لا شك ان للانتخابات دور كبير في تغير المعادلات السياسية في أي بلد و ينبغي على شرائح الشعب المختلفة المشاركة الواسعة من أجل السعي الجاد لتحقيق الأهداف المرجوة اذا أرادوا فعلاً التغير .
للمرأة على اعتبارها نصف المجتمع دور مهم جداً في التغير و من هذا المنطلق وجب عليهن المشاركة الفعلية و إثبات أنهن نصف المجتمع بالشكل الفعلي لتغير خريطة البلد فيما يتعلق بحقوق المرأة ، تكمن دور المرأة في المشاركة من خلال التصويت للأفضل سواء كان رجل أو امرأة من أجل تحقيق طموحاتهم المشروعة خصوصاً و ان مشاركة المرأة بشكل عام و الايزيدية بشكل خاص في الحياة السياسية تعد ظاهرة حديثة نسبياً رغم ذلك لها دور كبير و مهم في حال نجاحها برسم الكثير من الأمور و المساهمة باختيار من يمثلهن و بالتالي الدفاع عن حقوقهن في البرلمان و سن القوانين الخاصة فيهن بما يراعي حق المرأة بالمشاركة الفعلية في إدارة مفاصل الدولة و التصدي للمسؤولية إلى جنب الرجل كما تكمن دورها في تمثيل مصالح المجتمعات المهمشة و البحث عن المصالح المشتركة وقرارات أفضل .
النزوح و الانتخابات
تدخل المرأة الشنكالية شأنها في ذلك شأن الرجل الانتخابات النيابية للمرة الثانية وهي نازحة في مخيمات النزوح وسط تطلعات و آمال بالتغير من جهة و من اليأس و الإحباط من جهة أخرى لتكرار نفس الوجوه و عدم استطاعتهم تقديم شيء سوى الوعود !
كل الظروف غير ملائمة عندما تكون نازحاً فما بالك أن تكون امرأة وسط هذا المجتمع والسلطة التي تسعى لفرض سيطرتها على خيارات المصوت بكل الجهود و الوسائل الممكنة شرعية كانت أو حتى غير شرعية .
مرارة الانتخابات السابقة مازالت ترواد مخيلة النازح و كيف تم حرق أصواتهم وعدم احتسابها ايضاً لغاية في نفس يعقوب كما يقال المثل الشعبي وهذه الانتخابات هي الأخرى تولد الخشية لدى الراغب/ ة بالتصويت و لسان حالهم يقول ما الفائدة من الادلاء بالاصوات و عدم احتسابها من قبل المفوضية في الأخير؟
لقد لعبت هذه الظروف عزوف جماهيري عن العرس الانتخابي و في هذه الانتخابات تم حصر أصوات النازحين داخل المخيمات من أجل تمكنهم من التصويت في أقرب مركز انتخابي داخل المخيم أو بجواره هذا الإجراء ساهم أيضاً بوضع عراقيل من شأنها أن تقلل نسبة المشاركة في الانتخابات الحالية وهي :
– تجنب النازحين حصر بطاقاتهم الانتخابية و بالتالي لن يتمكنوا من التصويت في أماكن سكنهم الحالية بل عليهم التصويت في أماكن سكنهم السابقة إذا رغبوا بالتصويت.
– القانون الانتخابي و نظام الدوائر المتعددة و تحويل بطاقات انتخابية من دوائر إلى أخرى و بالتالي حرمانهم من التصويت لمرشحي مناطقهم.
مهما تكن الظروف فأن الانتخابات قائمة ولم تبقى سوى أيام قليلة على موعدها المقرر في يوم 10-10-2021 على أمل تمكن وجوه جديدة و تيارات سياسية ناشئة من الفوز ولكن طبقا لما هو متوفر من معطيات على أرض الواقع فأن الكتل الحالية هي التي ستبقى في المشهد السياسي و ظروف البلد ستبقى كما هي و ربما أسوء ولكن رغم ذلك نحن الأقلية الإيزيدية و خصوصا شريحة المرأة من واجبنا هو المشاركة الفعلية و المساهمة بالتغير و انتظار النتائج على أمل فوز من هو يستحق التواجد داخل قبة البرلمان.