إيزيدي نيوز _ سنجار
أصدرت شبكة الناجيات الايزيديات بالاضافة الى منظمة يزدا العالمية والمحامية الدولية امل كلوني، بيان مشترك يرحبون من خلاله بتقرير الأمم المتحدة حول الإبادة الجماعية التي ارتكبتها داعش ضد الايزيديين
وجاء في البيان وتلقت “إيزيدي نيوز” نسخة منه، ان فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبتها داعش (يونيتاد) قدم تقريره السادس الى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة؛ مجلس الامن الدولي، أسس فريق الـ(يونيتاد) بموجب قرار الأمم المتحدة رقم ٢٣٧٩ عام ٢٠١٧ لدعم الجهود المحلية لمحاسبة عناصر داعش من خلال جمع وحفظ وتخزين الأدلة في العراق بخصوص جرائم الحرب، جرائم ضد الإنسانية والابادة الجماعية. تم انشاء فريق الـ(يونيتاد) في اعقاب حملة المناصرة المشتركة التي قادتها الحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد، المحامية الحقوقية امل كلوني ومؤسسة يزدا الدولية.
وصرح المستشار الخاص ورئيس فريق الـ(يونيتاد)، السيد كريم خان أمام مجلس الأمن:” كانت الجرائم ضد الايزيديين مروعة، لقد صدمت ضمير الإنسانية، ودفعت أعضاء هذا المجلس المحترمين الى العمل، والمطالبة بالمحاسبة والعدالة، وضمان عدم الإفلات من العقاب والتطرف العنيف، واعمال داعش لن يمر بدون تحقيق ولا عقاب.
وقام فريق “يونيتاد” بأعداد تقرير مفصل عن الفظائع التي ارتكبت ضد الايزيديين. تم اخذ الالاف من البيانات من قبل الفريق، والتي تم الحصول عليها من السلطات العراقية او من حكومة إقليم كوردستان او المنظمات الغير حكومية. قما بدمج ذلك مع تحليل أجهزة الكومبيوتر، سجلات الهواتف، تحاليل الطب العدلي والتعرف عليهم وانا قادر على الإعلان، انه بناء على تحقيقات مستقلة ونزيهة وتقديم الشكوى وفقا للمعايير الدولية ومبادئ الأمم المتحدة، هناك ادلة واضحة ومقنعة، على ان الجرائم ضد الشعب الايزيدي، تشكل بوضوح الإبادة الجماعية، تجلى نية داعش في تدمير الايزديين جسديا وبايلوجيا في التحذير النهائي الذي تكرر في العديد من القرى المختلفة في العراق، “التحول او الموت”. قتل الالاف من الرجال والنساء والأطفال بموجب هذا التحذير.
يظهر النطاق الكامل من الاجرام في اجرام داعش الفظيع ضد المجتمع الايزيدي. الاعدامات، العبودية، الاستعباد الجنسي، الجرائم المروعة، والتي تسبب في بروز روح المرء حقا، لكن كيف سمح بحدوث مثل هذه الأشياء على وجه الأرض؟ ومع ذلك فقد فعلوا”.
وأكد تقرير يونيتاد وبشكل اوسع النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية، والتي نشرت في عام ٢٠١٦ أن داعش ارتكب جريمة إبادة جماعية وكذلك جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد الأيزيديين في سوريا.
كما ان المجتمع الايزيدي في العراق والعالم يرحب بنتائج تحقيق فريق الـ “يونيتاد”، أعضاء شبكة الناجيات الايزديات في يزدا، هن مجموعة من الناجيات وناشطات في مجال حقوق الانسان علقن على الإحاطة التي قدمت لمجلس الامن: ” الاعتراف بالإبادة الجماعية من قبل يونيتاد خطوة مهمة لجميع الايزيديين. لقد كنا ننتظر استجابة سريعة لمطلبنا باعتبار الجرائم المروعة التي ارتكبتها داعش ضدنا جرائم إبادة جماعية. لقد تحملنا الكثير من المعاناة وحان الوقت الان لتحقيق العدالة التي نستحقها. بالنسبة لنا تصنيف الإبادة الجماعية للجرائم امر مهم للغاية لأنه الطريقة الوحيدة لمنع حدوث عمليات إبادة جماعية أخرى ضد الايزديين والأقليات الأخرى في المستقبل.
هذا الاعتراف سوف يجلب الانتباه الى قضيتنا مرة أخرى ويجعل الناس يتذكرون ماذا حدث في هذا القرن، التشريد، العنف الجنسي، التعذيب والاعدامات الجماعية التي تعرضنا لها. من المهم جدا بالنسبة لنا ان يفهم الجميع ما حدث للايزيديين. هذا التقرير يمكن ان يجعل العدالة ممكنة، ويجب ان تكون ممكنة للايزيديين، وجميع الأقليات المضطهدة في العالم”.
لقد دعمت جهود التوثيق التي بذلتها يزدا عمل فريق يونيتاد ونتائجه، حيث ان يزدا كانت في شراكة رسمية مع يونيتاد منذ ان بدأ العمل في العراق.
وتعليقا على هذا التعاون، قالت مديرة المناصرة القانونية والتوثيق في يزدا، السيدة ناتيا نافروزوف:
” هذا التقرير يجسد مهمة يزدا: الاعتراف بالابادة الجماعية للايزيديين ومنع الجرائم المستقبلية ضد الايزيديين والأقليات الأخرى. لتحقيق هدفها، يزدا جمعت العديد من شهادات الناجيات الايزديات من الإبادة الجماعية وتم تقديم إفادات أكثر من ١٠٠ ضحية وشاهد وبموافقتهم الى يونيتاد. يزدا تثني يونيتاد على هذه النتائج. نحن ملتزمون بمواصلة دعم الناجيات لتحقيق العدالة”.
بالاضافة إلى الإحاطة التي تمت يوم أمس، يستضيف يونيتاد في الثاني عشر من مايو حدثا خاصا عن يونيتاد بعنوان “جرائم داعش في العراق: تحقيق المساءلة من خلال الابتكار والشراكة” بمشاركة نادية مراد وأمل كلوني، التي تمثل الناجيات الإيزيديات في إجراءات بعض المحاكم الجارية. بعد حدث العاشر من مايو، صرحت السيدة كلوني:
“بفضل التحقيقات المكثفة، أكدت الأمم المتحدة اليوم أن داعش ارتكب إبادة جماعية ضد الأيزيديين في العراق وقدمت الأدلة على ذلك. هذا الاعتراف هو علامة فارقة للناجيات. ويجب الآن استخدام الأدلة لمحاكمة الجناة – من أجل كرامة الناجيات وإنسانيتنا المشتركة “.
هذا الاعتراف بالإبادة الجماعية من قبل يونيتاد يأتي في الوقت المناسب أيضًا لأنه يأتي بعد أسبوعين من بيان من قبل رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان السيد مسرور بارزاني بشأن الموافقة على مشروع قانون لإنشاء محكمة خاصة في إقليم كردستان لمحاكمة المشتبه بانتمائهم إلى داعش على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية. تمت القراءة الأولى للمسودة بالفعل في برلمان حكومة إقليم كردستان ومن المفهوم أن قانونًا مشابهًا يتم النظر اليه من قبل الحكومة المركزية في بغداد ايضا.
وتعليقا على ذلك، قال أعضاء شبكة الناجيات الايزيديات حسب البيان ، : ” نحن نؤيد بقوة المشاركة الدولية في جميع المحاكمات ضد عناصر داعش في العراق، لدينا مخاوف من انه بدون مشاركة دولية، قد يؤدي الفساد والتدخلات السياسية الى احداث خلل في المنظومة القضائية وبالتالي تقليل فرصتنا في الوصول الى العدالة، لا نريد ان تصبح قضايانا ساحة للمعارضة السياسية والدينية، التواجد الدولي في قاعة المحكمة سيضمن الموضوعية والشفافية في الحصول على العدالة التي نبحث عنها، والاهم من ذلك العدالة التي يمكننا الوثوق بها”.
واضافت ناتيا نافروزوف عضو منظمة يزدا حسب البيان ” الضحايا الايزيديين، والمجتمع الايزيدي بأكمله يرغبون المشاركة الدولية اذا تم انشاء محكمة لمحاسبة داعش في أربيل او بغداد، وذلك ببساطة لانهم تعرضوا الى الإبادة الجماعية في بلدهم، وفقدوا الثقة بالمؤسسات. ان المشاركة الدولية من خلال الخبراء القانونيين والقضاة والمدعيين العاميين وتطبيق القانون الدولي سيفيد جميع الأطراف: فهي ستسمح بإعادة بناء الثقة ببطء وتضمن تطبيق الإجراءات القانونية الواجبة في هذه المحاكمات.
نحن بحاجة الى معرفة كيفية اجراء محاكمات المشتبه بهم من داعش حاليا في العراق، سيما ان هذه المحاكمات تحدث دون شفافية ومشاركة الضحايا.
بالإضافة الى ذلك، فان المجتمع الايزيدي بحاجة الى المشاركة الكاملة والمشورة في صياغة مشروع هذا القانون، نحن بحاجة الى تجنب الأخطاء التي حدثت في الماضي عندما تم استبعاد المجتمعات المتضررة من مثل هذه العملية، ينبغي ان لا نكرر الأخطاء مرة أخرى ويجب استشارتنا بشكل كامل بخصوص أي مشروع قانون يتعلق بجرائم داعش”.
في تشرين الثاني ٢٠١٩، نظمت يزدا بمشاركة خبراء من مبادرة عدالة المجتمع المفتوح (OSJI) ورشة عمل بعنوان “تصميم آلية عدالة دولية في العراق”. حضر ورشة العمل أكثر من ٤٠ مشاركًا بما في ذلك الناجيات الايزيديات والمنظمات غير الحكومية الايزيدية وممثلي الأقليات الأخرى (الشبك والمسيحيين والكاكائيين والتركمان). خلال المناقشات، اتفق المشاركون على نقطتين رئيسيتين: أن آلية المساءلة التي تم إنشاؤها في العراق بحاجة إلى مشاركة دولية وأن الضحايا ومنظمات المجتمع المدني بحاجة إلى المشاركة. تم تنظيم ورشة العمل هذه عندما بدأت المناقشات لإنشاء محكمة خاصة في بغداد. ومنذ ذلك الحين، تم تقديم مشروع قانون لإنشاء محكمة لتنظيم الدولة الإسلامية في بغداد إلى البرلمان العراقي لكن حالة عملية التبني لا تزال غير واضحة، ولم يتم اشراك المجتمعات المتضررة والضحايا في العملية.
وفي السياق ذاته، علق رئيس مؤسسة يزدا السيد حيدر الياس حسب البيان، ” لقد علق العديد من الاسر الايزيدية التي وقعت ضحية لهذه الإبادة الجماعية امالها على عمل فريق الـ(يونيتاد) لتحقيق العدالة. منذ سبع سنوات ولحد الان، يقف المجتمع الايزيدي على مفترق الطرق: اما البقاء في ارض اجدادهم متفائلين، او فقدان الامل وترك كل شيء خلفهم والبحث عن الهجرة وملاذ أمن يحتضنهم، ما سيتم فعله بالأدلة التي تم جمعها من خلال هذا التحقيق سوف يكون له صدى وسيؤثر على قرار العديد من الأشخاص بخصوص مستقبلهم، اقل ما يمكننا فعله هو التشاور معهم. لذلك ندعو الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان الى اشراك المجتمعات المتضررة من جرائم داعش والتشاور معهم في عملية صنع القرار بخصوص المساءلة والعدالة في العراق وإقليم كردستان، والسعي الى مشاركة دولية فاعلة ومناسبة لضمان ثقة المجتمع المتضرر من العملية، ولضمان الاستفادة من التجارب المستقبلية بما يتماشى مع الإجراءات القانونية الواجبة والمعايير الدولية”.