شهاب ال سمير
تعتبر الديانة الإيزيدية إحدى الديانات القديمة في بلاد وادي الرافدين وهي غنوصية مغلقة لا تقبل الإنتماء إليها، يحتفل معتنقيها برأس السنة الجديدة في بداية شهر نيسان حسب التقويم الشرقي( يتأخر عن التقويم الميلادي ب13 يوماً).
لهذا الشهر قدسيتهُ الخاصة عند الأقوام القديمة التي سكنت ميزوبوتاميا حيث كان السومريون يحتفلون بعيد رأس السنة ( زاغموك) بداية شهر نيسان واعتبروه شهراً مقدساً حيث يتم فيه الزواج المقدس، البابليون ايضاً اعتبروا أن السنة الشمسية القديمة تبدأ في الأسبوع الأول من شهر نيسان ويرجع ذلك إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد ( 5300 ق .م) إذ كانوا يحتفلون بعيد اكيتو في إشارة إلى قصتين مهمتين هما قصة الخليقة البابلية والزواج المقدس، يشير باحثون أن الملك البابلي نبوخذ نصر كان حريصاً على الإحتفال في الأسبوع الأول من شهر نيسان وبالتحديد الأربعاء الأولى بعيد الإله( بعل ).
لهذا الشهر قدسيتهُ الخاصة عند الإيزيديين ايضاً، الأربعاء الأول منهُ حسب التقويم الشرقي تعتبر عيد رأس السنة الإيزيدية( سر صالي ) ( جارشمه سري نيساني ) أحد اقدس الأيام وابجلها حيث يحتفل به الجميع في بيوتهم وفي معبد لالش المقدس، اليوم الذي أنهى به الخالق خلق آدم والخليقة والكون حسب مايذكر في أحد الأقوال الإيزيدية المترجمة إلى العربية:
الهي وضع أساسه في يوم الجمعة
وفي السبت كساهُ
وفي الأربعاء انتهى من خلقه
يظهر لنا جلياً قدسية يوم الأربعاء في هذا القول واحتفال الإيزيدي بهذا العيد ( عيد الخليقة والتكوين) يوم أن بعثت الحياة على هذه الأرض حيث يقوم الإيزيدي في هذا اليوم بسلق البيض ( إشارة إلى تكوين الأرض وتجميدها ) وتلوينها ووضع قشورها مع وردة شقائق النعمان كي يتم تعليقها على أبواب البيوت.
يحرمون أيضا الزواج في هذا الشهر اعتقادا أنه مخصص لزواج الآلهة وأن نيسان وحدها هي عروسة الشهر، كما يحرم حفر الأرض حيث تبدأ الربيع والخيرات الوفيرة والمحاصيل الزراعية بالظهور.
كل هذه مؤشرات لا شك فيها على قدم الديانة الإيزيدية والتي ترجع بجذورها إلى آلاف السنين ويظهر ذلك من خلال الطقوس التي يتم ممارستها حتى يومنا هذا ومنها المرتبطة بالطبيعة مثل طقوس مراسيم رأس السنة الإيزيدية وقدسية شهر نيسان التي تكلمنا عنها إضافة إلى طقوس أخرى أشار إليها العديد من الباحثين والكتاب المهتمين بالشأن الإيزيدي.
المصادر
زهير كاظم عبود / الايزيدية
تحسين عمر / من هم الإيزيديون