هناك سببان رئيسيان لأنقراض ايزيدية سوريا وتركيا اولهما: زواجهم من طبقاتهم الجينبة، التي نشأت عليها الايزيدية منذ الأزل، ومن ثمّ جبنهم ورضوحهم للاكراد وبالتالي الزواج منهم.فهم بذلك خرجوا من قوانين الدين وداسوا على القوانين الكونية وحصدوا ثمار افعالهم.
ثانيهما: تشبثهم بالمادية وترك الخالق والدين والروحانيات يتخبطون في دمائهم.
يحاول بعضهم من اصحاب مستويات الوعي المتدنية عن عمد وبجهل مطبق تشويه العلوم الأيزيدية والدين الأيزيدي من أجل مصالح مادية آنية ضيقة وإدخال اسقاطات تاريخية عنوة على التقسيم الطبقي عند الايزيديين من خلال دراسة مشوهة لأصل ونشوء الأيزيدية في لالش واريدو.
فجذور الطبقات في الأيزيدية موغلة في القدم وتعود لأول إشراقة حضارية على كوكب الأرض ويعتبر الايزيديين أولى المجتمعات على هذا الكوكب من الذين فرضوا التقسيم الطبقي على المستويات الروحية والفكرية للبشر من اجل خلق حضارة نوعية متفوقة تتجاوز عالمنا المادي الموضوعي.
فقد كان النظام الطبقي جزءاً من الحياة الأيزيدية ومقياس للتقدم الروحي والجيني في نفس الوقت ومفتاح للعبور من الإنسان المجرّد إلى الإنسان المتفوق ،وبقي هذا النظام يحكم الجنة الادانية (جنة عدن الأيزيدية) لآلاف مؤلفة من السنين وقبل ظهور الكثير من الحضارات والاقوام المجاورة الذين اخذوا فكرة الطبقات من الأيزيدية.”فواز فرحان ،الايزيدية المملكة الادانية” .
المجتمع الايزيدي مقسم إلى ثلاث طبقات دينية هي( ١الپير: تتخصص في شرح العلم الباطن وأسس علوم ملك فخردين،٢الشيخ:تتخصص في نقل العلوم الباطنية من الپيار إلى المريدين. ٣المريد:يتلقى ابناءها تعاليمهم من الشيوخ بمختلف انتماءاتهم ودرجاتهم ومن يحصل على العلم المقدس ويصل عتبة نور آديا يحصل على لقب كوچك أو حامل لعلم ملك فخردين وهي درجة تتطلب تطور روحي وفكري معيّنين يقودان المريد إلى هذه الدرجة من تلقي العلم) .
وهذه الطبقات وفروعها موجودة منذ نشوء الأيزيدية وهي طبقات مقدسة جينياً قبل كل شيء، لا يمكن العبث بها و يدفع من يحاول العبث بها الثمن غالياً من ردود فعل القوانين الكونية على عبثيته هذه، فهذه الطبقات صنفها الايزيديون لتحديد الارتقاء الروحي والفكري والبيولوجي عند الإنسان من أجل العبور إلى عالم ابناء وبنات الشمس الحقيقي الأبدي القائم على السببية.”فواز فرحان ،الايزيدية هندسة الأسرار المقدسة ؛الايزيدية المملكة الادانية”.
وهم يحرمون الزواج بين هذه الطبقات. والايزيدية ديانة غير تبشيرية فالايزيدي لا يمكن ان يقوم بعملية التبشير لدينه، لأن المرء لا يمكن ان يكون ايزيدياً ما لم يولد من ابوين ايزيديين.
فالايزيديين عبر تاريخهم لم يقتلوا شخصاً ايزيدياً بسبب تركه لدينه ،ولكن من يخرج من الأيزيدية يعطي سرّه ويترك طهارته ونقاءه واستقامته ويخون الأمانة ولا يمكن العودة اليها أبداً .والكثير من الذين تركوا اوولهم سيعودون إلى لالش مشبعين حتى الرمق الأخير بالندم. ولكن حينئذ”ولات ساعة مندم”.
