#بنج_عام_الحلقة_5
تسويق إعلامي، بين السخرية والاستهزاء.
عندما يفشل الإعلام في نقل الوقائع والأحداث، إلى الرأي العام، بمصداقية ومهنية، من المؤكد، هدفها السخرية والاستهزاء بدماء ضحايا تلك الأحداث والوقائع، وإعطاء صورة نمطية قديمة لتغطية مسبباتها، وجعلها مادة إعلامية ربحية، وكسب وفير من المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب وغيرها من منصاب الإنترنيت.
الايزيديون تعرضوا إلى ابشع إبادة جماعية في الثالث من آب عام ٢٠١٤، من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يسمى بداعش، ونتجت عن هذه الإبادة مئات الآلاف من الايزيديين ( قتل _ خطف _ سبي _ الاتجار _ النزوح _ اللجوء ) وايضا تعرضت البنية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية إلى دمار كامل، وأكثر من ثمانين مقبرة جماعية، وهدم وتفجير المزارات والمنازل.
القناة الفضائية Utv العراقية الفتية، في أولى اطلالاتها الرمضانية لعام ٢٠٢٠، قدمت العشرات من البرامج الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها.
بنج عام، سلسلة من مواضيع تلفزيونية فكاهية، وهزلية، تسلط الضوء على وقائع وأحداث، ضمن المجتمع العراقي، وفي الحلقة الخامسة، اخذت سيناريوهاتها من واقعة قد حدث ضمن المجتمع الايزيدي على يد تنظيم داعش الإرهابي، وهي واقعة حقيقية ذات طابع إبادة جماعية لشعب مسالم ضمن جغرافية الحدود الإدارية لمحافظة نينوى.
قناة Utv، غيرت من منهجية هذه الواقعة المأساوية إلى منهجية السخرية والاستهزاء للضحايا وخاصة الايزيدييات المختطفات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يسمى بداعش.
نعم، شاهدت الحلقة كاملة على اليوتيوب، وتاسفت، كيف امكنهم تقديم حجم هذه الإبادة إلى مئات الآلاف من المشاهدين بهذه السخرية والاستهزاء، وكان بإمكانهم توثيق ما نتج من هذه الإبادة من خلال عمل حلقة خاصة واللقاء بذوي الضحايا والناجيات والناجين وتقديم الصورة الحقيقة للرأي العام العالمي والمحلي.
القضية الايزيدية، ليست قضية للسخرية والاستهزاء، وإنما هي قضية اخلاقية لابد أن يتم تقديمها بشكل جدي ومنطقي وعدم تسويقها إعلاميا كي تكون مادة رمضانية فكهاية للسخرية والاستهزاء.
نعم، تم بيع الايزيدييات في أسواق النخاسة والعبيد من قِبل مقاتلي تنظيم داعش لمرات عدة، بل كان اؤلئك المقاتلين يتبادل فيما بينهم الايزيدييات، وهم مجردين من الأخلاق والإنسانية.
ولماذا اختارت هذا القناة الفتي من القضية الايزيدية وخاصة الناجيات مادة رمضانية لعام ٢٠٢٠؟
هل يا ترى أصبحت قضيتنا مجرد قضية إعلامية للسخرية، والتلاعب بمشاعر الايزيديين بشكل عام ومشاعر ذوي الضحايا والناجيات والناجين بشكل خاص.
بين الحين والآخر يخرج للعلن أناس، أو جهات سياسية أو حزبية أو إعلامية وفنية يستصغرون حجم الإبادة التي تعرض لها الايزيديين، بل الأخطر من ذلك يخرجون لنا بالسيناريوهات، وفلسفات مستحدثة أو من خيال عقولهم المتعجرفة والحاقدة على أبناء الديانة الايزيدية، وفي الوقت نفسه يجاهدون من أجل تضيق الخناق على أبناء هذه الديانة، وغايتهم بات يعلمه القاصي والداني ( أيها الايزيديون أنكم غير مرحب بكم بيننا ).
وإن كنا عبثا نشقى من أجل إحقاق الحق إلا أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، ومخالب الذئاب تنهش فينا وحولنا جبال من غرابيب السود تضيق الخناق حولنا.
اللعبة أصبحت مكشوفة والإقنعة تساقطت من وجوه يدّعون محاربة الظلم وبانت حقيقتهم في مساندة الظالمين.
بين من يحاول تغير فلسفة وجودنا وبين من يعمل جاهدا من أجل تغير منهجية مظلوميتنا إلى منهجية السخرية والاستهزاء.
وكان الله في عون الايزيديين…
خالد تعلو القائدي..