يتصفح يوسف ميرزا ( 48 عاما ) الذي يسكن مخيم جمشكو للنازحين صوره القديمة وهو يستذكر ذكرياته مع ممارسة الرياضة و كيف كان يتجول هنا و هناك في صغره لمشاهدة ممارسة كرة الطائرة في بلدته خانصور شمال قضاء سنجار. يقول يوسف، ” منذ أن كنت طالبا في الصف الخامس الابتدائي عام ١٩٨٣ مارست رياضة كرة الطائرة بعد أن زاد ولعي به خصوصا و ان اخي الأكبر مني كان يلعب في صفوف نادي الجيش و هذا ما دفعني إلى التعلق بهذه الرياضة أكثر خصوصا في دراستي المتوسطة. ” يواصل يوسف كلامه ، ” أكملت الدراسة المتوسطة في الصف الثالث و قمت بنفسي بتشكيل نادي خاص بنا و شاركنا في عدد من البطولات المدرسية ضمن حدود ناحية الشمال ( سنوني ) و لم استطع مواصلة الدراسة بعدها ولكن شغفي و محبتي لكرة الطائرة كان يزداد و معها ترتفع سقف طموحاتي في بلدتي التي كانت تعاني شأنها في ذلك شأن جميع بلدات سنجار من الإهمال و عدم توفير أبسط مقومات نجاح الفرد في رياضة ما . ” ويضيف يوسف، ” تمكنت مع زملائي بتشكيل فريق نجوم التأميم و شاركنا في عدة بطولات شعبية على مستوى قضاء سنجار و كذلك إحدى البطولات في قضاء تلعفر سنة ١٩٩٢ .” الانضمام إلى نادي تلعفر بعد المشاركة في إحدى البطولات المحلية في قضاء تلعفر و نظرا لمستوياتي العالية التي قدمتها يضيف يوسف ، طلبوا مني الانضمام إلى نادي تلعفر / درجة ثانية و كانت بمثابة فرصة لكي أظهر قدراتي معهم و وافقت على اللعب معهم لمدة سنة و نصف إلى أن حصلت على فرصة الانضمام إلى نادي سنجار الرياضي سنة ١٩٩٣ . يواصل يوسف حديثه ، ” لقد شاركت مع نادي سنجار الرياضي لكرة الطائرة في عدة بطولات محلية داخل المحافظة وكذلك على مستوى العراق في محافظات كركوك و صلاح الدين و دهوك و مثلنا النادي خير تمثيل رغم ان هذه اللعبة لم تكن اللعبة الشعبية الأولى في المنطقة كما هي الحال بالنسبة لكرة القدم. ” و يضيف يوسف ، ” خلال مسيرتي و حتى اليوم لازلت أمارس رياضةِ المفضلة و معها ألعب دور المدرب بعد أن حصلت على شهادات تدريبية تؤهلني لتدريب الفرق بشكل رسمي و منها الرياضة النسوية وقد شاركت معهم في عدة بطولات و حصلنا على المركز الثاني عام ٢٠٠٨ في إحدى البطولات على مستوى محافظة دهوك . النزوح و الاستقرار في مخيم النازحين بعد اجتياح عناصر داعش قضاء سنجار بتاريخ ٣-٨-٢٠١٤ نزح يوسف مع عائلته إلى إقليم كردستان و استقر في مخيم جمشكو للنازحين/ زاخو حتى يومنا هذا و يضيف قائلاً ، ” رغم الظروف الصعبة و آثار النزوح و تأثيرها على أهلنا الذي خرج من إبادة جماعية واصلت ممارسة الرياضة و التدريب في ان واحد و قمت بجهود ذاتية بتشكيل فريق نسوي داخل المخيم و تعليمهم الأسس الصحيحة لرياضة كرة الطائرة رغم عدم وجود أرضية صالحة داخل المخيم. ” و يكشف يوسف، للأسف لم يتمكن فريقي النسوي من الاستمرار أكثر بسبب الإهمال المتعمد وعدم توفير أي مستلزمات لهم رغم المطالبات العديدة من قبلنا للمعنيين بالشأن الرياضي و للمنظمات الدولية و المحلية العاملة في المخيمات ، لدينا المواهب و لدينا الطاقات و الإمكانيات في حال توفر الدعم و لقد قضيت طفولتي و انا أمارس الرياضة و حتى يومنا هذا و لم استلم فلساً واحداً لقاء خدماتي سواء كنت لاعباً أم مدرباً .”