ثلاثّ أمراء هل هي نعمة ام نقمة
للايزيديين يبدو أن الایزیديين شعباً مصيره المعاناة ابد الدهر و هذا قدرهم من التشتت و الزوال وخاصة بعد رحيل سمو الأمير تحسين سعيد علي بك الامير الذي بقي على كرسي الامارة ما يقرب 75 عاماً و كان يملك كاريزما عالمية رغم انه و كما هو مشاع لدى الشارع الأيزيدي أن الامير المرحوم أثناء حملة ابادة بني جلدته في شنگال كان مقصراً على حد سوى و لم يقدم الواجب الذي يقع على عاتقه ، ولكنه و رغم بلوغه 86 عاماً كان صمام الامان لوحدة الصف الایزیدي ،وكان وحده أميراً ولیس كما نراها الان . وعلى الرغم من وجود خلافات أزلية داخل الأسرة الاميرية ، الا أن عندما رحل الامير تحسين بك أقيم له مراسيم مهيبة يليق بمقام الأمير و حضر جماهير غفيرة و قادة وسفراء وممثلي الاحزاب السياسية و الدول الخارجية و اليونامي … و على الرغم من كل ذلك المراسیم والحضور المهیب لم ياخذ عائلة الامارة بعين الاعتبار ، ولم ياخذه من تجربة و حنكة وقوة الامير تحسین بك رحمه الله درساً ، و بعد رحيله ازدادت الخلافات اكثر و اصبح الامر اكثر تعقيداً و خصوصاً اثناء مراسيم الدفن و استقبال الزوار اثناء التعزية حیث رأينا كل شخص يحاول أن يظهر فهو سيكون الامير المستقبلي و سيسلم عرش الامارة ليحل محل الامير الراحل و استمرت تلك الخلافات داخل عائلة الامارة اكثر من ستة أشهر ، وأخيراً وخلف الكوالیس وبعیداً عن إرادة الایزیديين و وصية الامير تحسين بك وبعد اجتماعات مكثفة في دهوك و ليس لالش وبمراسيم خجولة جداً تم فرض حازم تحسین بك نجل الامير الراحل أميراً على الأيزيدين رغم وجود اعتراضات كبیرة من قبل اغلبیة المجتمع الایزیدي ولكن لم يغلق باب الترشیح والتنصیب ولم ينتهي تلك المشاحنات والاعتراضات سواء كان من قبل افراد عائلة الامارة او من المجتمع الشنكالي والایزیدي عامة ، حیث بعد عدة ايام من تلك المراسيم ، ظهر اميراً اخر لیعلن نفسه اميراً في شنكال وهو نایف داود سليمان بك من اولاد أعمام العائلة الاميرية و استمر التشتت بین صفوف الشارع الایزیدي حیث شئنا ام ابینا ظهر نوع من الخلافات و ازدادت التعقيدات بین ولات الشیخ و شنگال باختیار اميراً جديدا في شنكال ، وایضا لم يكن بمباركة اغلب الایزیديين ، وارتفعت الاصوات هنا وهناك لتفادي ازمة التفریق يخرج اميراً ثالثاً لیعلن نفسه اميراً في المهجر امية معاوية بك وهو ایضا بعدم إرادة اغلب الایزیديين ، هنا اصبحت الایزیدياتي ثلاثة قطع منفصله فالأول يدعى نفسه امير كوردياً ايزيدياً و الثاني بحجة استغلال الدين يقول نحن أیزیديين والامير الثالث یميل الی العروبة اكثر ، وهذا بحد ذاته جريمة يرتكبونها الامراء بحق الایزیديين . دون الشعور بالمسؤولیة تجاه بني جلدتهم وخاصة المختطفات و ذوي الضحايا حیث مرة خمس سنوات يعیشوا الأيزيديون في اسوء الظروف فكان الاجدر بهم ان يحاربوا من اجل اعادة الحياة لشنكال الشبه مدمرة ولیس من اجل الكرسي ، هنا نسال، ماهي برامج الامراء للایزیدين وما هو الهدف الذي سیحاربون من اجله ؟ والی اي مدی یستطیعون ایصال قضية الایزیديين الی العالم في ظل هذه المنافسة بینهم اميرا لا يستطیع زيارة شنكال واميرا لا يستطیع زيارة ولات شیخ وأميراً يعیش في المهجر ، وهناك من يتفائل بالمستقبل افضل للایزیديين ویعتبرون وجود ثلاثة امراء حالة صحية وهو نوع من الديمقراطية ومع شديد الاسف هناك تهميش متعمد على ابعاد العنصر النسوي من تسليم حقوقها لإدارة شؤون الايزيدية . منار سلو / دهوك