أيام وستحل علينا الذكرى السابعة للإبادة الجماعية بحق الإيزيديين في قضاء سنجار والتي خلفت وراءها اكبر موجة نزوح جماعية شهدها القرن الحادي والعشرين والتي راح ضحيتها اكثر من 6000 ستة الاف إنسان و مازال أكثر من ٧٠% من الايزيديين نازحين بعيدين عن ديارهم يترقبون ما يحدث من أحداث تؤثر عليهم بشكل مباشر أو غير مباشر .
لقد خلفت موجة النزوح هذه آلاف الضحايا لتساهم وبشكل كبير في تفكيك البنية الاجتماعية للمجتمع الإيزيدي المسالم ، قتلوا الرجال والعجائز وقاموا بسبي النساء والقاصرات وبيعهن في اسواق الرق واخذو اطفالهن بالقوة منهن وتم اعطائهم دروس دينية اسلامية وإدخالهم في معسكرات تدريبية اعدت خصوصاً لغسل عقولهم وتعليمهم فنون القتل والذبح التي لم تأتي من فراغ !
قدوم تنظيم داعش واجتياحه لمدينة سنجار ( شنگال ) كان مخطط اقليمي اشترك فيه جهات سياسية داخلية وخارجية لها ثقلها السياسي في المنطقة لأهداف و غايات عرفها القاصي و الداني وهو افراغ المنطقة من الإيزيديين والاستيلاء على ما تبقى من أراضيهم .
سيدخل الايزيدي عامه الثامن وهو يعيش في هذا الجحيم نازحا في وطنه ، يترقب الأحداث لحظة بلحظة دون وجود أي تغير يذكر على أرض الواقع ، مخيمات اعدت كحالة طارئة لإيواء النازحين لشهور و لكن يسكنها النازحين منذ اكثر من ستة سنوات وهي تفتقر لأبسط مقومات الحياة .
اتفاقية سنجار بين بغداد و أربيل و برعاية اممية بتاريخ 9 أكتوبر / تشرين الأول الماضي و التي وقعت لضمان حفظ الأمن في قضاء سنجار من قبل قوات الأمن الاتحادية هي الأخرى لم ترى النور رغم إعلان بغداد في وقت سابق أنها بدأت بتطبيق الاتفاق منذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي عبر نشر قوات تابعة للحكومة الاتحادية داخل مركز القضاء و إخراج الجماعات المسلحة منها .
إيزيدياً اما ان الاوان ان تجلسوا على طاولة واحدة وتقدموا تنازلات لبعضكم البعض بحثاً عن حلول جذرية و سريعة لحفظ ما تبقى من كرامتكم ؟
البقاء في المخيمات تحت رحمة المنظمات الإنسانية اخذت منا الكثير من الوقت واسهمت الى حد كبير في تراخينا عن مطالبنا الأساسية وهذا من دون شك خدم جهات استفادت و تستفاد من بقاء النازحين لأهداف و غايات وضعت لها جداول زمنية !
ولعل الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في ال ١٠ من شهر أكتوبر/ تشرين الأول القادم وغياب التوافق الايزيدي و صراع أكثر من طرف على مقعد يتيم للكوتا مخصص لهم ضمن محافظة نينوى يساهم بتعميق الفجوة و صعوبة إيجاد حلول جذرية في الفترة القريبة القادمة رغم وجود تعاطف دولي مع قضية الايزيديين و مساعي من أجل الاعتراف بما حصل لهم صيف ٢٠١٤ على أنها إبادة جماعية و آخرها تصويت برلمان مملكة هولندا و بلجيكا على مشروع قرار تنص على اعتبارها إبادة جماعية و قبلها اعتراف العراق من خلال التصويت على مشروع قانون الناجيات الإيزيديات لضمان حقوقهنّ من خلال تشكيل مديرية خاصة بهنّ ترتبط بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، كل هذا يجب أن يكون دافع من أجل العمل على الاستفادة من هذا الدعم و استغلاله بالشكل الصحيح إذا أردنا العمل من أجل أهلنا في سنجار وسهل نينوى و بقية مناطق سكنهم .