لم تكن الصغيرة “فوزية“، تتوقع بأنها ستكونالمسؤولة عن أخوتها وهي في ربيع عمرها ولكن شاءالقدر ان تكون هي المعيلة الوحيدة لعائلتها بعد انفقدت والديها عام 2014، اثناء إجتياح عناصرداعش لقضاء سنجار وارتكاب أبشع الجرائم بحقالايزيديين.
تم إلقاء القبض على عائلتها التي كانت تسكن قرية“الوردية“، غرب سنجار وتم نقلهم إلى تلعفر وتواجهمصيرها المظلم في لحظة من اللحظات.. ظلم، بيع،شراء، رق، عبيد هذه المصطلحات دخلت حياتهاوهي طفلة صغيرة فرقوها عن والديها.
بعد ان قضت “فوزية” أربعة أعوام وهي تتنقل بينتلعفر والموصل وسورية أخيراً تحررت وسكنت فيإحدى الخيم العشوائية في ناحية خانكي التابعةلمحافظة دهوك مع شقيقيها وهي تعمل مع إحدىالمنظمات الإنسانية لإعانة عائلتها وبنفس الوقتتشارك في المحافل المحلية والدولية من أجل التعريفبما حصل للنساء الايزيديات من جرائم.
عزيمة وإصرار
تقول “فوزية“، التي تبلغ من العمر 19 ربيعاً، لمأستسلم يومًا رغم كل ما تعرضت إليه من تعذيباثناء وقوعي بيد عناصر داعش وكان عمري تسعةسنوات فقط، لقد قاموا ببيعي أكثر من مرة وأنابعيدة عن عائلتي ولا أعرف عنهم شيئاً.
وتضيف، لقد كانوا يعملونني معاملة قاسية وتعرضتللضرب مرارا وتكرارا ورغم ذلك تحملت وها أنا اليومأناضل من أجل نيل الحقوق المسلوبة لأهليوصديقاتي اللواتي مازلن في الأسر ينتظرن منيتحرك لإنقاذهن.
تؤكد الاحصاءات بأن أكثر من 6000 إيزيدي تماختطافهم عام 2014، ومازال مصير الاف منهممجهول خصوصًا النساء اللواتي تعرضن للبيع فيأسواق الرق والعبيد.
أحلام بريئة
تحلم “فوزية” بأن تعيش حياتها مثل أي شابة أخرىوهي في مقتبل عمرها بسعادة وهناء لا أن تتحملمسؤولية فوق طاقتها وهي التي عانت الكثير وكانتتتوقع بأن هناك من سوف يهتم بها ويرعاها لكنهاوجدت نفسها وحيدة باستثناء البعض من الأصدقاءالذين وقفوا إلى جانبها وشجعوها.
تعيل اليوم “فوزية” عائلتها وهي المسؤولة عنهم، تعمل وتناضل بعد ذاقت من الحياة الكثير ووجدت نفسها مكان الأم والأب داخل خيمتها الباردة في الشتاء والحارقة في الصيف.
شاركت “فوزية“، بتاريخ 1-8-2024، في العاصمةالعراقية بغداد بمؤتمر إحياء الذكرى العاشرة للإبادةالجماعية التي تعرض لها الايزيديين في مبنىالبرلمان العراقي مع وفد من الناشطين والناشطاتوبرلمانيين وكان لها حضور مميز.
تقول “فوزية“، بعد كل ما حصل لي وصلت إلى كبارالمسؤولين في الدولة العراقية وطالبت بحقوق أهليوهذا محل فخر وأنا سعيدة لأنني لم أستسلم وأنااليوم أدافع عن قضية شعبي في هولندا وهذا ليسبالأمر السهل إذ لم تكن لدينا الإرادة والعزيمة.
رسالة عنوانها التحدي
توجه “فوزية” رسالة لكل شابة ذاقت العذاب فيسجون داعش بأن تنهض وتدافع عن حقوقها،الحقوق لا تمنح بل تسترد وهذا ما نسعى إلىتحقيقه وما عملنا هذا ومشاركاتنا الا لهذا الغرض.
كونوا أقوياء ولا تسمحوا للآخرين بالنيل منكم لأن مخططهم سوف ينجح عندما نستسلم أمامهم، حياتنا هو التحدي ونحن لها.
يذكر ان البرلمان العراقي اقر قانون الناجيات وتمالتصويت عليه عام 2021، ونشره في جريدة الوقائعالرسمية وهو يوفر مزايا وامتيازات للناجياتوالناجين من قبضة عناصر داعش.
تم إنتاج هذه المادة بالتعاون مع جمعية التحرير للتنمية TAD