لم تكن الطفلة “میادة” تعلم بأنھا ستعاني ھكذا في حیاتھا لكن شاء القدر ان تولد في إحدى البیوت الطینیة شمال مدینة سنجار وھي تعاني من تشوه ولادي في العامود الفقري.
ھذا المرض ھو ولادي ویعاني منھا المریض بدرجات، عانت “میادة” من مرضھا عام بعد عام ورغم المراجعات الطبیة ابلغوھا بأنھا تحتاج عملیة جراحیة ولا یمكن إجرائھا إلا عند بلوغ الخامسة عشر.
تقول “میادة ” كنت أحلم مثل أي طفلة أن أدخل المدرسة، حلمت بتلك اللحظة، لم أكن أعرف معنى أن أكون عاجزة عن الوقوف مثل بقیة الأطفال، كنت أسمع كلامھم السلبي عني، عن شكلي وملامحي.
وتضیف، “الوجع كان یزداد یوماً بعد یوم، كلما أكبر یزداد الوجع، وتزداد معھا معاناتي في مواجھة الناس وممارسة حیاتي الطبیعیة في المدرسة أو الشارع، رغم كل ذلك بقیت قویة بمساندة والدي ووالدتي وھم یأخذوني إلى المستشفیات على أمل وقف حد لمعاناتي”.
وتكشف ” میادة “، أخبروني بأنني سأبقى ولن أتمكن من إجراء أي عملیة جراحیة حتى بلوغي ال 15 عشر عاماً، كان عل ّي الإنتظار وتحمل معاناتي في
المدرسة من جھة حیث یصعب عل ّي الإستمرار ومن جھة أخرى كلمات الناس الجارحة ونظراتھم لي!
الأمل یتجدد
أستمرت معاناتي حتى بلوغي ال 15 عشر عاماً وانا في مخیم النازحین إلى ان تلقى والدي ذات یوم إتصال من رقم مجھول یخبره بأن ھناك أطباء أجانب
یأتون إلى العراق وھم مستعدین لإجراء عملیة جراحیة لھا بعد إجراء الفحوصات المطلوبة، تطایرت من الفرح لقد كانت لحظة الإنتظار، كل شيء كان على ما یرام واجریت عملیة جراحیة في مدینة كربلاء عام 2019، وبقیت في المستشفى )52( یوماً.
رجعنا بعد ذلك وأصبحت فتاة مختلفة تحمل في داخلھا شعلة من النشاط، الیوم عمري 19 عشر عاماً، لم أستسلم وتحملت الصعاب والیوم أنا بخیر وأعمل
لمساعدة عائلتي.
وتضیف، وصلت إلى الصف السادس الاعدادي، إلى جانب دراستي أنا أرسم وأعیش معھا لحظات حیاتي، لوحاتي ھي تعبیر عن معاناتي ومعاناة كل شابة تحلم بالعیش في وطنھا.
وتردف “میادة “، رسالتي إلى كل من تعاني في حیاتھا من اعاقة أو مرض؛ لا تدعِ المرض ینال من ِك، لقد وھب الخالق لنا العقل وعلینا ان نبدع في حیاتنا وان نستمر لا ان نستسلم.
وختمت بالقول، “انا احلم بأن أصبح طبیبة لكي أقوم بعلاج الناس وأزرع في نفوسھم الأمل الذي فقدوه جراء الاعاقة أو الأمراض الولادیة الذین یعانون منھا، ھذه ھي الحیاة وعلینا تقبلھا بكل رحابة صدر لأن الخالق معنا وھو من
ینیر طریقنا”