“حرر اختك السبية”
لسال حال الكثيرين من الذين يحاولون الطعن او إحراج الفرد الأيزيدي والمجتمع الأيزيدي المغلوب على أمره بهذا السؤال المخزي والمهين،ربما يجهل او يتجاهل أن السبايا وجرائم الأغتصاب كانت ظاهرة موجودة في كل بقاع الأرض وجميع الأزمنة والأمكنة.
لتفتح قليلاً سجل تاريخ البشرية المخزي والفاضح في الاغتصاب وسبي نساء الشعوب،لا شك أن تاريخ السبي ليس حدثاً جديداً يحدث لأول مرة مع أجتياح تنظيم داعش لمدينة شنكال بل أن جيوشاً عدة قأمت بهذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية:
1. أن الهزيمة التي تلقاها جيش هتلر النازي أمام قوات الحلافاء الغربيون والجيش الأحمر السوفيتي بعد حرب العالمية الثانية واثناء أجتياح هذه القوات المسلحة إلى الأراضي الألمان إرتكبت أبشع جرائم الأغتصاب بحق الألمانيات اللواتي هزمن في الحرب.
2. صدام حسين الدكتاتور العراقي الذي يرأه البعض قائداً عظيماً هاجم القرى الكردية في شمال العراق(كردستان) وأرتكاب جرائم عدة بحق المواطن الكردي ولم يستثني النساء من جرائمه بل قام جيشه المتوحش بأغتصاب النساء وأخذهن وبيعهن في الدول العربية والإسلامية. وكذلك لم يكن جرائمه مقتصراً على الكرديات بل حتى النساء العربيات في دولة الكويت أبان غزو صدام للكويت فيما يعرف بحرب الخليج كانت لهن حصة من الأغتصاب.
3. الحروب الدينية التي حدتث بعد ظهور الأديان الشمولية المتمثلة بالحروب الصليبية والفتوحات الإسلامية، فنبين حدثا تاريخيا فضيعاً من كتاب البداية والنهاية لأبن الكثير الدمشقي وهو السبايا الأمازيغيات في شمال أفريقيا، أن القائد العسكري للدولة الأموية موسى بن نصير في سنة ثلاث وتسعين للهجرة بعث إبنه إلى بلاد الأندلس وهذه نص الرسالة من البداية والنهاية ” أنه بعث أبنه مروان على جيش، فأصاب من السبي مائة ألف راس، وبعث أبن أخيه في جيش فأصاب مائة ألف راس من البربر ، فلما جاء كتابه إلى الوليد وذكر فيه أن خمس الغنائم أربعون الف راس. قال الناس : أن هذا أحمق ، من أين له أربعون ألف راس خمس الغنائم؟”.
4. أن تنظيم الدولة داعش الذي أنشأ في سوريا و العراق بين عامي ٢٠١٣_ ٢٠١٤ أستطاع أن يتوسع في سنة واحدة ويحتل مناطق ومحافظات كثيرة في كلتا البلدين. أن داعش أعتبر نساء كل طائفة وديانة مخالفة لهم بالفكر والعقيدة سبايا وملكات يمين في العراق وسوريا ويحق لهم أستخدامهن كجواري وإماء فدخل مدينة الموصل وخطف المسيحيات اللواتي يسكن الموصل وضواحيها ولم تشفع لهن عبارة “أهل الذمة”. وبعد أحتلال الموصل هاجم تنظيم داعش مدينة تلعفر المجاورة وقاتل أهلها من الشيعة ووقع أيادي التنظيم على النساء التركمانيات في المدينة وعاملوهن معاملة الروافض وأباحوا سبيهن. أما الأيزيديات في مدينة شنكال فهن طائفة من الكفار بحسب وصف داعش يجوز سبيهن فخطفوا الآلاف من النساء والأطفال ولا يزال الكثير منهن في قبضة جند الخليفة.
في المرة القادمة إذا أردت أن تحرجني بهذا السؤال فتذكر يا صديقي أن السبي لم يكن حكراً على نادية مراد وليلى تعلو والأخريات من الأيزيديات البريئات اللواتي وقعن في قبضة جند الخليفة، أنما تاريخك وتأريخ جميع الشعوب مليئة بهذه الجرائم الغير أخلاقية وليس بأمر البعيد أن تكون أمك الرابعة أو الخامسة ضحية لهذا الفكر المتوحش.
إسماعيل خضر