عقد فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) اجتماع الطاولة المستديرة المواضيعي الرابع لمُنتدى الحوار المُشترك بين فريق التحقيق (يونيتاد) والمُنظمات غير الحكومية. ويشارك في اجتماعات الطاولة المستديرة المواضيعية للمُنتدى عشرات المنظمات غير الحكومية العراقية والدولية، حيث تتناول اجتماعات الطاولة المستديرة تلك موضوع واحد متعلق بأنشطة فريق التحقيق (يونيتاد) التحقيقية. وعُقِد اجتماع الطاولة المستديرة المواضيعي الرابع تحت عنوان “جرائم داعش في تدمير التراث الثقافي”.
وتناول المُستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق (يونيتاد)، السيد كريستيان ريتشر، في ملاحظاته الافتتاحية عَمل فريق التحقيق (يونيتاد)، الذي يهدف إلى تقديم مرتكبي الجرائم مِن تنظيم داعش إلى العدالة، بمَن فيهم المسؤولين عن تدمير التُراث الثقافي، كون الفريق يخطط لتوسيع عمله التحقيقي بشأن تلك الجرائم. وقال المُستشار الخاص السيد ريتشر، “إنّ مِن دواعي سروري أنّ عدداً من الدول الأعضاء قام مؤخراً بتقديم تمويل من أجل دعم تحقيقات فريق التحقيق (يونيتاد) في ما يتعلق بتدمير التراث الثقافي”، وأضاف قائلاً أيضاً: “إنّ الهدف الرئيسي من نقاشات اجتماع الطاولة المُستديرة هذه، هو تبادل الأفكار والحصول على مشورتكم حول كيفية قيام فريق التحقيق (يونيتاد) بالعمل بشكلٍ أفضل مع مجتمع المنظمات غير الحكومية لتعزيز تحقيقاتنا في جرائم تنظيم داعش ذات العلاقة بتدمير الترُاث الثقافي”.
وتحدّث السيد دون شولتز، رئيس وحدة التحقيق الميدانية الخامسة التابعة لـفريق التحقيق (يونيتاد)، والتي تُركّز على جرائم تنظيم داعش المُرتكبة ضد المجتمع المسيحي في العراق، عَن تحقيقات فريق التحقيق (يونيتاد) في هذا المجال، حيث ارتُكب جزء كبير من هذا التدمير للتراث الثقافي ضدّ المواقع المسيحية بما في ذلك تدمير وتخريب الكنائس والأديرة.
من جانبه، قدّم السيد شون فوب، كبير المسؤولين القانونيين في منظمة “رشيد” الدولية، عرضاً تقديمياً عن عمل منظمته، وأولى تركيزاً خاصاً على جرائم تنظيم داعش في تدمير مواقع التراث الثقافي الأيزيدي، والتي وصفها بأنها تهدف إلى تدمير روح الأيزيديين. كما تطرّق إلى حقيقة أنّ تدمير التراث الثقافي إلى جانب كونه جريمة دولية بحد ذاتها، يمكن أن يكون بمثابة دليل لإثبات النية في ارتكاب الإبادة الجماعية.
وتحدّث السيد فرهاد كاكائي، مدير منظمة چيراو، عن الجرائم التي ارتُكبت ضدّ المجتمع الكاكائي والتي سعت إلى تدمير المجتمع المحلي وثقافته، بما في ذلك مواقع التراث الثقافي الكاكائي.
وعَمِد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام/داعش في عام 2014، إلى ارتكاب ما قد يرقى إلى جرائم حرب بتدميره التراث الثقافي في محاولةٍ لمحي التنوّع الثقافي الغني في العراق. ويعد التحقيق في هذه الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام/داعش ضدّ التراث الثقافي العراقي الغني والمتنوع، هو أحد مواضيع التحقيق الشاملة التي تتطلب تعاوناً مستمراً مع مختلف فئات المجتمع العراقي. وعليه، أفسح اجتماع الطاولة المستديرة المواضيعي المجال لنقاشٍ مفتوح مع منظمات غير حكومية مختلفة حول مجال التحقيق هذا، وكيف يمكن لفريق التحقيق (يونيتاد) أن يُقدّم عملاً أفضل بالتعاون معها.
وتجدر الإشارة إلى أن مُنتدى الحِوار المُشترك بين فريق التحقيق (يونيتاد) والمنظمات غير الحكومية تم اطلاقه في شهر كانون الأول/ديسمبر لعام 2020، بغية أن يكون منصةً تجمع كُلّ المنظمات غير الحكومية الدولية والعراقية ذات الصلة، من أجل التعاون المنتظم وتبادل الأفكار وفضلى المُمارسات، فضلاً عن استكشاف مجالات تعزيز التعاون. يعقد مُنتدى الحِوار المُشترك بين فريق التحقيق (يونيتاد) والمنظمات غير الحكومية نوعين من الفعاليات؛ يتمثّل الأول بسلسلةٍ من مناقشات الطاولة المستديرة المواضيعية في شكل حلقة نقاشية تتناول مجالات مواضيعية محددة، متعلقة بأنشطة التحقيق التي يجريها الفريق. هذا وتجمع الفعاليات خبراء دوليين ومحليين مع فريق التحقيق (يونيتاد) لإجراء مناقشة متعمّقة حول موضوعٍ واحد مختلف في كل اجتماع. بينما النوع الثاني من الفعاليات مُتمثّل بإجتماع الطاولة المستديرة العام نصف السنوي، والذي يتم مِن خلاله مشاركة آخر المستجدات لعمل الفريق على نطاقٍ أوسع، ويكون بمثابة مساحة مفتوحة لتقديم اقتراحات كفيلة بتحسين سبل التعاون مع المنظمات غير الحكومية. كما يُمثّل الاجتماع العام نصف السنوي أيضاً محفلاً يمكن للناجين مِن خلاله أن يوصلوا أصواتهم إلى فريق التحقيق والمنظمات غير الحكومية.