عيدو بابا شيخ ؛ الرجل الذي ترفرف روحه في الخلود
خضر دوملي
مضت الأيام ولازلت أتردد في الكتابة عن رحيل عيدو بابا شيخ، الرجل الذي كان مميزا في شخصيته وتصرفه وعلاقاته وتعاونه ومساعدته ومساندته وتواصله وتواضعه وقدراته وثقافته ومكانته المميزة بين مختلف المكونات المجتمعية .
لا زلت لا أصدق رحيل عيدو بابا شيخ وأنا متأكد بأن جسده قد ورى التراب – تراب عين سفني التي كانت حبها تجري في عروقه ، دون حدود، وحبه لأهلها دون تمييز ولكن روحه ترفض مغادرة ذاكرتنا ووجداننا.
اليوم عرفت كيف يكسب الشخص حي الناس بصدق وكيف يصبحون خالدين مميزين في ذاكرتهم – اليوم عرفت أنه هناك العديد من الطرق لكسب قلوب الناس والمضي الى الخلود ، لقد عرفت ذلك من الصديق العزيز عيدو بابا شيخ بكل تواضع .
ترك عيدو بابا شيخ خلفه أرثا من التراث الثقافي ومعاني الانسانية – كنت أتلمس ذلك في كل لقاء – في كل عطاء – في كل وقفة او كلمة له في محفل ثقافي او سياسي او مدني او أجتماعي.. او في كل مؤتمر كان الناس ينتظرون مداخلته بتأني وهدوء وصمت – وكان يقدم ضحكته قبل كلامه دوما – كانوا ينتظرونه بأهتمام لأنهم كانوا يعرفون أنه سيقدم رأيا او ملعومة مميزة مختلفة ومفيدة …
اليوم عرفت كيف يصبح الانسان صاحب مجد يحسده عليه الكثيرين، وهو ذلك المجد الذي حفره عيدو بابا شيخ في وجداننا بشكل لايشبه قراءة كتاب او مشاهدة مسرحية او متابعة فليم لعدة مرات حتى تتفهم اللغز – ذلك اللغز الذي كان عيدو بابا شيخ يمتلكه ولم أعرف سره الى الان .
اليوم عرفت كيف ومتى يمكن ان لايشبه الانسان ، الاخرين، فذلك ماكان عيدو بابا شيخ يسير عليه – يساعد الفقراء ويساند الطلبة و يقدم العون في لحظات ومواقف قلما نجدها لدى الاخرين – كانت طريقته في ذلك مميزة لذلك كسب مكانته الانسانية المميزة لدى الجميع.
اليوم عرفت أن عيدو بابا شيخ لم يكن فقط كاتبا – لم يكن فقط سياسيا – و لا أديبا ومثقفا وحقوقيا وقائدا مجتمعيا وأنسانيا ، وتولى الكثير من المناصب ألا أنها لم تستطيع ان تسلب منه شخصيته المميزة – لقد كان مميزا لذلك بقي كما هو .
قام الكثيرين للأتصال بي للمشاركة في العزاء وأتصل الكثيرين بي وهم يقدمون العزاء ويذكرون خصاله و خسارتهم برحيله وأنا ألى هذه اللحظة لم ولن أستطيع تخيل أنني اقدم العزاء برحيل عيدو بابا شيخ .
اليوم عرفت وتأكدت أن عيدو بابا شيخ غادرت روحه الى الخلود – نعم تأكدوا أنه لا خلود غير الذي غادره أليها عيدو – وما يؤسف عليه ويعتب عليه أنه غادرها مسرعا و لم يكمل مشاوريه الكثيرة …..
لازلت لا أصدق انني لن أرى عيدو، فقد وعدني بالكثير من الاشياء قبل شهر من الان – كانت في مخيلته الكثير من المشاريع وكانت ضحكته التي تسبق كلماته و ملامح وجهه الصادق تقول علينا ان نقوم بواجبنا في رفد المجتمع بما لدينا وأن نعمل من أجله لأننا باسمهم تقدمنا وتطورنا .
ستبقى خالدا في ذاكرتنا ولترفل روحك في الخلود – خلود الانسانية التي كنت تعلمنا دروسها في كل لقاء … وليبقى أسمك محفورا في ذاكرتنا – لأنك تستحق ذلك دون مجاملة ..
عزائي للاخوة سمير بابا شيخ وهادي بابا شيخ و فرهاد بابا شيخ والسيدة الفاضلة مريم وختاما أقول ليبقى أسم عيدو بينكم وبين الجميع مميزا لأنه كان مميزا …