بركات عيسى
يبدو لي من التصريحات الأخيرة للنائب عن قضاء البعاج السيد عبدالرحيم الشمري أننا نعيش في الفترة ما بين شهر أيار من عام ٢٠١٤ حتى ظهوره الأخير قبل ايام مطالبا قائد الفرقة عشرين من الجيش العراقي بانهاء وجود الميليشيا الايزيدية ، ولكن بشكل مختلف تماما عما كانت عليه الأمور ، وان الايزيديين فرضوا حصارا على قضاء البعاج وصحراء الجزيرة ، والخلايا النائمة للأيزيديين في شنكال ، وناحية القحطانية “تلعزير “بمجمعيها العدنانية والجزيرة قد شنت هجمات على قرى أبو خويمة والكرعانة ، واسروا منها رعاة أغنام مطالبين فدية مالية قدرها مائة الف دولار مقابل الإفراج عن كل راعٍ. وان الايزيديين في تخوم البعاج قد قاموا بتهيئة الاجواء من خلال عناصر الشرطة الايزيديين ، والمقاولون، ورجال الأعمال ، وموظفو الدولة في الدوائر المدنية الذين يدفعون الاتاوات للدولة الايزيدية في العراق والشام ، وتزودهم بنقاط ضعف عناصر الامن في البعاج ، قد وضعوا كل اللمسات اللازمة لدخول عناصر الدولة الايزيدية في العراق والشام إلى البعاج ، لقتل رجالها ، وسبي نساءها ، والاستيلاء على بيوتها وأموالها كغنائم حرب ، وكذلك تدريب أطفال القضاء من العرب الجيرة ليكونوا أشبال الدولة الايزيدية .
عناصر الدولة الايزيدية في العراق والشام والذين انخرطوا في صفوها من كل البلدان الايزيدية في العالم ، والذين جاءوا لفرض الشريعة الايزيدية على ارض كفار البعاج ، رفع لهم جميع الايزيديين في شنكال راية الدولة الايزيدية بشكل سري حتى قتلوا جميع عناصر الجيش والشرطة ، او طاردوهم من مدنهم وبلداتهم إبان الغزوة الايزيدية .
بعد مرور ما يقارب عشر سنوات على الغزوة الايزيدية في العراق والشام لا تزال مصير الاف النساء من أهالي البعاج مجهولا ، ويبدو لي حتى بعد القضاء على الدولة الايزيدية ، فإن الايزيديين لا يزالوا في تخوم البعاج يتسترون على اولئك النساء ، مما أثار حفيظة النائب الشمري السيد عبدالرحيم والذي يطالب بانهاء وجود الميليشيا الايزيدية التي تفرض قبضتها على المنطقة حتى بعد إنهاء الدولة الايزيدية في العراق والشام ، وإلقاء القبض على قائد الميليشيا الايزيدية الذي كان متواطئا مع الدولة الايزيدية ، وفتح لهم الطريق من خلال ساحات الاعتصام ، ومطالبه بانهاء وجود ال جيش في المدن وعلى تخومها .
الغريب والمريب في الأمر ان النائب الشمري جمع بين ضدين لا يجمعهما
المال ولا البنون ، وخيّر قائد الفرقة عشرون من الجيش على مايبدو وبتوجيه مبطن بين الايزيديين وميليشياتها ، او الآمنين في البعاج !، ليعيد بنا الذاكرة مرة أخرى إلى فترة حكم اثيل النجيفي لمحافظة نينوى ، ومطالبه بانهاء مظاهر التجيّش في المدينة ، وترك الامور الامنية بين ايدي الشرطة المحلية !
الأمر الذي سهل لداعش انذاك بانتشاره كالسرطان في جسد المدينة وبشهادة شهود من اهلها !
انه لأمر مضحك يا سيادة النائب ان تطالب الجيش بانهاء عمليات الدهم والتفتيش في البعاج ، بحجة وجود الشرطة والحشد ، ومن المفترض ان تعلم اكثر من غيرك ان الجيش هو المسؤل عن امن المنطقة ، ووظيفة الشرطة المحلية في القضاء الاستقرار والنظام ، في وقت لا تزال هنالك احتمالية ان تشن داعش هجمات متفرقة ، كما في ديالى مثلا ، وان صحراء البعاج يهيء الاجواء لداعش بالدخول إلى القضاء والقيام بالتنظيم مرة اخرى .
ثم ان المضحك إلى ابعد حد هو ذهابك إلى مديح الحشد ، وذم الجيش ، وتسمية عناصر حماية شرفدين بالميليشيا ، بينما الحشد في البعاج على انهم ملائكة يحرسون امن القضاء ، وذلك بسبب صلة القرابة بينكم وبين السيد عبدالخالق المطلك المسؤل عن اللواء الستون في الحشد بالبعاج !
الميليشيات الايزيدية على حد وصف النائب عبدالرحيم الشمري والتي تأخذ من مزار شرفدين ثكنة لها ، وهي وليدة ذلك المزار المقدس لدى الايزيديين ، والعرين الذي ولد منه المقاومون الايزيديون لأضخم قوة ارهابية في العالم ، الذين اسقطوا مدنا كالموصل بقوام ٦٠ الف عنصر امني بعد ان سهلت لهم الخلايا اليقظة في البعاج كل الامور ، بينما فشلوا في غزو شرفدين بسواعد ابناء هذه ” الميليشيات” ، والذين يشرفون العراق والعراقيين من زاخو إلى الفاو ، وعلى رأسهم المتقاعصين مع داعش في قضاء البعاج ، والذين تسببوا في اذية جيرانهم الايزيديين على مختلف الأصعدة والجوانب ، بينما لم يقتل منهم الايزيدية حتى دجاجة تائهة !
كان من المفترض ان تحكم هذه الميليشيا شنكال بكامل جغرافيتها ، من أم الشبابيط شرقا ، حتى الحدود السورية غربا ، وعلى شفاه البعاج جنوبا بقبضة من حديد ، وليس مزار شرفدين فحسب ، بحجة اننا لا يمكن ان نعول على جيراننا واخذ افضل الدروس من الماضي ، وبأننا أولى في حماية شنكال من غيرنا كما تطالب انت ان يكون حشدكم وشرطتكم يتحكمون بمدينتكم ، بينما الفرق بين الظلم الذي لاقيناه من حدودكم ، وبين مظلوميتنا ، هو الفرق ذاته بين القرد الذي تسميه” ريم”، وبين الملائكة الذين اسميتهم “ميليشيا” ! .