط على من تعرف الجواب تكون هي الصادقة بينكم فقالوا جميعاً : تكلم ماهو الشرط ؟
فقال: في تلك الليلة كم مرة تساقط الثلج و كم مرة توقف ؟
فقالت الزوجة الغريبة ثلاث مرات فقال في نفسه هذه غريبة ، ومن ثم جاء دور الام فقالت ست مرات ، وقال انت يا بنت العم فقالت : سبع مرات تساقط وسبع مرات توقفت فقال الدم لم يبقى ماءاً ابداً (خؤين نابيت ئاف ) .
فطلق زوجته الغريبة .