التقييم المبكر: في كثير من الأحيان عند الإصابة بنزلة برد تتناول مسكناً أو باراسيتامول مع شراباً مقشعًا و هذا يساعدك على الشفاء بسرعة حقاً ، لكن في المرة القادمة التي تتناول فيها الدواء سيتم تقييم العقار مبكراً من خلال أنظمة الدفاع عن النفس أو ما يسمى بالمناعة حيث ستأخذ المناعة استراحة قصيرة لأن لديك عامل جديد في القاعدة وهو الدواء الذي أخذته ، كـبشر نحن دوماً معرضين للتنمر , التشجيع الوهمي , الخداع , الأكاذيب و أبشع أنواع العقاب و العقبات ، لذلك لا تجعل من دخل حياتك عن طريق الصدفة أهم شيء لديك و لا تجعله أهم من الناس من حولك ولا تعطيه شيئاً قد يضرك مستقبلا، احذر من التقدير المبكر الذي تعطيه لأقرب الأشخاص إليك بعد عائلتك للحفاظ على نشاط أنظمة دفاعك دائمًا .
الزاوية الثانية: هل سبق لك أن حاولت المشاركة في حدث ما و خسرت أو حصلت على المركز الأخير ؟ أراهن على أن مزاجك لم يكن جيداً على الإطلاق و بانك كنت متأسف جداً على الخسارة .
صديقي العزيز : كن ممتناً لنفسك على شجاعتك ، لقد فزت بالشجاعة ، في الواقع هناك الكثير ممن يمتلكون القدرة و لكن ليس لديهم الجرأة لتجربتها و لو مرة واحدة ،
بشكل عام أود أن أوصل إليك فكرة أنه ليس من الضروري أن تفوز بالجائزة و لكن من المهم جداً أن تختبر نفسك قبل أن تثق بأوهام الليل الساطعة ، قد نصل إلى أعلى مستويات الإبداع بعد الساعة الحادية عشرة مساءاً وحتى الثانية صباحاً لكننا نقوم بجسم منهك تماماً و بالكاد يستطيع تحملنا لأداء وظائفنا المعتادة و روتيننا اليومي ، لذلك من المهم تحقيق التوازن بين التفكير
و التنفيذ . إبقى صامتاً في معظم الإجتماعات و إستمع جيدًا ، و لكن بمجرد أن تصل المحادثة إلى الموضوع الذي تبدع فيه ( تظهر فيه إبداعاتك ) إستغل فرصتك بكلمة عذراً على المقاطعة و تحدث مباشرة دون توتر و تذكر أن الفوز بالجائزة ليس ضرورياً ، و لكن في الوقت نفسه المركز الاخير يكون مهما جداً لتختبر ذاتك .
مشروع التصنيع البشري: هل رأيت شخصاً ولد مرتين ؟ بالنسبة لي رأيت ذلك .
نحن نمر بتقلبات زمنية يحدث فيها عدد كبير من الأحداث حتى نصل لدرجة لا نفرق بين الحقيقي الطبيعي و المزيف منها ، و هذا أمر خطير للغاية .
و لتوضيح الفكرة أكثر ، هل تتذكر شخصاً فقيراً جداً لا أحد يهتم به ثم فجأة أصبح ثرياً و بدأت الناس تحوم حوله ، شخص تافه أصبح مشهوراً ، أو شخصاً غبياً يراه معظم معارفك و أصدقائك شخصاً محترماً لكونه شخص مؤثر و ذو نفوذ .
هذه هي الولادة المزيفة التي تصل إليك عن طريق البشر ، و تتم عملية الولادة هذه في مستشفى يحمل عنوان صناعة بشرية .
و للمنفعة ، كن يقظاً فـليس كل من يتمتع بـشعبية على حق ، و ليس كل من ليس لديه طعام ليومه غبي ، الظروف تحكم على الانسان الأشياء التي قد تكون أعلى من قدرته . إستيقظ الآن
و تذكر الحديث عن شخص أخبروك أنه غبي ثم لاحقاً بعد أن تعرفت عليه عن كثب ظهر لك أنه شخص يستحق الإحترام و التقدير و أنه لا يضيع وقته في الحديث عن الناس ، بل يهتم بشؤونه و حياته أكثر من تفاهات أصدقائك المخلصين المفتقدين للواقع و المنطق .
التخدير الصامت: كـتنبؤ مستقبلي ، أراهن على شطائر الفلافل العراقية أن المنشورات السابقة التي نشرناها قد تجاوزت عدد التفاعلات عليها على عدد تفاعلات المنشورات الاخيرة من هذا النوع التي نشرها صديقي احمد على صفحته ،
ما أقصده عند كتابة هذا النص هو أنه غالباً ما يتم تخديرنا بصمت من قبل العديد من المصادر التي تنوي إلحاق الأذى بنا ، و ليس مساعدتنا أو من أجل المصلحة ، و كـتجربة إجتماعية ، يمكننا مقارنة النسخ و اللصق على منصة الفيسبوك ( Facebook ) على سبيل المثال مع النقل المباشر للكلام دون دليل واضح على ما تم نقله و هذا يؤدي إلى تدمير الروح الإجتماعية للفرد و إحياء منابع الكراهية و الحقد عنده و إخفاء الحقائق عن الذين يتصفحون هذه المنشورات الغير دقيقة المصدر ، بالإضافة إلى انها قد تسبب الإنطواء
و الاكتئاب و كذلك التفكك ، لذلك أحذر دائماً من التخدير بالكلمات دون دليل
مثل رؤية العديد من التفاعلات و تعبيراتها كشهادة تثبت أن المنشور جيد و أنت دون تفكير مسبق ، تضغط على أعجبني ، على سبيل المثال ، و هذا الحديث مهم و متفرع أكثر مما تعتقد ، حالات الزواج المبكر التي تزداد كل يوم سببها الرئيسي هو تهنئة على صورة العرسان و نشرها من قبل العديد من الأشخاص غير المقربين من الأسرة في المقام الأول ، الحزن الشديد ناتج عن نشر كلمات حزينة و مقاطع فيديو تحيي مصادر الحزن في نفوس المئات من أصدقائك ، و لتكن أكثر في الصورة إحذر ثم إحذر من نشر مشاعرك بشكل واضح لأنها قد تكون سبباً غير مباشراً في الزواج ، أو الانتحار ، أو الإكتئاب مثلا ، ولا تنسى أن تشكر كل من ينشر أشياء إيجابية بدلاً من هذه الأشياء التي تضر المجتمع .
فرحان السوركي