نشئت ” سعاد ” في بيئة محافظة لم تسمح لها بإكمال دراستها الاعدادية لأن الدراسة للأولاد وليس للبنات بحسب التقاليد المتعارفة حيث أن البنت تكمل الدراسة الابتدائية أو المتوسطة ولا يسمح لها بالذهاب للمرحلة الإعدادية حتى لو كنّ متفوقات.
تقول “سعاد” لقد كنت أسمع منذ صغري كلام بأن البنت مكانها في بيت زوجها، مكانها الطبخ، صوتها عورة.. لم أكن أعرف القصد من هذا الكلام ولكن بعد سنوات أكتشفت ذلك وعرفت السبب، لقد كنت الاحظ كيف كان يتم تفضيل الولد الذكر في العائلة وكيف كان يخرجبمفرده ولكن نحن الصبايا نحرم من الخروج لوحدنا والذهاب إلى السوق أو أي مكان أخر.”
وتضيف، ” لقد كنت أطمح منذ صغري لكي أكون مختلفة، وكنت أناقش والدي ووالدتي في بعض الأحيان، أتذكر ذات يوم بعد أن تركتُ الدراسة أخبرتني والدتي بأن بيت عمي قد طلبوني لكي أتزوج من أبنهم لكني رفضت ذلكرغم أنني كنت صغيرة ولا أعرف لماذا؟
لقد كانوا يعاملونني وكأنني درجة ثالثة ورابعة داخل البيت، حتى من ناحية المال وأيضاً الخروج لوحدي وقيادة السيارة والذهاب إلى السوق وغير ذلك.
الأصرار والعزيمة
مرت السنوات وأنا أحاول في البيت أن أكون مختلفة وأن أكسب ثقتهم بأنني لن أخذلهم وسأرفع رأسهم، الغريب في الأمر كانت والدتي من أشد المعارضين لتفكيري وما أطمح أليه، لقد كنت أحلم بإكمال دراستي ولم أفقد الأمل.
وتردف “سعاد”، ” سمعت بفتح أعدادية للتمريض خاصة بالبنات وهنا تحرك شيء ما في داخلي، كنت أقول لنفسي لقد حانت ساعة تحقيق الحلم، أريد إكمال دراستي التي طالما حلمت بها.”
وتضيف، ” لقد حاولت كثيراً مع والديّ إلى أن أقنعتهم بأنها أعدادية خاصة بالبنات ولا وجود للشباب فيها إن كانوا يخافون عليّ، لقد قدمت عليها وتم قبولي، لقد واجهت صعوبات في البداية ولكن اليوم أنا في غاية السعادة بعد أن فتحت الباب لبنات أخريات لإكمال دراستهنّ”.
وتواصل كلامها بالقول: ” لقد أنهيت الدراسة الأعدادية وبتفوق وكنت من بين العشرة الأوئل ودخلت المعهد وأكملتها أيضاً، أنا سعيدة للغاية وأتمنى أن تكافح كل بنت من أجل تحقيق حلمها لأن الفروقات إن وجدت بين المرأة والرجل فهي فسيلوجية لا أكثر والفروقات تم وضعها من قبل المجتمع”.
وتختم كلامها، ” لقد قمت بواجبي في المستشفى على أكمل وجه ووقفت بوجه من كان يرى بأن مكاني في المطبخ وبيت زوجها”.