شنگال دخلت خانة المزايدات السياسية منذ سنوات
شهاب أحمد
ما بين العودة إلى الديار والبقاء في المخيمات يراود القلق نفوس الإيزيديين من مصير مجهول ينتظرهم؟!
لا يخفى على المتابع للشأن الإيزيدي معاناة أهالي قضاء سنجار ذات الأغلبية الإيزيدية منذ أن تم أجتياحها من قبل تنظيم داعش في آب اغسطس عام 2014 ونزوح ساكنيها إلى مخيمات النازحين في إقليم كوردستان وسوريا وتركيا.
رغم تحرير البلدة منذ عام 2017 ومرور ما يقارب 6 سنوات على أجتياحها لا يزال هناك ما يقارب 350 ألف من ساكني المدينة من الإيزيديين نازحين في شمالي العراق ولم يتم تهيئة الظروف المناسبة بغية إعادتهم إلى مسقط رأسهم رغم أن كل حكومة عراقية يتم تشكيلها تكون إحدى أولوياتها معالجة ملف النازحين .
لماذا شنگال بالتحديد؟
تعتبر مدينة سنجار ( شنكال) مركز ثقل الإيزيديين في العراق والعالم وهي التي تعرضت حسب الوثائق التاريخية إلى أكثر من 74 حملة إبادة بحجج وذرائع واهية هدفها النيل من اتباع هذه الديانة التي لم تسلم من شر الطغاة يومًا !
تركت مدينة شنكال وحيدة عند اجتياح داعش لها وانسحبت جميع القوات الأمنية دون قتال والنتيجة كانت وقوع آلاف الإيزيديين من الرجال والنساء والأطفال بيد التنظيم المتوحش الذي جاء بهدف إبادة الديانة الإيزيدية عن بكرة أبيها بعد فشل من حاول قبلهم حسب تصريحات ومقاطع فيديو تم تسريبها من قبل قادة داعش أنفسهم.
عملية ” مخلب النسر ” التركية
تعرضت مواقع عدة في مدينة سنجار يعتقد أنها تعود لعناصر حزب العمال الكردستاني الPKK حسب ما صرحت به مسؤولين ترك في ساعة متأخرة من ليلة أمس إلى قصف عنيف بطائرات ضمن عملية أطلقها الجانب التركي سميت ب “مخلب النسر ” في شمال العراق و نينوى.
هذا واستنكرت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان لها اختراق الاجواء العراقية من قبل الطائرات التركية ب (18) طائرة متجهة باتجاه (سنجار – مخمور – الكوير- اربيل) وصولا الى قضاء الشرقاط بعمق 193 كم مِن الحدود التركية داخل الاجواء العراقية مع وجود مخيمات نازحين قريبة جداً في سنجار ومخمور .
لماذا الآن؟!
يرى ايزيديون أن توقيت العملية التركية وإصرار أنقرة على استهداف جبل سنجار لها دلالات بهذا التوقيت خصوصًا مع عودة النازحين الإيزيديين إلى ديارهم ورغبة آخرين بالعودة تمهيداً لغلق ملف النازحين الإيزيديين بالكامل والعمل على إعادة المياه إلى مجاريها في المدينة التي تعاني من ابسط مقومات العيش الرغيد حتى قبل أجتياحها من قبل تنظيم داعش.
هنا يكمن الدور الإيزيدي بضرورة التحرك الجدي لاحتواء الموقف مع بغداد خصوصًا وان سنجار تتعرض ومنذ 2017 إلى القصف بحجة وجود عناصر البككا وهذا يعتبر الإعتداء الثاني خلال هذا العام حيث أن بإمكان الإيزيديين الطلب من الحكومة العراقية بالقيام بواجبها تجاههم وضرورة التفاهم مع الجانب التركي دون السماح لها باستخدام القوة العسكرية .