المُسْتقبَل التَّعْلِيمي لشنگال في ظل جائِحة كورونا !
الكاتب : اكرم رشو جيان.
جميعنا نعلمُ بمدى التاثير السلبي على الطلبة مندُ تفشي فايروس كورونا بحيث أدَّى ذلك إلى انقطاعهم الكلي من المدارس و اغلقت بوجههم ابواب العلم مما جعل اغلبهم يهملون الدراسة و ينشغلون باشياء بعيدة كل البعد عن العلم و غلبَ عليهم إضطراب نفسي في ظل هذه البيئة المشحونة بالقلق و الخوف و من المتوقع أن تفاعلهم المباشر هذا سيُشَكل لديهم مشكلة في التركيز بعد انتهاء الوباء و عودة الحياة للمدارس و هنا يجب علينا أن نَذكر واجبات الأسرة تجاه ابنائهم الطلبة من حيث إعطاءهم النصيحة و تهيئة الجو المناسب لهم و عدم تشَتت أفكارهم من خلال دعمهم معنوياً و تشجيعهم على الإستمرار بالدراسة او نُصحَهم في ممارسة نشاطات تحفزهم على تنشيط الذاكرة و تزيد لديهم الرغبة في الاستمرار على مسيرتهم الدراسية، اقصد بالنشاطات التي تم ذكرها أعلاه قراءة الكتب الخارجية، اخذ دورات تقوية على الانترنت للمواد التي يكون فيها الطالب ذات مستوى ضعيف، متابعة المادة من خلال التواصل الدائم مع مدرس المادة مما يمنحه ذلك الاستمرارية في المادة الدراسية و يجعله يعيش في بيئة المدرسة جزئياً لحين فتح المدارس و عودة الحياة لطبيعتها، في حال عدم تواصلك مع مدرس المادة تستطيع متابعة المنهج من خلال الانترنت من نقطة انقطاعك من المادة، القيام بعمل كروبات(مجموعات) من الطلبة على الانترنت و إن تتم من خلالها طرح مناقشات حول المواد الدراسية و بهذا يمكن القول بان الطالب سوف يتمكن من الاستمرار كما لو انه في المدرسة.
كما و ان يقع على عاتق المدرسين تشجيع الطلبة و تحفيزهم من خلال الاهتمام التام بأسئلتهم المطروحة حول المادة و على المدرسين القيام بعمل جاد تجاه أبنائهم الطلبة في ظل هذه الفترة العصيبة و هو الاستمرار بشرح المادة من خلال تصوير مقاطع يشرح فيه المنهج الدراسي و يتم نشره ليصل بذلك إلى الطلبة و هنا يجب ان نقف عند نقطة مهمة و سؤال قد يطرح نفسه و هو، ما هي آلية إيصال هذه المقاطع إلى ابنائنا الطلبة؟ هنا نعلم بان اغلب الطلبة في المرحلة الابتدائية لا يملكون اجهزة(موبايل او لابتوب …الخ) يمكن من خلالها متابعة الشرح الذي ينشره المعلم و لا ننصح باعطاء التلاميذ في المرحلة الابتدائية موبايلات او حاسبات لان ذلك يعرضهم إلى الإدمان عليها و كذلك من الممكن يفسد اخلاقهم و تفكيرهم لأنه جميعنا نعلم بأن مجتمعنا غير مؤهل اجتماعياً و ثقافياً في كيفية استعمال شبكات التواصل الاجتماعي و عدم كيفية نصح اطفالنا و ابنائنا الطلبة الطريقة الصحيحة في استعمالها (سوف نتطرق إلى هذا الموضوع في مقال قادم) مما يُشَكل خطر كبير عليهم لذى ننصح اولياء الامور بعدم السَماح لأبنائهم باستعمال هذه الأجهزة إلا اذا كان هناك مراقبة من قبل الوالدين و إرشادهم على استعمالها بالطريقة الصحيحة لهذا لا ينصح باستخدام مثل هكذا طرق لإيصال المادة للتلاميذ التي يتم شرحها من قبل المعلم و بذلك يقع المسؤولية الاكبر على الوالدين في متابعة المقاطع التي يتم من خلالها شرح المادة و اعطاء الموبايل او اللابتوب لأبنائهم لمتابعة الدروس فقط و من تم القيام بتوعيتهم في حل واجباتهم بشكل مستمر و نظم جدول يومي للدراسة، يحفزهم ذلك في التغلب على الانقطاع الجزئي الذي يعانون منه في ظل هذه الفترة الراهنة لحين فتح المدارس، اما الطلبة الذين قي المرحلتين المتوسطة و الاعدادية اغلبهم آن لم نقول جميعهم يملكون الموبايلات او الحواسيب في منازلهم يستطيعون من خلالها متابعة الدروس التي سوف يتم نشرها من قبل مدرس كل مادة على حِدا و كذلك بامكانهم التواصل المباشر مع مدرسيهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي او متابعة دروسهم على اليوتيوب في حال أن واجهوا مشكلة في استيعاب شرح مدرس المادة.
كذلك ياتي دور المنظمات المهتمة بالتربية و التعليم لاسَّيما المنظمات التي تُكرس كافة جهودها و امكانياتها في رعاية الطفل و التي تعمل من اجل استمرار التعليم في شنگال رغم كل الظروف و الصعوبات التي يواجهها مجتمعنا و هنا لا يسع المقال لكلمات الشكر و الامتنان و العرفان لجهودهم الجبارة تجاه هذه العملية المقدسة، و يمكننا أن نستذكر بعض من هذه المشاكل و الصعوبات و هي عدم اهتمام الحكومة المركزية و حكومة الاقليم بالعملية التربوية في شنگال و جميع قرأها و نواحيها و غياب دور وزارة التربية في نينوى و تهميشها للمدارس و الطلبة و مع قلة الكوادر التدريسية التي يعاني منها جميع المدارس في شنگال اصبح السير بالعملية التربوية شيء صعب للغاية بحيث أن اغلب او جميع المدارس لا يوجد فيها سوى كادر واحد متعين رسمياً على الملاك الدائم(سوى مدير المدرسة) بينما جميع الكوادر الأخرى محاضرين مجانيين، رغم هذه المشاكل و العوائق التي تقف بوجه العلم في شنگال المنكوبة و المدمرة من حيث البنْيَة التَّحْتِيَّة و قلة المدارس و المدرسين إلا إن المنظمات لم تقف مكتوفة الأيدي و ساعدت في تلبية جميع حاجات المدارس و قامت بفتح مكاتب في المدارس للإطلاع على الكتب الخارجية و ساهمت في توفير المستلزمات الدراسية و قامت بفتح دورات تقوية لجميع المواد و فتَحَّتْ روضة للاطفال تمكنت في دعم الطفل لاكتساب خبرات و مهارات قبل الالتحاق بالمرحلة الإبتدائية و ينمو ذاكرتهم و تنشط عقولهم و تحببهم بالعلم و تبتعدهم عن التشنجات المجتمعية و تمنعهم من التفكير بسلبية و تشجعهم على التفكير بإيجابية. حيث تاتي منظمة إنقاذ الطفل(Save the children) على راس القائمة الداعمة بشكل دائم و فعال للتعليم و تمتاز بجهودها المستمرة في دعم الطفل بشكل عام و الطلبة بشكل خاص و حملت على عاتقها الكثير من المسؤولية التي عجزت الحكومة العراقية في حملها و هناك الكثير من المنظمات الاخرى التي تعمل من اجل تحسين نوعية التعليم في شنگال و الرفع من مستواه و توفير جو مناسب للطفل تؤهله للوصول إلى طموحه و يعطي له ذلك حافزاً نفسيا في التخطيط لمستقبله العلمي و المهني و تقوي ثقافته و تزيد لديه الثقة بالنفس .