رخو الإرادة أمام صلب القضية
حسين سعيد
في الكثير من الاحيان، حين تمر مناطق ومدن ودول بأزمات وحروب مختلفة وتصاب بالدمار يظهر ويبرز فيها أشخاص ومجاميع ثائرة مهتمين ومخلصين لأوضاع شعبهم ومناطقهم وحريصين للمصلحة لا يهابون الموت ويخطارون في سبيل رقي وازدهار مجتمعاتهم، يعملون على رصد المشاكل والمعوقات وكشف عمليات الإهمال والتقصير الحكومي من خلال إقامة الفعاليات للفت الأنظار والمشاركة في المبادرات التي تمس شؤون المواطنين وقضاياهم وإيصال معاناة ومناشدات الناس إلى الجهات المسؤولة والمعنية بشؤونهم ومساندة المظلومين وإعلاء صوت الحق وبالتالي تذليل المعوقات والمشاكل أمام الناس وإيجاد الحلول المناسبة، لكن الأمر المؤسف هو حين يسود التواطؤ والتخاذل من قبل قادة ورواد المجتمع تجاه قضاياهم وأوضاعهم المتشابكة التي تعكس سلباً على عدم استقرار حياة أهاليهم وبالتالي تفاقم مشاكلهم وتشتتهم وتنافرهم والخ.
كما لا ننسى عندما نزحنا من ديارنا عام 2014 بسبب التنظيم الإرهابي داع ش مجبرين ما بين الموت بابشع صوره والحياة باقسى معاناتها إلى أجل غير مسمى ومعلوم كان هناك أشخاص حريصين ومخلصين ظهروا في بداية أزمتنا وتمكنوا إلى حد كبير من دعم ونصر قضايا المجتمع وإيصال معاناتهم للرأي العام والمسؤولين والقيام بالمبادرات الإنسانية إلى غير ذلك.
ولكن للأسف الشديد لم تستمر هذه الجهود مع إستمرار الأزمة من قبل أغلب ما نسميهم قادة المجتمع وجيل المستقبل الواعد (الشبابي) بالشكل المرجو مقارنة بالظرف والمنعطف الخطير نتيجة الإبادة التي أدت إلى تشرد أهلهم وتناثر توجهاتهم ورؤيتهم ولا تم استثمار الجهود في رص صفوف المجتمع لنصرة قضاياهم محلياً ودولياً بالشكل الذي يوازي حجم التضحية التي قدمناها إضافة للكارثة الإنسانية والإبادة الجماعية التي حلت علينا وتعرض لها أهلنا خاصة في السنوات الأخيرة ، وسط تفاقم المعاناة والمشاكل نتيجة سوء إدارة شؤونهم ما بين القاطنين في الخيم المتهالكة والمليئة بالمعاناة والأشخاص المتضررين من إبادة 2014 والعائدين إلى موطنهم شنكال التي نالت نصيبها من الدمار والمنكوبية كما أهلها وأصبحت ضحية الإهمال الحكومي والشعبي قبل وبعد احداث اغسطس 2014 .
أما الآن ونحن في ذروة أزمتنا التي تنذر بما يلوح في ضياع القضية نتيجة تشتت الجهود واختلاف الاهداف والميول الشخصية تكاد أن لا تجد أشخاص ممن يبادرون ويهتمون بأمر شنكال وشؤون أهلها إلا قلة قليلة جداً نتيجة تكالب قوى واطراف مختلفة بدءاً من الشخصيات مروراً بالأحزاب والقوى والأطراف المحلية والدولية وفق مصالح ومنافع خاصة وشخصية وليس وفق مصالح شعب تعرض لإبادة جماعية من قتل وخطف وحرق وسبي النساء وتجنيد الاطفال والشباب وفقدان جميع حقوقه وممتلكاته .
ولهذا أنوه بأن الأزمة المتفاقمة ليس سوى نتاج التفرد بالقرارات المصيرية وعدم توحد الصفوف والجلوس على طاولة واحدة مع غياب التنسيق وتعدد الوفود التي تخول نفسها بتمثيل المجتمع وقضاياهم وزيارة الدول والمحافل كل على حدة مع تعدد واختلاف الاهداف والمطاليب لتحقيق مكاسب فردية وما بين هذا وذاك ضاعت الجهود المبذولة من اجل القضية الايزيدية المستمرة دون حلول الى الان