شنگال قضية إنسانية في طَي النسيان
قائد شنگالي / دهوك
لاشك ان ما جرى للأيزيدين لم يكن للمرة الاولى التي يتعرض اليه الشعب الأيزيدي عبر تاريخه المليئ بالمآسي والويلات وحملات الأبادة الجماعية حيث ان تنظيم داعش او مايسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام
مُارست كل أساليب التعسف والاضطهاد والتدمير المنهجي بحق الأيزيدين
إبان غزوتهم لجبل شنگال في الثالث من اغسطس 2014 كما اعتبرها الكثير من الدول العظمى و خصوصاً الدول الإسكندنافية و الأوربية او الذين وقعوا على اتفاقية لاهاي
إبادة جماعية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام
هذا و لا يخفي على احد أن ما جرى لأيزيدي شنگال من مذابح و مجازر دموية لم يكن الا صفقة سياسية بين من ترك الأيزيدين فريسة سهلة للجماعات الإرهابية ،
حيث إنسحبت المنظومات الدفاعية من بلدة سنجار صبيحة 3 آب 2014 بصفر مقاومة و صفر شهيد ،
وبعذئد قامت عناصر داعش و بمساعدة البعض من العشائر العربية في ضواحي شنگال و تركمان تلعفر من السنة بالسيطرة على البلدة في يوم 3 أغسطس 2014 وقتلوا عددا كبير من الإيزيديين يصل تعدادهم الى اكثر من 5,000 شخص وقاموا بسبي و اسر اكثر 2000 من النساء والأطفال ، بينما هرب الباقون إلى جبل سنجار وتم محاصرتهم هناك لأكثر من 8 أيام ومات العديد منهم بسبب الجوع والعطش والمرض خصوصاً الاطفال الذين في سن الرضاعة ، إلى أن تمكن حزب العمال الكردستاني و وحدات حماية الشعب الكردي من تأمين هروب الإيزيديين و فتح منفذ آمن لهم على الحدود العراقية السورية ..
هناك عوامل عديدة معرقلة
لرجوع وعودة النازحين الايزيدين الى شنگال التي تفتقر الى انعدام الامن و الامان والاستقرار طيلة اكثر من اربع سنوات من تحريرها من رجس الجماعات الارهابية حيث ان عودة الايزيديون الى أماكن سكناهم يحتاج
الى وضع آلية لتقديم الخدمات الحياتية و توفير الامن والامان و اعادة تنظيف المباني والشوارع من مخلفات داعش ، كما ان عودة اهالي القرى العربية او السنية بالأحرى الى ضواحي قضاء شنكال يشكل قلقاً في نفوس الكثير من الايزيدين و خصوصاً ذوي الضحايا
لان كما هو معلوم عند اجتياح داعش لمناطق الايزيدية قام الكثير من تلك العوائل بوضع الاكاليل تحت اقدام الدواعش و وزغردوا بقدومهم وشاركوا في ابادة الايزديدين ،
و رجوع اهالي قرية گولات بالذات و الايام القادمة كفيلة برجوع عوائل القرى العربية الاخرى الذين شاركوا في مذابح ومجازر الايزيدين الى شنگال و بحماية الحكومة العراقية
هذا مما يشكل خطراً على حياة الكثير من الايزيدين واحد العوامل المهمة لعدم عودتهم الى
ارض آبائهم و اجدادهم .