صحيفة بريطانية: نساء وفتيات إيزيديات ما زلن مستعبدات داخل مخيم الهول
ترجمة / حامد أحمد
صوت العراق
مع حلول الذكرى السنوية السابعة لجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي بحق الشعب الايزيدي، فان هناك اكثر من 2,800 امرأة وفتاة ايزيدية ما زلن مفقودات استعبدهن التنظيم الإرهابي. ويعتقد ان كثيرا من الناجيات الايزيديات قد علقن في معتقل مخيم الهول الخطر في شمال شرقي سوريا، سجينات مع مختطفيهن.
منظمات حقوق انسان تقول انه بدون وجود جهود دولية لتحديد هوياتهن وتحريرهن، فان هؤلاء النسوة والفتيات الايزيديات من منطقة سنجار هن عرضة لخطر تهريبهن خارج المخيم وارسالهن لخلايا تنظيم داعش داخل سوريا أو ارسالهن لبلدان ثالثة مثل تركيا، حيث سيكون من المستحيل بعد ذلك العثور عليهن.
شيخ زياد، رئيس مركز البيت الايزيدي، وهي غرفة عمليات صغيرة خاطر المتطوعون فيها بأرواحهم في سبيل انقاذ 265 أيزيدي من معسكر الهول. يعتقد زياد بان الوقت الآن بدأ ينفد، في وقت انسجم فيه متعاطفو التنظيم ضمن محيطه مع وكلاء المركز الذين يقومون بالتنسيق مع شبكات التنظيم خارج المخيم من اجل اخراجهم.
وبسبب تعرضه لتهديدات بالقتل، هرب زياد الى موقع غير مكشوف خارج سوريا.
قال الشيخ زياد في حديث مع صحيفة آيرش تايمز البريطانية “معسكر الهول يشبه شبكة عنكبوت ضخمة. في الداخل والخارج لديهم علاقات واتصالات جيدة وقوية مع شبكات تهريب. نحن نعمل طوال الوقت، ولكننا محدودين”.
الوكلاء، الذين هم بالأصل اسيرات ايزيديات سابقات، يدخلن المعسكر بشكل طوعي متنكرات خلف بُرقع يرتدينه. هؤلاء الايزيديات الشجاعات اللائي ما زلن يعانين من الصدمات النفسية خلال استعبادهن في أماكن مثل الباغوز ودير الزور، يطفن في المعسكر الذي يضم اكثر من 60,000 سجين للاستدلال على خيوط تدلهن على الأسيرات الايزيديات اللائي يخشين جدا الكشف عن هوياتهن الاصلية.
جميل جومير، مدير مكتب يازدا Yazda فرع العراق، وهي منظمة لحقوق الايزيديين تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، يعتقد ان 200 فتاة وامراة ايزيدية على الأقل ما زلن عالقات في معسكر الهول. تقديراته مستندة الى إفادات لناجيات هربن من داعش.
يقول جومير “ليست هناك جهود جادة من الجانب العراقي والسوري أو أي هيئة دولية أخرى للنظر بمصير هؤلاء النسوة”.
وأضاف بان مركز البيت الايزيدي قد قام بعمل كبير من خلال موارد قليلة. ولكنه يعتقد انه هناك حاجة لضغط دولي لإجراء تقييم واسع النطاق لمعتقلي المخيم تحت حماية القائمين على إدارة المعتقل مع ضمان ممرات آمنة عبر الحدود الى العراق.
ويقول جومير ان المهمة ستكون صعبة، مشيرا الى ان الايزيديات العالقات داخل معسكر الهول قد خضعن لعمليات غسيل دماغ على مدى سبعة أعوام، حيث ان اكثرهن يخشين الكشف عن هوياتهن، خصوصا اذا كان لهن أطفال لآباء من اتباع داعش.
ويضيف قائلا “حتى لو يعرفن انك ايزيدي فسوف لن يكشفن عن انفسهن. أهم شيء هو ان نتمكن من اخراجهن من الأراضي التي تقع تحت سيطرة داعش وان تتم إعادة تاهيلهن وزجهن في الحياة الطبيعية”.
مشوان، 32 عاما، من قرية تل قصب جنوب سنجار، مضت عليه سبعة اعوام وهو يبحث عن أمه وأخته واخيه. تواصل مع أمه لحد أيار عام 2015 عندما كانت أسيرة في تلعفر. ومن خلال تقارير تروى له من أصدقاء هربوا بعد سقوط باغوز في عام 2019، اصبح مقتنعا بان والدته واخته في مخيم الهول، على بعد 80 كم عبر الحدود.
يقول مشوان “أهلنا في معسكر الهول، انهم ليسوا في العراق، ولهذا لا نستطيع الذهاب لوحدنا هكذا. يجب ان يكون هناك جهد منسق لإخراجهم”.
الأرقام متضاربة عن اعداد الذين تم اختطافهم واسرهم من أبناء الطائفة الايزيدية، ولكن منظمة يازدا تتوقع ان ما يقارب من 2,800 ما يزالون في عداد المفقودين. وان كثيرا منهم ما يزالون مستعبدين لدى عوائل داعش في سوريا والعراق او تم تهريبهم الى مناطق أخرى.
معسكر الهول، الذي يتألف على نحو كبير من نساء اختطفن بعد سقوط آخر معقل لداعش في قرية الباغوز عام 2019، يعتبر بمثابة قنبلة موقوتة. ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، 47 عملية اغتيال ارتكبت داخل المعسكر منذ بداية هذا العام.
ونفذت قوات سوريا الديمقراطية الكردية، قسد، التي تتولى لوحدها إدارة وحراسة المخيم، عمليات أمنية لإزالة خلايا تنظيم داعش ضمن وحول المعسكر كاشفة خلال شهر نيسان عن شبكة واسعة لقيادات في التنظيم.
يقول الشيخ زياد “داعش ما يزال متواجدا هنا. اسعى جاهدا لاخراج النساء والفتيات من المعسكر. إنهن من أبناء شعبي”.
• عن صحيفة The Irish Times