شهاب آل سمير
لا يخفى علينا جميعًا ما يلعبه الشباب من دور مهم وكبير في تعزيز التنوع ونشر مفاهيم السلام بين أفراد المجتمع أينما كانوا، إيمانًا منهم بأن العيش المشترك وتقبل الآخر في المناطق التي تحوي ثقافات متعددة هو السبيل الوحيد من أجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي بين المكونات والأديان التي تعيش مع بعضها البعض بنفس المنطقة.
قضاء الشيخان الذي يقع على بعد 60 كم، شمال مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، يحوي ثقافات مختلفة من أكراد وعرب وشبك ينتمون للديانة الإسلامية وأتباع الديانة الأيزيدية والديانة المسيحية، يعيشون مع بعضهم البعض بسلام ومحبة منذ مئات السنين حتى صار يضرب بهم المثل بين الناس في المناسبات المحلية وحتى الدولية منها.
احترام خصوصية الآخرين وما يؤمنون به واجب على كل فرد يعيش ضمن حدود هذه المدينة وخصوصًا فئة الشباب، الذين هم بُناة المجتمع وبفضلهم تتقدم المجتمعات وترتقي من نواحي عدة منها قبول الآخر وأحترام المقابل وتبادل الزيارات وتقديم يد العون وإلى آخره.
ترسيخ دور الشباب بشكل فاعل وجاد هو السبيل للحفاظ على بيئة آمنة تعيش فيها الأجيال الحالية والقادمة بسلام ووئام، بل يمكن الذهاب أبعد من ذلك إذا ما أردنا الحفاظ على هذا التماسك الموجود بين مكونات قضاء الشيخان من خلال غرس مفاهيم السلام والتنوع وقبول الآخر في عقول الأطفال داخل الأسر وأيضًا في المناهج الدرسية، وهذا يقع على عاتق المسؤولين ومن واجبهم القيام بذلك كُلٌ من موقعه للعمل على تنشئة سليمة داخل العائلة وبالتالي تنعكس بشكل إيجابي في الشارع مستقبلًا.
هذه المقالة ضمن مشروع المبادرة المشتركة للعمل الديني الإستراتيجي “جسرا” من قبل منظمة السلام والحرية “تدريب الاعلام من أجل التغير الاجتماعي”.