قاسم علي كلي
مدينة سنجار او شنكال، الواقعة في شمال غرب العراق، تشتهر بتاريخها الغني وثقافتها الفريدة التي تعود لقرون عديدة. ومع ذلك، تعكس حالتها الحالية قسوة الصراعات والتهديدات التي ألمت بها. في عام 2014، شهدت سنجار هجومًا مدمرًا من قِبَل د١١١عش، مما أدى إلى نزوح الآلاف من سكانها نحو مخيمات النازحين في إقليم كردستان.
النزوح والانتظار:
تعتبر عملية النزوح من سنجار إلى مخيمات النازحين تجربة مؤلمة للغاية. فالسكان الأيزيديون وجدوا أنفسهم يتركون كل شيء وراءهم، بما في ذلك منازلهم وممتلكاتهم، للهرب من العنف والاضطهاد. ومنذ ذلك الحين، مرت عشر سنوات من الانتظار المرير، حيث يعيش النازحون في ظروف صعبة داخل المخيمات، ينتظرون بفارغ الصبر الفرصة للعودة إلى سنجار وإعادة بناء حياتهم.
على مر السنوات، عانى النازحون من الظروف المعيشية الصعبة، حيث كانوا يعانون من قلة الموارد ونقص الخدمات الأساسية. وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، زادت آمال العودة في قلوبهم، متوقعين تقديم الدعم الكافي من قبل الحكومة لتسهيل عملية العودة وإعادة الإعمار.
تحديات العودة:
رغم تصريحات الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بدعم عودة النازحين، إلا أن التحديات الكبيرة تواجه هذه العملية. فقد تضررت معظم مدن سنجار بشكل كبير جراء العمليات العسكرية، مما يجعل عملية إعادة الإعمار مهمة شاقة ومكلفة.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه النازحون عائقًا آخر يتمثل في نقص الدعم الكافي من الحكومة، حيث لم تتمكن السلطات العراقية من توفير الإمكانيات اللازمة لتسهيل عملية العودة وإعادة الإعمار بالشكل المطلوب.
الآمال المتلاشية:
رغم مرور السنوات، لم يفقد النازحون الأمل في العودة إلى سنجار وإعادة بناء حياتهم. ومع ظهور تصريحات من الحكومة المركزية والمجتمع الدولي بدعم عودتهم، فإن الآمال بدأت تتلاشى مع تأخر تحقيق الوعود.
مع اشتداد الظروف القاسية في المخيمات، يبقى السكان الأيزيديون ينتظرون تحت أمطار الشتاء الباردة والصيف الحار، متمسكين بأمل العودة وتعويضهم عن فقدانهم. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو توفير الدعم اللازم من قبل الحكومة لضمان عودتهم بأمان وتسهيل إعادة بناء مدينتهم المحطمة.
في الختام، يجب على الحكومة العراقية والمجتمع الدولي أن يضاعفوا جهودهم لتوفير الدعم اللازم لعودة النازحين وإعادة إعمار مدينة سنجار، حتى يتمكن السكان الأيزيديون من استعادة كرامتهم وحقوقهم والعيش بسلام في أرضهم الأم.