تقرير مفصل عن مخيم الهول خاص لايزيدي نيوز:
مخيم الهول يقع في بلدة الهول الواقعة جنوب شرقي محافظة الحسكة ويبعد عنها 35 كم, والتي تعتبر المركز الإداري لناحية الهول, ويبعد نحو 12 كم عن الحدود العراقية السورية, انشأ المخيم في اوائل القرن العشرين في عام 1991 أبان حرب الخليج من قبل المفوضية العليا للاجئين خصيصاً للاجئين العراقيين, وأعيد فتحه لاحقًا بعد غزو العراق من قبل القوات الأمريكية عام 2003 كواحد من ثلاثة معسكرات على الحدود العراقية السورية.
يعتبرمخيم الهول من أكبر المخيمات من حيث عدد اللاجئين وأهمها على الإطلاق من حيث نوعية اللاجئين إليه, حسب إحصائية في شهر أبريل 2019 كان عدد سكان المخيم قد بلغ أكثر من 74000 فرد منهم 49000 طفل ولكن حسب راي بعض الناشطين المدنيين إن هذا الرقم مشكوك بأمره وان عدد سكان المخيم قد يصل الى اكثر من 100000 شخص والسبب في ذلك يعود الى أن الكثير من القاطنين في هذا المخيم غير مسجلين عند إدارة المخيم.
لاجئوا هذا المخيم هم مدنيين سوريين وعراقيين وعائلاتهم وأسر عناصر تنظيم داعش العرب والأجانب الدوليين, أفيد مصدر بأن المخيم يضم لاجئين من أكثر من 43 دولة. حيث يضم اكثر من 11000 شخص اجنبي بين طفل وإمراة ولكن النسبة الاكبر في المخيم تعود الى للعراقيين.
مخيم الهول او كما يسمى محلية “دويلة داعش الصغيرة” يعد آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية او تنظيم داعش الارهابي وهذا المخيم خالي من الرجال والشباب نسبياً فغالبية سكانه أطفال ونساء وشيوخ واللون الاسود (النقاب) هو السائد في المخيم.
يقع هذا المخيم تحت سيطرة قوات سوريا اليمقراطية (قسد) المدعومة من القوات الامريكية وهذه القوات غالبة ما تقوم باتفاقيات مع العشائر وتبيعهم مواطنيهم سواء كانوا منظمين الى داعش ام لا, ففي الفترة السابقة عملت هذه القوات اتفاقية مع عشائر الرقة ودير الزور بمضمونه قامت هذه القوات باخراج اكثر من 1000 شخص من المخيم واوصلتهم الى أهاليهم في سوريا.
يتبين من خلال الكثير من الفيديوهات والتقارير المصورة التي تبثها القنوات التلفزيونية إن عائلات داعش وعناصره الهاربين الذين يسكنون في مخيم الهول، مازالوا يمارسون حياتهم الداعشية بكل إصرار وتحدّ، وأنهم يرفضون أدنى انصياع لتعليمات إدارة المخيم التي لا تستطيع فرض نفسها عليهم خشية العصيان والتمرد، وقد حدثت عدة حالات خطيرة كادت أن تخلف نتائج وخيمة، لذلك نرى بأن غالبيتهم يتمسكون بأدق تفاصيل حياتهم من لباس وتفكير وقوانين.
في احدى المرات قامت عناصر سابقة في ما تعرف ب“شرطة الدولة الاسلامية الاخلاقية” والتي يتألف أفرادها من النساء, هذه النسوة قمن بقتل إمراة أخرى في المخيم لانها خلعت النقاب وكشفت عن وجهها وقالت بأن الدولة الاسلامية إنتهت, وإن الكثير من هذه النسوة مسلحات بالسكاكين والادوات الجارحة ولا يستطيع أي شخص عصيان أوامرهن وحتى الاطفال يتعرضون للضرب عند ذكرهم اسم داعش بدلا من الدولة الاسلامية في العراق والشام. الى الان هؤلاء لا يعترفون بان الدولة الاسلامية إنتهت بل هم مصرون على قول باقية وتتمد.
حسب ما جاء في أحدث إحصائيات أعلنتها مكتب المختطفين الأيزيدييين وأرقام هذه الإحصائية معتمدة لدى الأمم المتحدة, حسب هذه الإحصائية فإن عدد الأيزيديين الذين أختطفوا في يوم الثالث من آب سنة 2014 كان ما يقارب(6417) شخص منهم (3548) أنثى, (2869) ذكر.
وإن عدد الناجين والناجيات من قبضة عناصر التنظيم لحد الأن قد بلغ (3490) شخص وهم كالأتي:
الأناث(1186 ), الذكور(337), الأطفال الإناث (1027) , الأطفال الذكور(940), ويذكر بأنه مازال هناك (2930) شخص في الأسر منهم (1338) أنثى و(1592) ذكر.
الى الان تحرر اكثر من 100 طفل وإمراة أيزيدية من هذا المخيم وحسب المصادر وكذلك حسب أقوال ذوي المختطفين فإن المختطفين الأيزيديين الباقين موجودون حتماً في هذا المخيم بإعتباره آخر معاقل التنظيم, الكثير من هؤلاء المختطفين لا يستطيعون العودة لاسباب كثيرة ومن هذه الاسباب هي انه بعض من الاطفال تعرضوا لغسل الدماغ ولا يعرفون بانهم أيزيديين أصلا بل هم مقتنعون بإسلامهم ويدافعون عن داعش ويعتبرون عناصر التنظيم عائلاتهم وكذلك الحال عند بعض النسوة فهن لا يعرفن أي شيء فعناصر التنظيم أخبرونهن بأن الأيزيدية انتهوا ولم يعد لهم وجود, والسبب الآخر وراء عدم عودتهم هو إن التنظيم نشر في المخيم بأن الايزيديين سوف يقتلون أي شخص يرجع على اعتبار انه اسلم وترك دينه مع إن هذا الأمر عار من الصحة فالأيزيديون كما عرف العالم أجمع وشهد بأنهم يستقبلون الضحايا بالورود وهم اقدس الناس والأيزيديون يعرفون بأن ما تعرض له الضحية كان خارج إرادته.
الوضع المعيشي في المخيم اسوء ما يكون ولا تتوفر فيه ابسط مقومات العيش ناهيك عن الخطر الكامن فيه فكما ذكرنا سابقة مازالت زوجات داعش مؤمنات باستمرار دولة الخلافة وتمددها ومازلن يعاملن النساء الأيزيديات كسبايا والأطفال كخدم, والايزيديين يطالبون الحكومة العراقية اولا ثم المجتمع الدولي ثانياً وايضاً منظمات المجتمع المدني بالتدخل الفوري وايجاد حل مناسب للأطفال والنساء الايزيديات وانقادهم من براثم تنطيم داعش الارهابي.
وأيضا الحكومة العراقية لم تفعل اي شيء للأيزيديين باعتبارهم ايضا مواطنيين عراقيين, أما بالنسبة للحكومة العراقية فالذي يمنعها من التدخل والتصرف لانقاذ مواطنيها يعود لعدة أسباب أهمها هو ضعف علاقة الحكومة العراقية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والسبب الآخر هو خوف الحكومة من وقوع مشاكل الثار بين العشيرة نظرا لان بعض الاشحاص من عشيرة معينة انضموا الى داعش وقتلوا اشخاص من عشيرة اخرى وايضا هناك بعض المشاكل القانونية التى تمنع الحكومة العراقية من التصرف والتي هي انهم لايستطيعون جلب نساء داعش الى دولتهم خوفا ان يكون ازواجهم أحياء ويعيشون في دول اوربية. وبسبب الوضع الامني غير المستقر في المخيم فان القوات الامنية سواء كانت عراقية ام سورية لا تدع المواطنين بالدخول الى المخيم حفاظا على سلامتهم.