الملاحظ للأمر سيدرك بإن الموسيقى جزء لا يتجزأ من تراث وثقافة الديانة الأيزيدية بحيث ترد في بعض النصوص الدينية والدليل الابرز على ذلك فهو أي الموسيقى صفة متلازمة لبعض من الطقوس المقدسة منذ الأزل ، حيث يرد في لاهوت الإيزيدية حينما خلق الخالق قالب النبي (أدم) من التراب والماء والهواء والنار. وفقًا للنصوص الدينية الإيزيدية ،عجزت الروح الدخول الى جسده ، فالملائكة السبعة :- عزرائيل و عزرافيل و جبرائيل و شمقائيل و ميكائيل و دردائيل و عزازيل :سألوا الروح لماذا لا تدخلين إلى جسد النبي (آدم).
فقالت الروح : إن لم تنزل (الدف والشباب) يصعب علي الدخول إلى جسده ، وعلى اثره نزل (الدف والشباب) أي بعد أن نزلت الموسيقى. نزلت الروح في جسد أدم..
مثلنا ورد في قول ( ز ه بونى مكسور )
** به عدى هه فت سه د سالا، هه فت سور هاتنه هندافه قالب ما بووى كَافه
په دشاى ده نگ ل روهئ کر ،كوت تو چما ناچية نافه !؟
** با عاشقا وه مه علومه
هه تا ژ بانا نه ئيت شاز و قدومه
ناف به بينا روهى و قالبى مابوو زور تخوبه
** شاز و قدوم هاتن و حدرين
نوورا موحبه تى هنگافته سه رى روح هات ول قالبى ئاده م پيغه مبر هيورى…
***والجدير بالذكر أن الموسيقى لا تغادرهم ، لا في حزن ولا فرح ، بل تعيش معهم دائمًا ، حيث أن القوالين والمختصين بهذا الشأن والصدد في كل طقس او عيد او مناسبة دينية شعائر خاصة وكذلك عزف متميز حيث يعزفون في أعيادهم الرسمية في مزاراتهم ومعابدهم الدينية في جماعية لالش النوراني وفي عيد رأس السنة الإيزيدية وكذلك عندما القوالين يذهبون الى القرى والمدن الأيزيدية يعزفون في كل منزل الذي يزورونه أمام الزوار وعندما يصلون الى المنازل ، و أيضآ يعزفون على ( الدفوف والشباب ) أثناء دفن الأموات في المقابر أحترامآ وتكريمآ للميت وذويه وأقاربه، كما يقومون بالعزف في الحفلات ، حفل الزفاف ومنها حضور اصحاب الآلات الموسيقية مثل الطنبورة والطبل والزرنايا (الفنانين) وهم يعزفون ألحان غنائية تتعلق بالفرح في حفلات الزفاف ويتولى الحضور تشكيل حلقات الدبكة مع الموسيقى .
وهنا اودّ القول للشباب والفتيات في مجتمعنا الإيزيدي أن يهتموا بالفن والموسيقى والغناء لتشجيع أنفسهم وعدم الاستسلام وتطوير صوتهم وقدراتهم وشخصيتهم من جميع النواحي ، حتى لو كان بينهم وبين أنفسهم ، وبشكل مستمر. يسعوا جاهدين لدعم أنفسهم وصوتهم والاستماع إلى موهبتهم وخدمة الفن الإيزيدي ، أنت وأنتِ كونوا مع الموسيقى لأنها جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع الخاص بك.
فرحان السوركي