الادمان عند المراهقين
المراهقة: هي مرحلة تغييرات (فيزيقية، نفسية، انفعالية، فكرية… إلخ) ما بين الطفولة والانتقال إلى سن الرشد، وخلال هذا الانتقال الحساس جداً، يكون المراهق
الإدمان: هو أمراض دماغية تُعرف بالاعتماد على مادة أو نشاط، مع عواقب وخيمة. أكثر المواد المسببة للإدمان شيوعًا هي التبغ والكحول. يليهما القنب، وبعيدًا عن المواد الأفيونية (الهيروين والمورفين) والكوكايين والأمفيتامينات والمشتقات الاصطناعية. تشمل الأنشطة الإدمانية المقامرة، وألعاب الفيديو، والجنس، والتسوق القهري، أو الرياضات غير الخاضعة للرقابة أو التنظيم السيئ.
ويستند تشخيص الإدمان (أو الاعتماد) إلى معايير راسخة وضعتها هيئات الصحة النفسية الدولية. وتشمل هذه المعايير فقدان ضبط النفس، وتداخل الاستهلاك مع العمل المدرسي، أو الاستهلاك لفترات طويلة، رغم إدراك الشخص للمشاكل التي يسببها.
يلاحظ الآباء والأمهات بعض التغيرات في سلوك أبناءهم، والتي قد لا ترتبط بالضغوط المعتادة خلال مرحلة المراهقة، فخلال تلك الفترة، لا بد من التركيز على بعض النقاط الهامة التي قد تمثل علامات واضحة على إدمان المراهقين.
خلال مرحلة المراهقة، يشعر الأبناء بالرغبة في الاستقلالية، والتي قد ترتبط ببعض التصرفات الغريبة والغير معتادة، وقد تصل في النهاية إلى الوقوع كضحية للإدمان دون وعي. تعرف إلى أهم الإشارات التحذيرية التي تدل على بدء تعاطي المراهقين العقاقير المخدرة أو التي تدل على إدمان المراهقين :
• اسباب الادمان عند المراهقين
1- تغيرات في الشهية أو عادات النوم
قد يرتبط زيادة أو نقصان الشهية أو عادات النوم عند المراهقين ببدء تعاطي أي من العقاقير المخدرة. على سبيل المثال، قد يعاني الشخص المتعاطي لمادة الأمفيتامينات amphetamines من ضعف الشهية وقلة النوم. أما متعاطو الماريجوانا ، فيعانون من النوم لفترات أكبر مع زيادة الشهية، حيث تختلف تلك الآثار تبعًا لنوع المواد المخدرة.
2- إهمال المظهر الخارجي
عادةً ما يهتم المراهقون بالمظهر الخارجي بشكل كبير، خاصةً أمام الأصدقاء والمقربين. مع ذلك، يبدأ الأفراد المتعاطين بإهمال ذلك، فنجدهم غير حريصين على الظهور بشكل أنيق مع عدم الحفاظ على النظافة الشخصية.
3- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية
من علامات الإدمان أيضًا التي قد يلاحظها الآباء تخلي الأبناء خلال مرحلة المراهقة عن الاهتمام ببعض الأنشطة الاجتماعية والتجمعات العائلية، فيبدأ الغياب المتكرر عن التواجد بالمدرسة بدون أعذار، بالإضافة إلى ضعف المشاركة في الأحداث الرياضية أو الأنشطة الاجتماعية، كما لا يظهر المراهقين أي رغبة في حضور أي اجتماعات عائلية أو دينية.
4- الإحتياج غير مبرر للمال
يبدأ المراهقون ممن يتعاطون المخدرات في طلب الكثير من الأموال دون سبب واضح، وقد تكون هذه المبالغ صغيرة نسبيًا ولكن متكررة، مما قد يشكل مؤشرًا على بدء تعاطي المخدرات.
5- التغيرات المفاجئة في الأصدقاء
مع بدء تعاطي المخدرات، يظهر للمراهقين بعض الأصدقاء الجدد ويبدأ المراهق في التخلي عن الأصدقاء القدامى، كما تظهر بعض التغيرات الغير مبررة في مواعيد العودة إلى المنزل، مع الإكثار من الذهاب لأماكن غير معتادة، وهي من أكثر العلامات المرتبطة بالمراهقين والإدمان.
6- تزايد المشكلات الشخصية أو القانونية
من أهم العلامات الواضحة التي ترتبط بالمراهقين والإدمان هي ازدياد المشاحنات مع الأصدقاء، الوالدين أو المقربين، كما تبدأ في الظهور بعض المشكلات القانونية التي تتعلق بالسرقة، أو أيًا من الجرائم الأخرى.
7- تغيير الشخصية أو السلوك
قد لا تمثل هذه النقطة مؤشرًا واضحًا على تعاطي المخدرات، فخلال مرحلة المراهقة، يفرز الجسم بعض الهرمونات التي تؤثر على بعض السلوكيات والعادات الشخصية، لكن مع تعاطي المخدرات، قد نلاحظ بعض التغيرات المزاجية وفقًا لنوع المواد المخدرة. كما قد نلاحظ فرط النشاط أو السعادة القصوى التي تُتبع بالعكس تمامًا، فتصبح الحالة المزاجية سيئة جدًا مع الشعور بالحزن. في حالة ظهور أكثر من علامة من العلامات السابقة، لا بد من إجراء الفحوصات الطبية اللازمة واستشارة طبيب متخصص للتأكد ما إذا كان المراهق قد وقع فريسة للإدمان.
• طرق علاج إدمان المراهقين:
تتوافر العديد من برامج إعادة تأهيل المراهقين سواء كانت بصورة فردية أو وسط مجموعات، حيث تشمل تلك البرامج بعض الإجراءات التي تعمل على تنقية الروح والذهن، ومن بينها:
▪ العلاج داخل المراكز المتخصصة : ويحتاج ذلك للإقامة بداخل مراكز العلاج لفترة مع المتابعة والعناية.
▪ برامج العيادات الخارجية : وتحتاج تلك البرامج لحضور المريض لمراكز العلاج عدة مرات خلال الأسبوع مع إمكانية الإقامة في المنزل وممارسة الحياة المعتادة.
▪ المجموعات العلاجية : وهي جلسات علاج بين المجموعات تساعد على الاندماج بين مجموعة من الأشخاص في نفس المرحلة العمرية.
• ما هي الفئات الرئيسية للإدمان الخاصة بالمراهقين؟
خلال فترة المراهقة، لا يزال الدماغ غير ناضج، وبالتالي يكون أكثر عرضة للخطر. كلما بدأ الاستهلاك مبكرًا، زادت الآثار طويلة المدى ضررًا.
• الكحول
قد يستهلك بعض المراهقين كميات كبيرة من الكحول، وهو اتجاه يُعرف باسم الشرب المفرط. قد تكون العواقب المباشرة خطيرة للغاية، حيث يدخل المراهقون في غيبوبة. في هذه الحالة، يجب أن يتلقوا العلاج الطارئ في منشأة مستشفى على الفور.
قد يؤدي هذا الاستهلاك الهائل للكحول إلى تدمير الخلايا العصبية بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف تلك الموجودة لدى البالغين ويؤثر على تكوين خلايا عصبية جديدة. علاوة على ذلك، فإن الوصول المبكر إلى الكحول، قبل أن يصبح الشخص بالغًا شابًا في سن العشرين تقريبًا، يزيد من خطر إدمان الكحول بمقدار اثنين.
• التبغ
يزيد استهلاك التبغ من خطر الإصابة بأمراض: السرطان والتهاب الشعب الهوائية المزمن وأمراض القلب. غالبًا ما يتجاهل الآباء والمراهقون أنفسهم هذه المخاطر، لأنها لا تظهر إلا على المدى الطويل جدًا، بعد عدة عقود من بدء التدخين.
• القنب
يؤدي استهلاك القنب بانتظام إلى إبطاء نمو الخلايا العصبية، ويؤثر على الإدراك (القدرة على التفكير والحفظ)، ونتيجة لذلك، يعدل الأداء الأكاديمي والدافع والمخاطرة والمهارات النفسية الحركية. كما أنه يزيد من التعرض للاضطرابات النفسية. يزيد تدخين القنب من الآثار السلبية للمواد الأخرى المستهلكة مثل الكحول أو الأمفيتامينات، ويمكن أن تكون العواقب وخيمة للغاية إذا قاد الشخص سيارة أو دراجة نارية تحت تأثيرها.
• الأنشطة الإدمانية
يفقد المراهقون فكرة الوقت ويقضون وقتًا غير مناسب في هذا النشاط. إنهم يتخلون عن الهوايات، وتعاني علاقاتهم الاجتماعية، وقد يبدأ البعض في التغيب عن المدرسة. عندما لا يتمكن المراهقون من الانخراط في هذا النشاط، فإنه يشعر به في مزاجهم؛ فقد يكونون حزينين أو متحدين أو حتى عدوانيين.