بيان مشترك: آمل كلوني، ناتالي فون ويسنكهاوسين، يزدا يرحبون بقضية محكمة الإبادة الجماعية التاريخية في ألمانيا.
فرانكفورت ٢٤-٠٤-٢٠٢٠
تبدأ محاكمة طه ا.ج، وهو مواطن عراقي يبلغ من العمر ٢٧ عاماً، اليوم في المحكمة الاقليمية العليا في مدينة فرانكفورت، ألمانيا. وجهت إلى المتهم تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية، جرائم ضد الإنسانية، الاتجار بالبشر وجرائم الحرب، بما في ذلك قتل فتاة إيزيدية تبلغ من العمر خمس سنوات، وعلقت محامية الضحية السيدة أمل كلوني على أهمية هه اللحظة التاريخية بالقول:
“تمثل هذه القضية أول محاكمة في أي مكان في العالم احد مقاتلي داعش بتهمة الإبادة الجماعية بحق المدنيين الأيزيديين، وأشيد بجهود السلطات الألمانية لقيادتها في ملاحقة المسؤولين عن الإبادة الجماعية ضد اليزيديين، واستجابتها لدعوة الناجيات لمحاسبة داعش على جرائمهم، هذه لحظة تاريخية للمجتمع الايزيدي وغيرهم من ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان “.
ووفقًا للائحة الاتهام ، انضم طه إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قبل مارس/آذار من عام ٢٠١٣، هو زوج المتهم جنيفر دبليو، التي هي مواطنة المانية تبلغ من العمر ٢٨ عاما، والتي تمثل حاليًا امام المحكمة الإقليمية العليا في مقاطعة ميونيخ بتهمة الاغفال، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها ضد الضحايا الإيزيديين.
في صيف عام ٢٠١٤، قام طه بشراء واستعباد فتاة إيزيدية تبلغ من العمر خمس سنوات مع والدتها، قام هو وزوجته بحجزهما في منزلهما في مدينة الفلوجة بالعراق. غير دينهم بالقوة إلى الإسلام. كان طه يضرب الأسرى، وفي أحد الأيام ربط الطفلة بسلاسل حديدية خارج المنزل وتركها تموت من العطش تحت درجات حرارة عالية. ادين طه وجينيفر دبليو وهما يواجهان عقوبة قصوى بالسجن مدى الحياة.
قالت المستشارة القانونية للضحية ، السيدة ناتالي فون ويستنكهاوسين: “يسمح مفهوم الولاية القضائية العالمية الذي تبناه النظام القضائي الالماني بمحاكمة المتهمين في المانيا بتهمة ارتكاب الابادة الجماعية ضد الايزيديين في العراق، ويعتبر هذا الادعاء خطوة كبيرة نحو مساءلة اعضاء تنظيم الدولة الاسلامية عن جرائمهم المروعة وهجماتهم ضد المدنيين الايزيديين. بالنسبة لموكلتنا على وجه الخصوص، يعد هذا انجازا مهما عندما ترى الرجل المسؤول عن وفاة ابنتها واستعباد الام وسوء المعاملة يواجه محكمة، وخاصة ان لائحة الاتهام تشمل جريمة الابادة الجماعية”
في شهر آب عام ٢٠١٤ اجتاح تنظيم داعش مدينة سنجار وسهل نينوى وبدأ هجمات مستهدفة ضد الايزيديين والمسيحيين (بما في ذلك الايشوريين) والتركمان الشيعة والاقليات الدينية الاخرى. نفذ داعش خطته للقضاء على المجتمع الايزيدي، قتل الرجال والشباب وقام باختطاف الالاف من النساء والاطفال، الاطفال الصغارتم تدريبهم وارغامهم على القتال في صفوف داعش، في حين استعبدت النساء والفتيات اللواتي لم تتجاوزن التاسعة من العمر وتم بيعهن كسبايا لمقاتلي داعش.اثناء فترة الاحتجاز تعرضن للضرب، العمل الجبري، الزواج القسري، والعنف الجنسي بشكل مستمر في ظل نظام منظم لأغراض الاستعباد الجنسي. وقد اعترفت الامم المتحدة، متحف ذكرى الهولوكوست في الولايات المتحدة، هيئات محلية و دولية أخرى بان هذه الجرائم ترقى الى مرتبة الابادة الجماعية. ما يقارت ٣٠٠٠ ايزيدي لازالوا في عداد المفقودين، ويعتقد بان العديد من النساء والاطفال لازلن تحت حكم داعش.
يزدا، وهي منظمة ايزيدية عالمية، تقوم بدعم الناجيات والناجين وتوثق هذه الجرائم عن طريق برامج خاصة منذ اوائل عام ٢٠١٥، حيث ان مشروع يزدا للتوثيق يجمع الشهادات ويحفظ المعلومات. وعن طريقة تم التعرف على والدة الفتاة الايزيدية التي قتلت في الخامسة من عمرها والتي تدلي بشهادتها الان في قضية طه ا.ج.
المدير التنفيدي ليزدا مراد اسماعيل اضاف “ان يزدا على اهبة الاستعداد لمساعدة العراق وفريق التحقيق الدولي (اليونيتاد) وجميع الحكومات التي تبذل الجهود لمعالجة آثار الجرائم التي لحقتها داعش بالمدنيين الابرياء في العراق وخارجه، وكذلك في مواجه فيروس كورونا. اثني ايضا على جهود السلطات الالمانية المستمرة من اجل تحقيق العدالة للايزيديين، اطلب من جميع الحكومات العمل معا من اجل تحرير بقية النساء والرجال المفقودين”