اي إله؟ إله العراق أو الحكومة العراقية يا عزيزي القارئ.
قبل أسبوع نشر رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي تغريدة يقول فيها أنه زار المثنى، البصرة، اربيل، الموصل و مدن عراقية أخرى. ولكن لم نرى اسم شنكال في قائمة تلك المناطق او المدن العراقية التي زارها منذ استلامه المنصب قبل سنة.
منذ سقوط شنكال في عام 2014 و المجازر التي حدث بحق اهلنا و ناسنا لم يزور اي رئيس وزراء عراقي المنطقة للوقوف على معاناة الايزيديين الذين تعرضوا إلى ابادة جماعية و مد ايد العون لهم، او إعادة إعمار بيوتهم التي دمرت نتيجة تخلي الحكومة عن المنطقة للبيشمركة و تركهم أيضا سنجار عند اجتياحها من قبل عناصر داعش .
سبعة آلاف انسان ايزيدي ذهب ضحية في أول أيام الابادة اضافة الى نزوح عشرات الآلاف إلى كردستان و محاصرة عشرات الآلاف في الحبل و في أشد ايام الصيف ليموت الأطفال جوعاً و عطشاً.
لو كنا المحاصرين على الجبل حيوانات ل انتبه العالم و الحكومة لكن لنا لا !
قيمتنا و حجمنا في عيونهم اقل من حجم و ثمن الحيوانات.
على سبيل المثال اذا يموت شيء شخص في اوربا نتيجة لعمل إرهابي نرى الحكومات والشعوب تعرب عن قلقها و حزنها و تتضامن مع الضحية و تقدم المساعدة أن لزمت و تقوم بفتح تحقيق بما جرى لكشف ملابسات الحادثة.
لكن في العراق بالعكس تماماً فمن تسبب بسقوط شنكال في ايد الدواعش و وقوع آلاف من بناتنا و اخواتنا في يد التنظيم ليتاجروا بهم يسكن الفنادق و يمارس حياته بشكل طبيعي و كأن الحادثة لم تحصل ابداً. و يد العون الذي مدهُ الحكومة العراقية للشعب الايزيدي كان و لا زال للاسف يد فارغة لا يوجد فيه شيء سوى وعود كاذبة. و التعاطف الذي رأيناه من الحكومة لم يكن سوى تغريدة على تويتر او منشور فيسبوكي.
و التعاطف الذي رأيناه من الشعب العراقي بشكل عام لم يكن سوى القول بأن الداعش لا تمثل الإسلام.
أثناء اجتياح داعش ل شنكال و محاصرة الايزيديين في الجبل بعثت الحكومة العراقية طائرات هليكوبتر لجلب المساعدات مثل الاكل و الشرب و غيرهم من الأشياء لكنها لم تكن كافياً باي شكل من الأشكال نظراً لاعداد الهائلة من الناس على الجبل و هذا الشيء ايضاً كان تحت ضغط من قبل النواب الايزيديين و على رأسهم فيان دخيل. يعني يا عزيزي القارئ أن كان من الممكن أن الحكومة تتخلى نهائياً عن شنكال و لا تبعث حتى طائرة لمساعدة مواطنيها الذين هم مواطنيها فقط في الهوية لا أكثر.
و فعلت امريكا هذا الشيء قبل الحكومة العراقية حتى. حيث أعلن باراك اوباما من البيت الأبيض بأن الطائرات الامريكية ستقوم بإيصال المساعدات الإنسانية للناس المحاصرة هناك و ستوجه ضربات جوية لأي هجمة داعشية محتملة على الجبل حتى يتم تأمين طريق امن كي تخرج الناس من هناك.
خلاصة هذا الكلام هو أن الغريب فعل و مد يد العون قبل القريب.
شنكال تعرضت لابشع مجازر عرفها عصرنا الحالي و تم تدمير و تشريد المجتمع الايزيدي بأكملهِ و اعترفت الأمم المتحدة بما جرى للايزيدين كإبادة جماعية و نستطيع أن نقول بأن الاهتمام الدولي يعني الغربي سوى ان كان من قبل امريكا او الدول الاوربية مثل فرنسا و المانيا كان أكثر من الاهتمام المحلي للقضية الايزيدية و هذا الشيء بفضل شجاعة نادية مراد و دور الكبير الذي لعبه منظمة يزدا في المحافل الدولية.
قبل حوالي اسبوع تقريباً زار الكاظمي اسبايكر ايضاً بمناسبة ذكرتها السابعة و اهمل ذكر شنكال و اهل شنكال كعادته. يعني ماذا؟ هل نحن لسنا بشر او لسنا مواطنين عراقيين عايشين على هذا الأرض؟
ولا المذهب و الدين يلعب دور في هذا الاهمال و نحن لسنا ملاحظين؟!
ما الذي حدث في سبايكر و لم يحدث في شنكال؟ و ما الذي يجعلنا دائماً غائبين عن دائرة اهتمام الحكومة المحلية؟
أسئلة كثيرة يجب أن نطرحها على انفسنا يا عزيزي القارئ و نجد الجواب لها!
و لا تنسى ابداً بأن الحكومة سوى أن كانت العراقية او الكردستانية لن تهمها الشعب الايزيدي بقدر ما تهمها مصالحها او مصلحة أحزاب التي ينتمي اليها الرؤساء الحاكمين.
الإنسان الايزيدي يجب أن يخرج من هذا الدائرة الضيقة و غير ملفتة للنظر و يكون له وزن و لوبي سياسي و صوت يسمع من قبل الكل و على هذا الأساس يجب أن نعمل و نبدا العمل اليوم و لا نترك للغد.