جماعات مسلحة تواصل خطف الايزيديات في عفرين التي يتهددها خطر كورونا
ميسر الاداني
تواصل المجموعات السورية المسلحة التي تسيطر على عفرين، ارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق سكانها الأصليين، مستغلة صمت العالم، فأقدمت على خطف ثلاث ايزيديات، في وقت تعاني المنطقة من تردي في الخدمات بمختلف القطاعات بما فيها القطاع الصحي الذي يواجه خطر انتشار فيروس كورونا في ظل غياب الاجراءات الاحترازية.
وتأتي عمليات الخطف الجديدة للايزيديات، رغم مناشدات منظمات محلية ودولية بانهاء الانتهاكات التي تطال أهالي منطقة عفرين التي تضم قرى ايزيدية تواجه خطر التهجير، ورغم الدعوات التي يطلقها نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي لإطلاق سراح المختطفات وإعادتهم الى ذويهم، من دون اي استجابة .
وقال مدير مؤسسة “ايزيدينا” علي عيسو، الجمعة، ان “جماعات مسلحة في عفرين أقدمت قبل أيام على اختطاف ثلاث نساء ايزيديات واقتادتهن الى مكان مجهول”.
وأضاف ان “اثنين من المختطفات يسكن قرية برج عبدالو، وهما امرأة مسنة الى جانب ابنتها التي تبلغ 20 عاما، أما المختطفة الثالثة فهي فتاة من قرية كيمار وتبلغ 22 عاما”.
وناشد عيسو، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان بالتدخل الفوري “لإنقاذ المختطفات وانهاء الانتهاكات المتكررة لحقوق الانسان” بما فيه حقوق الايزيديين في المنطقة والذين يتعرضون للمضايقة والتهجير، كما دعا المجلس الروحاني الايزيدي الأعلى الى التدخل وايصال صوتهم للعالم.
وتأتي عمليات الخطف الجديدة في ظل صمت المجتمع الدولي ومصالح القوى الدولية والاقليمية الخاصة في سوريا، ومع انتشار فيروس كورونا في البلد الذي يشهد حربا مدمرة منذ تسع سنوات، وسط خشية اهالي عفرين من وصول الفيروس لهم في وقت لا يملكون اي مقومات تسمح لهم بمواجهة الوباء نتيجة تدمير البنية التحتية للمنطقة وانهيار اقتصادها بسبب الضرائب والاتاوات التي تفرضها الجماعات المسحلة على سكان المنطقة.
واحتلت القوات التركية وبدعم من آلاف المقاتلين السوريين المعارضين والموالين لأنقرة في 20 آذار من العام 2018 منطقة عفرين والبلدات التابعة لها وادى ذلك الى تهجير اكثر من 150 الف شخص من اهالي المنطقة بينهم ايزيديون.
وحسب مؤسسات ونشطاء ايزيديين تم اختطاف اكثر من 20 ايزيديا في هذه المناطق منذ ذلك الوقت، الى جانب تدمير المزارات والرموز الدينية الايزيدية وتهجير عشرات العوائل الايزيدية من قراها وتوطين العرب في مكانهم.